ميثاق "الصحة العالمية" لسلامة العاملين الصحيين.. 5 إجراءات
مدير عام منظمة الصحة العالمية يؤكد أنه لا يمكن لأي بلد أو مستشفى أو عيادة الحفاظ على سلامة مرضاها ما لم تحافظ على سلامة العاملين فيها
أصدرت منظمة الصحة العالمية ميثاقا لضمان سلامة العاملين الصحيين، من أجل الحفاظ على سلامة المرضى.
ودعت المنظمة خلال مؤتمر صحفي عقدته في جنيف، الخميس، تزامنا مع اليوم العالمي لسلامة المرضى، الحكومات وقادة الرعاية الصحية إلى التصدي للتهديدات المستمرة التي تهدد صحة وسلامة العاملين الصحيين والمرضى.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس مدير عام المنظمة، إنه لا يمكن لأي بلد أو مستشفى أو عيادة الحفاظ على سلامة مرضاها ما لم تحافظ على سلامة العاملين الصحيين فيها.
وأكد أن ميثاق سلامة العاملين الصحيين التابع لمنظمة الصحة العالمية يعد خطوة نحو ضمان حصول العاملين الصحيين على ظروف العمل الآمنة والتدريب والأجر والاحترام الذي يستحقونه.
5 إجراءات
ودعا الميثاق إلى اتخاذ 5 إجراءات لحماية العاملين الصحيين بشكل أفضل، وشملت هذه الإجراءات حماية العاملين الصحيين من العنف، وتحسين صحتهم العقلية، وحمايتهم من المخاطر الجسدية والبيولوجية، وتعزيز البرامج الوطنية لسلامة العاملين الصحيين، إضافة إلى ربط سياسات سلامة العاملين الصحيين بسياسات سلامة المرضى الحالية.
أزمة جائحة كورونا
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن هناك تقارير متزايدة عن حالات عدوى وأمراض وهجمات بين العاملين الصحيين الذين يواجهون الوباء.
وأكدت أن فيروس كورونا عرض العاملين الصحيين وعائلاتهم إلى مستويات غير مسبوقة من المخاطر، وأن البيانات من العديد من البلدان تشير إلى أن العدوى بين العاملين الصحيين أكبر بكثير من تلك الموجودة بين عموم السكان.
وأضافت أنه في حين أن العاملين الصحيين يمثلون أقل من 3% من السكان في الغالبية العظمى من البلدان وأقل من 2% في جميع البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل تقريبا، إلا أن حوالي 14% من حالات الإصابة بفيروس كورونا التي تم إبلاغ منظمة الصحة بها هي بين العاملين الصحيين، وحيث يمكن أن تصل هذه النسبة في بعض البلدان إلى حوالي 35%.
ونوهت المنظمة إلى أنه في ظل محدودية المعلومات، فإنه ليس من الممكن إثبات ما إذا كان العاملون الصحيون قد أصيبوا في مكان العمل أو في البيئات المجتمعية، موضحة أن آلاف العاملين الصحيين المصابين بفيروس كورونا فقدوا حياتهم في جميع أنحاء العالم.
ولفتت المنظمة إلى أنه إضافة إلى المخاطر الجسدية، فإن وباء كورونا وضع مستويات غير عادية من الضغط النفسي على العاملين الصحيين المعرضين لساعات طويلة في العمل لارتفاع الطلب، كما أنهم يعيشون في خوف دائم من التعرض للمرض بينما ينفصلون عن الأسرة ويواجهون الوصم الاجتماعي.
وذكرت المنظمة أنه وقبل وباء كورونا كان المهنيون الطبيون أكثر عرضة لخطر الانتحار في جميع أنحاء العالم، في ذات الوقت الذي يوجد ارتفاع مقلق للتقارير المتعلقة بالتحرش اللفظي والتمييز والعنف الجسدي بين العاملين الصحيين بعد وباء كورونا.
خطوات لسلامة العاملين
ودعا الميثاق جميع الدول الأعضاء بمنظمة الصحة وأصحاب المصلحة المعنيين إلى اتخاذ خطوات من أجل الوضع في الاعتبار سلامة العاملين الصحيين ضمن إطار سياسات واستراتيجيات سلامة المرضى ودمج متطلبات العاملين الصحيين في معايير ترخيص واعتماد الرعاية الصحية.
وحثت المنظمة، في ميثاقها، على وضع معايير ومبادئ توجيهية ومدونات سلوك بشأن الصحة والسلامة المهنية وتعزيز التعاون بين القطاعات بشأن العاملين الصحيين وسلامة المرضى، مع التمثيل المناسب للعاملين والإدارة بما في ذلك الجنس والتنوع وجميع الفئات المهنية وحماية العاملين الصحيين في مكان العمل.
وطالب الميثاق بوضع سياسات لضمان مدة مناسبة لساعات العمل واستراحة الراحة وتقليل العبء الإداري على العاملين الصحيين والحفاظ على مستويات التوظيف الآمنة المناسبة داخل مرافق الرعاية الصحية، وكذلك توفير التعويض والتغطية التأمينية للمخاطر المتعلقة بالعمل وخاصة أولئك الذين يعملون في المناطق عالية المخاطر.
وطالب بتوفير حد أدنى مما يضمن سلامة العاملين الصحيين وبما يتناسب مع المهام والأدوار التي يقومون بها، من خلال إتاحة معدات الحماية الشخصية وضمان وجود مخزون احتياطي كاف من تلك المعدات، إضافة إلى ضمان التدريب الجيد على الاستخدام المناسب لمعدات الحماية الشخصية واحتياطات السلامة.
كما دعا الميثاق إلى ضمان تلقيح جميع العاملين الصحيين المعرضين للخطر ضد جميع أنواع العدوى والأمراض بما فيها التهاب الكبد، ومنح العاملين الصحيين الأولوية في الحصول على اللقاحات المرخصة والمتوفرة حديثا، إضافة إلى توفير موارد كافية لوقاية العاملين الصحيين من الإصابات والتعرض الضار للمواد الكيميائية والإشعاعات .