قمة عالمية تكشف دور كورونا في دمج الصناعة بالتجارة الإلكترونية
مدير شركة "تي أم سي" دعا شركات قطاع الصناعة للاستفادة من نجاح منصات التجارة الإلكترونية في توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة
تسببت حالة الاضطراب التي شهدتها سلاسل التوريد العالمية جراء جائحة كورونا في إجماع الخبراء على تأكيد أهمية توظيف تقنية إنترنت الأشياء في القطاع الصناعي ودمجها مع منصات التجارة الإلكترونية.
وبحسب موقع "بيزنس إنسايدر" الاقتصادي، من المتوقع أن يُدر الاستثمار في تكنولوجيا إنترنت الأشياء عائدات ضخمة تصل إلى 13 تريليون دولار بحلول 2025.
كما توقعت دراسة أجرتها شركة "إيه. تي. كيرني" (A.T. Kearney) بوصول قيمة سوق التجارة الإلكترونية إلى 20 مليار دولار في دول الخليج العربي نهاية العام الجاري 2020.
وإنترنت الأشياء عبارة عن شبكة متصلة بين الأجهزة القادرة على جمع وتبادل البيانات بهدف إصدار الأوامر عن بعد.
جاء ذلك خلال مشاركتهم في جلسة نقاش نظمتها القمة العالمية للصناعة والتصنيع ضمن سلسلة الحوارات الافتراضية التي تعقدها بشكل أسبوعي تمهيدًا لعقد مؤتمرها الافتراضي يومي 4 و5 سبتمبر/أيلول المقبل.
وقالت هيلينا ليساتشوك المدير الأول العالمي لشؤون إنترنت الأشياء في شركة ديلويت: "سيساهم توظيف تقنية إنترنت الأشياء في القطاع الصناعي ودمجها بشكل كامل مع منصات التجارة الإلكترونية في تسهيل وتسريع المعاملات وبالتالي تعزيز سلاسل التوريد".
وطالبت ليساتشوك من الشركات الكبيرة مساعدة صغار الموردين والتأكد من تجاوزهم لهذه الفترة الصعبة ومساعدتهم في التخطيط للمستقبل وذلك لتحقيق أكبر قدر من الفائدة للجميع.
وأضافت ليساتشوك أن توظيف تقنية إنترنت الأشياء في القطاع الصناعي ودمجها مع منصات التجارة الإلكترونية سيساهم في تلبية الطلب المتنامي على تخصيص المنتجات وتصميمها حسب الطلب.
وأكدت أن منصات التجارة الإلكترونية التي تجمع بين الشركات والعملاء توفر منتجات مصممة خصيصًا لعملائها، ويمكن لشركات القطاع الصناعي محاكاة تجربة منصات التجارة الإلكترونية وتوفير إمكانية تخصيص المنتجات وتوزيعها على العملاء.
وشددت ليساتشوك على أهمية التعاون بين الشركات الكبيرة والصغيرة والمتوسطة وتقديم الدعم لها سواء من حيث توفير البنية التحتية الضرورية أو الخدمات الرقمية بأسعار معقولة، خاصة في ظل الدور الكبير الذي تلعبه في الابتكار وتقديم منصات تكنولوجية جديدة وأثرها الكبير على سلاسل التوريد.
وتوقعت مزيدًا من التعاون بين الشركات الكبيرة والشركات الصغيرة والمتوسطة لأن من شأن ذلك أن يسهم في خلق نماذج عمل جديدة، مشيرة إلى الشركات الكبيرة ستلعب دورا أكبر وتحمل مسؤوليات اجتماعية أوسع، خاصة مع التوجه السائد بتأكيد الالتزام تجاه المجتمع والبيئة.
بدوره أشار سانجي كو، النائب السابق لرئيس شركة سامسونج إليكترونيكس المدير الإداري لشركة "تي أم سي"، أن على الشركات العاملة في القطاع الصناعي الاستفادة من تجربة منصات التجارة الإلكترونية ونجاحها في توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والتحليل التنبؤي في أعمالها.
وقال: "غالبًا ما يشكل الدمج بين سلاسل التوريد والقطاع الصناعي تحديًا كبيرًا فهناك العديد من المصانع الذكية التي لم تتمكن من تحقيق التكامل مع سلاسل التوريد.. ولاشك أن سعيها نحو تحقيق هذا التكامل سيعود عليها بمكاسب كبيرة".
وأوضح " سانجي كو" أن ضمان موثوقية وأمن وجودة البيانات التي يتم جمعها عبر المنصات الإلكترونية يشكل التحدي الأكبر أمام الشركات التي تدمج إنترنت الأشياء الصناعية مع التجارة الإلكترونية.. مشيرًا إلى أن سلاسل التوريد كانت غير متصلة في السابق وأن الشركات والموردين كانوا مترددين في تبادل البيانات فيما بينهم.
وقال سانج كو: "يتمثل أحد أكبر التحديات التي تواجهها الشركات الصناعة اليوم في ضعف تعاونها مع الموردين فيما يتعلق بمشاركة البيانات، ويتوجب عليها إيجاد حلول لهذا التحدي إذا ما أردنا تحقيق نتائج أفضل في مختلف المجالات".
وتابع: "أعتقد أن الحل يكمن بتوطيد علاقات الشركات الصناعية مع الموردين وإقناعهم بأهمية هذه الخطوة في تحقيق أهدافهم المشتركة".
وأوضح الدكتور إريك مايزر، رئيس المركز المختص بالأعمال المستقبلية في الرابطة الألمانية لصناعة الهندسة الميكانيكية، أن توظيف تقنيات إنترنت الأشياء في القطاع الصناعي ودمجها مع منصات التجارة الإلكترونية سيتيح للشركات الصناعية تقديم خدمات ما بعد البيع متميزة تساهم في تعزيز أعمالها المستقبلية.
من جهته أكد "مايزر" ضرورة بناء الشركات الصغيرة والمتوسطة منصات تشاركية بالتعاون مع نظيراتها، مشيرا إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة غالبًا ما تكون شركات صناعية متخصصة وتتمتع بقوة كبيرة في الاقتصاد.
وأكمل: "تفتقر الشركات الصغيرة والمتوسطة، في الكثير من الأحيان، للمال أو القدرات اللازمة لإنشاء منصاتها الخاصة، لذلك يتوجب عليها التعاون مع بعضها البعض لتحقيق التكامل فيما بينها وبالتالي تحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة للجميع".
واتفق "مايرز" مع "سانج كو" على ضرورة التعاون بين الشركات فيما يتعلق بمشاركة البيانات، وقال: "لاستخدام الذكاء الاصطناعي، عليك الحصول على أكبر قدر ممكن من البيانات، لذلك على الشركات مشاركة هذه البيانات، وكي تتمكن الشركات من تحقيق الفائدة القصوى، عليها هدم الحواجز التي تقف عائقُا أمام مشاركة البيانات".
aXA6IDE4LjExNy4xMDMuMTg1IA== جزيرة ام اند امز