الأوقية فوق 2300 دولار لأول مرة.. لماذا ترتفع أسعار الذهب؟
سجلت أسعار الذهب ارتفاعا قياسيا جديدا اليوم الخميس وتخطت 2300 دولار للأوقية (الأونصة) إذ رسخت تصريحات أدلى بها رئيس مجلس الاحتياطي
الاتحادي (المركزي الأمريكي) التوقعات في السوق بشأن خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
وهبط الذهب في المعاملات الفورية 0.3 % مسجلا 2291.65 للأوقية بحلول الساعة 0943 بتوقيت جرينتش في مرحلة هدوء بعد أن وصل لأعلى مستوى على الإطلاق في وقت سابق من الجلسة مسجلا 2304.09 دولار.
وهبطت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.2 %إلى 2311.20.
لماذا ترتفع أسعار الذهب؟
قال كارلو ألبرتو دي كاسا محلل السوق في كينيسيس موني "هناك طلب كبير من آسيا خاصة من الصين وطلب قوي من بنوك مركزية. لدينا مخاطر جيوسياسية وتوقعات بشأن خفض البنوك المركزية لأسعار الفائدة.. كل تلك العوامل ترفع أسعار الذهب أكثر".
وواصل مسؤولو المركزي الأمريكي، ومن بينهم رئيس البنك جيروم باول، أمس الأربعاء التركيز على الحاجة إلى مزيد من النقاشات والبيانات قبل خفض أسعار الفائدة، وهي خطوة تتوقع الأسواق المالية حدوثها في يونيو حزيران.
ويقلل خفض أسعار الفائدة من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك.
وزاد الطلب على الذهب بدفعة من عمليات شراء قوية من بنوك مركزية وتدفقات كبيرة لشراء المعدن الأصفر باعتباره ملاذا آمنا وسط تصاعد التوتر الجيوسياسي. وصعد الذهب بأكثر من 25 % منذ أكتوبر تشرين الأول.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.6 % إلى 27.04 دولار للأوقية بعد أن وصلت لأعلى مستوى منذ يونيو حزيران 2021. وارتفع البلاتين 0.3 % إلى 935.60 دولار بينما تراجع البلاديوم 0.9 % إلى 1004.36 دولار.
ما علاقة الذهب بالدولار؟
تستفيد أسعار الذهب من ضعف الدولار في ظل العلاقة العكسية بينهما منذ كون الذهب سلعة تسعر بالدولار، واستمرار عدم اليقين بشأن خفض أسعار الفائدة زاد من الضغط السلبي على الدولار الأمريكي ليصب في النهاية لصالح الذهب.
انخفض مؤشر الدولار بنحو 4.6٪ من أعلى مستوى له في 6 أسابيع الذي سجله هذا الأسبوع وحتى تسجيله أدنى مستوى خلال جلسة اليوم.
الحدث الرئيسي هذا الأسبوع سيكون تقرير الوظائف الحكومي للقطاع غير الزراعي لشهر مارس، حيث يعد التضخم الثابت وقوة سوق العمل من أكبر الاعتبارات بالنسبة للبنك الاحتياطي الفيدرالي عند تغيير أسعار الفائدة هذا العام.
ويكشف تحليل جولد بيليون أنه إذا جاءت بيانات الوظائف مساوية للتوقعات أو أسوأ من التوقعات ستزيد التوقعات بضعف سوق العمل، وسيكون هذا إيجابيًا لاحتمال خفض أسعار الفائدة وهو ما سيكون إيجابيًا للذهب.
الجدير بالذكر أن بنك أو أمريكا قد نشر مذكرة هذا الأسبوع أشار خلالها إلى توقع وصول سعر الذهب إلى المستوى 2400 دولار للأونصة في ديسمبر، وأنهم متمسكين بهذه التوقعات لهذا العام، حتى لو جاءت تخفيضات أسعار الفائدة في وقت لاحق.
حيث يرى بنك أوف أمريكا أن أحد الأسباب الرئيسية وراء دعم أسعار الذهب هي عمليات المشتريات الفعلية للذهب من قبل البنوك المركزية العالمية وعلى رأسهم البنك المركزي الصيني، بالإضافة إلى توقعهم بعودة الاستثمارات في صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب بعد أن يبدأ الفيدرالي في خفض الفائدة بشكل فعلي.