رحل دون أبناء.. من سيَرث مليارات إمبراطورية «جورجيو أرماني» المالية؟

رحيل جورجيو أرماني، أيقونة الموضة الإيطالية وأحد أعتى صناع الفخامة في العالم، لم يكن مجرد خسارة لمصمم استثنائي، بل فتح أيضًا باب التساؤلات حول مصير إمبراطورية مالية ضخمة تُقدَّر بمليارات الدولارات.
الرجل الذي صاغ أناقة عابرة للأزمنة، وأرسى علامة تجارية باتت مرادفًا للرقي، يترك وراءه ثروة تناهز 12 مليار دولار، ومجموعة عالمية تقف اليوم أمام لحظة حاسمة: من سيحمل الراية؟ وكيف سيحافظ الورثة والمقرّبون على إرثه من أطماع المنافسين الكبار مثل "LVMH"؟
وكان المصمم الإيطالي لا يقتصر على كونه مبدعًا ورجل أعمال موهوبًا، بل كان أيضًا واحدًا من أثرى رجال العالم. ووفقًا لمجلة فوربس، يترك جورجيو أرماني، الذي توفي يوم الخميس عن عمر ناهز 91 عامًا، ثروة تقدَّر بـ 11,8 مليار دولار (10 مليارات يورو)، معظمها على شكل استثمارات وأسهم، إذ كان المالك الأكبر لمجموعته الفاخرة العملاقة التي توسعت من مجال الأزياء إلى التصميم والديكور والفنادق، بحسب مجلة "لوبوان" الفرنسية.
وعلى الصعيد الشخصي، كان يمتلك عدة إقامات فاخرة في إيطاليا وسويسرا وباريس وسان تروبيه ونيويورك وجزر الكاريبي، إضافة إلى يخته الفاخر الذي بلغت قيمته 60 مليون دولار.
وبما أنه رحل دون أن يترك أطفالًا، فإن إمبراطوريته وثروته ستؤول إلى أسرته المقرّبة وبعض المساعدين المخلصين الذين رافقوه طويلًا.
وبحسب فوربس، من بين الورثة المفترضين ابنتا شقيقه الأكبر، سيلفانا وروبرتا: الأولى تشرف على الخطوط النسائية، والثانية تدير العلاقات العامة مع المشاهير.
أما شقيقته الصغرى روزانا، فهي عضو في مجلس إدارة الشركة، فيما يتولى ابن شقيقه أندريا إدارة قسم التنمية المستدامة. ومن بين المقرّبين أيضًا بانتاليو ديل أوركو، الذي انضم إلى الشركة أواخر السبعينيات ويترأس اليوم خطوط الملابس الرجالية للعلامة الشهيرة.
ضمان الاستقلالية ومنع أي استحواذ معادٍ
وللحفاظ على المجموعة التي حققت العام الماضي عائدات بلغت 2,7 مليار دولار (2,3 مليار يورو)، كان المصمم قد اتخذ تدابير دقيقة عبر إنشاء مؤسسة جورجيو أرماني، بهدف تأمين حوكمة واضحة عبر تحديد صلاحيات كل طرف ونظام التصويت على القرارات.
وقد اختير ثلاثة أشخاص للإشراف على المؤسسة، لكن تفاصيل أدوارهم ما تزال طي الكتمان.
وقال أرماني في مقابلة مع "فايننشال تايمز" في أغسطس الماضي، قبل أيام من وفاته: "خطة الخلافة الخاصة بي تقوم على نقل المسؤوليات تدريجيًا إلى الأشخاص الأقرب إليّ، مثل ليو ديل أوركو، وأفراد عائلتي، وفريق عملي ككل. أريد أن تكون الخلافة عملية طبيعية وليست لحظة قطيعة".
الغاية من هذه الخطوات هي إحكام السيطرة على المجموعة لضمان استقلاليتها وتفادي أي محاولات استحواذ عدائية من منافسين عالميين يتطلعون إلى أرباح هذا الكيان الذي بناه أرماني خلال نصف قرن. وحتى وفاته، رفض جميع العروض لبيع شركته، بما في ذلك عروض من برنار أرنو (مجموعة LVMH).
كما رفض دائمًا إدخال الشركة إلى البورصة، تاركًا لورثته خيار القيام بذلك بعد مرور خمس سنوات على رحيله… وهو الموعد الذي قد يتحول إلى الكنز العائلي المنتظر.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA== جزيرة ام اند امز