قصة «إميلي وايس».. من مدونة صغيرة إلى اسم يلمع في عالم الجمال العالمي

تحولت غلوسييه (Glossier) خلال أقل من عقد من الزمان من فكرة بسيطة إلى علامة تجارية عالمية تعيد تعريف مفاهيم الجمال والعناية بالبشرة، بفضل رؤيتها التي تمزج بين الطبيعية، والبساطة، والتقارب مع الجمهور.

تأسست الشركة عام 2014 على يد رائدة الأعمال الأمريكية إميلي وايس، بهدف تقديم منتجات تجميل وعناية بالبشرة تعكس فلسفة الجمال الواقعي والسهل.

وتشمل مجموعة منتجاتها مستحضرات العناية بالبشرة والمكياج والعطور والعناية بالجسم، وقد نجحت في أن تكون اسماً مألوفاً بين الأجيال الشابة بفضل تغليفها الأنيق وتسويقها المبتكر عبر المنصات الرقمية.

من "مدونة" إلى "علامة عالمية"

بدأت قصة وايس في عالم الموضة والجمال من داخل أروقة مجلة Vogue، حيث عملت مساعدة أزياء بعد تدريبها المبكر في دار رالف لورين وهي في الخامسة عشرة من عمرها.

• «الرهان الأسوأ».. كيف تحولت العولمة من وعد بالرخاء إلى مصدر للانقسام وعدم المساواة؟

وفي عام 2010 أطلقت مدونتها الشهيرة Into The Gloss، التي قدمت من خلالها نظرة من الداخل إلى عادات الجمال لدى أبرز الشخصيات في عالم الموضة. وسرعان ما تحوّلت المدونة إلى منصة مؤثرة ألهمت الآلاف من المتابعين وأسست لشغفٍ تجاري جديد لدى وايس.

في عام 2013، سعت وايس إلى جمع تمويل قدره مليونا دولار لإطلاق شركتها الجديدة غلوسييه كوزمتكس، لكنها واجهت رفضًا من 11 من أصل 12 مستثمرًا.

وبالرغم من صِغر سنها وغياب أي شهادة في إدارة الأعمال، نجحت في إقناع كريستين غرين، إحدى أبرز المستثمرات في وادي السيليكون، بدعم المشروع، لتنطلق الشركة رسميًا عام 2014 بأربعة منتجات فقط.

استراتيجية تخاطب جيل الألفية

اعتمدت غلوسييه منذ بدايتها على استراتيجية تسويقية متمحورة حول العميل، حيث دمجت وايس خبراتها من مدونتها السابقة في بناء علاقة مباشرة مع جمهورها، تُلخّصها عبارة الموقع الرسمي: "نصنع المنتجات التي ترغبون بها."

كما ركزت العلامة على التسويق الرقمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ جعلت من عملائها أنفسهم وسيلة الترويج الأهم، من خلال مشاركة صورهم وتجاربهم الواقعية مع المنتجات على إنستغرام.

لم تكتفِ غلوسييه بجودة المنتجات، بل جعلت من تصميم العبوات الوردية البسيطة جزءًا من هوية علامتها التجارية. وقد حصلت الشركة لاحقًا على علامة تجارية حصرية للخطوط الوردية المميزة على عبواتها، لتصبح رمزًا فوريًا للجمال العصري والبساطة الراقية.

تميّزت غلوسييه أيضًا بقدرتها على بناء مجتمع من العملاء الأوفياء عبر تشجيع الحوار المفتوح وتبادل النصائح والمشاركة في الفعاليات الافتراضية. هذا التواصل المباشر جعل من كل عميل جزءًا من قصة العلامة، وأسّس علاقة قائمة على الثقة والانتماء.

اليوم، تُعد "غلوسييه" من أبرز الشركات المؤثرة في صناعة التجميل، إذ أعادت تعريف الجمال بعيدًا عن الكمال الصناعي، وجعلت من الطبيعية والصدق والبساطة ركائز جمال عصري جديد.