قمة ألاسكا تدفع المستثمرين بعيدا عن النفط والذهب.. ما الأصول الرابحة؟
استراتيجيات جيوسياسية جديدة

يترقب المستثمرون حول العالم اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة في قمة ألاسكا وسط توقعات بأن تحدد مخرجات القمة اتجاه الأسواق في الفترة المقبلة.
قبل القمة، شهدت الأسواق تدفقات استثمارية على الأصول التي قد تستفيد من وقف إطلاق النار في أوكرانيا أو تخفيف العقوبات على روسيا.
وحسب وكالة "بلومبرغ"، ارتفعت السندات الحكومية الأوكرانية، وأسهم الشركات المرتبطة بإعادة إعمار أوكرانيا، بالإضافة إلى البنوك الأوروبية التي ما زالت تملك مصالح في روسيا.
القمة أضافت زخمًا إلى الصعود الواسع للأسهم الأوروبية هذا العام، بدعم من الإنفاق المالي الألماني الذي عزز توقعات النمو الاقتصادي.
وقال كريستوفر غرانفيل، المدير في شركة الأبحاث "TS Lombard": "بغض النظر عن تأثيرها الفوري على الأسواق، فإن أي تهدئة ستدعم جاذبية الاستثمار في أوروبا على المدى الطويل".
الأسهم الأوروبية
أسهم وسط وشرق أوروبا كانت من بين الأفضل أداءً عالميًا هذا العام، وسط تفاؤل بانفراج الأزمة.
كما قفز مؤشر أسهم الشركات المستفيدة من إعادة إعمار أوكرانيا – الذي يضم شركات مثل شنايدر إلكتريك وسيمنز إنرجي – بنسبة 32% ليسجل مستوى قياسيًا.
في المقابل، شهدت أسهم الدفاع الأوروبية بعض جني الأرباح مع اقتراب القمة، رغم أنها حققت أكثر من 70% مكاسب منذ بداية العام بدعم من برامج إعادة التسلح الأوروبية بقيادة ألمانيا.
العملات والسندات
على صعيد العملات، يرى خبراء "ستاندرد بنك" أن أي اختراق سياسي في القمة قد يدفع اليورو للارتفاع إلى مستويات بين 1.20 و1.25 دولار لأول مرة منذ 2021، مقابل نحو 1.16 دولار حاليًا، مع احتمال تراجع الدولار الأمريكي.
وفي أسواق السندات، حققت السندات الدولارية الأوكرانية عوائد بلغت 10.6% هذا الربع، وهي ثاني أفضل أداء بين 69 اقتصادًا ناشئًا تتابعها بلومبرغ.
أسواق الطاقة
أما السلع، فتتداول أسعار النفط قرب أدنى مستوى في شهرين، فيما حذرت "سيتي غروب" من إمكانية تراجع خام برنت إلى مستويات منخفضة قرب 60 دولارًا للبرميل في حال تحقيق تقدم في المحادثات.
كما توقفت أسعار الغاز عن الصعود ترقبًا للنتائج، بينما قد يضعف الطلب على الذهب إذا ظهرت بوادر هدنة، في حين قد تستفيد المعادن الصناعية من عودة روسيا المحتملة للتجارة مع الغرب.
ويرى محللو بلومبرغ، أن الأسهم الأوروبية، وأسعار النفط، واليورو، والروبية الهندية ستكون المؤشرات الأوضح على تأثير نتائج قمة ترامب – بوتين.
ورغم أن السيناريوهات المتطرفة تبدو غير مرجحة، فإن تباين التوقعات بين المستثمرين يعني أن الأسواق ستتحرك بشكل ملحوظ أياً كانت مخرجات الاجتماع.