سعر الذهب اليوم.. متى تخترق أوقية «النفيس» عتبة 5 آلاف دولار؟

واصل الذهب ارتفاعه القوي في الأسواق العالمية، مدفوعا بمجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية، مع اقترابه من حاجز 4000 دولار للأوقية، وسط توقعات متزايدة ببلوغه مستويات قياسية جديدة خلال الفترة المقبلة.
يأتي هذا الصعود الحاد في أسعار المعدن النفيس بعد سلسلة من التطورات التي عززت جاذبيته كأحد أهم الملاذات الآمنة في أوقات الاضطراب، خصوصًا في ظل التقلبات الجيوسياسية العالمية، وتغير سياسات البنوك المركزية الكبرى، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وقبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بدأت أسعار الذهب رحلة صعود قوية تضاعفت خلالها قيمته تقريبًا خلال أقل من عامين، في انعكاس واضح لتحولات عميقة في سلوك المستثمرين وتوجهاتهم نحو الأصول الآمنة بعيدًا عن التقلبات في أسواق الأسهم والعملات.
ويستفيد الذهب تقليديًا من ثلاثة عوامل رئيسية تدفع أسعاره إلى الارتفاع:
- انخفاض أسعار الفائدة، مما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ به مقارنة بالأصول المدرة للعائد.
- ارتفاع معدلات التضخم، وهو ما يعزز دوره كمخزن للقيمة وأداة للتحوط ضد تآكل القوة الشرائية.
- ضعف الدولار الأمريكي، الذي يزيد من جاذبية المعدن الأصفر للمستثمرين العالميين كونه مقوّمًا بالدولار.
وفي الوقت الراهن، تتضافر هذه العوامل الثلاثة لصالح الذهب. فقد بدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دورة خفض أسعار الفائدة منذ الشهر الماضي، في وقتٍ لا تزال فيه معدلات التضخم مرتفعة وتتجاوز المستويات المستهدفة.
وفي المقابل، تشهد الولايات المتحدة حالة من الاضطرابات السياسية المتزايدة، ما يهز الثقة في قوة الدولار كعملة احتياطية عالمية ويعزز من جاذبية الذهب كبديل آمن ومستقر.
غير أن العامل الجديد اللافت في هذه المرحلة هو العودة القوية للمستثمرين الأفراد إلى سوق الذهب. فبحسب بيانات وكالة بلومبرغ، سجلت صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) تدفقات استثمارية ضخمة خلال سبتمبر/أيلول الماضي بلغت أكثر من 100 طن من الذهب، وهو أعلى مستوى للتدفقات الشهرية منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ورغم هذه الزيادة الكبيرة، تشير البيانات إلى أن إجمالي الحيازات العالمية من الذهب لا يزال أقل من ذروته المسجلة في عام 2020، ما يعني أن السوق لا تزال تمتلك هامشًا واسعًا لمزيد من الصعود خلال الأشهر المقبلة.
وفي هذا السياق، يتوقع محللو غولدمان ساكس أن يصل سعر الذهب إلى نحو 5000 دولار للأوقية، في حال قام المستثمرون بتحويل 1% فقط من حيازاتهم في سندات الخزانة الأمريكية إلى المعدن النفيس، وهو سيناريو يبدو مرجحًا في ظل استمرار المخاطر الاقتصادية والمالية العالمية وتزايد الضبابية بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي والسياسات النقدية.
ما أسباب الارتفاع القياسي للذهب؟
- خفض أسعار الفائدة الأمريكية من قِبل الاحتياطي الفيدرالي، ما قلل من تكلفة الاحتفاظ بالذهب مقارنة بالأصول الأخرى.
- استمرار التضخم المرتفع في الاقتصادات الكبرى، مما زاد من جاذبية الذهب كأداة للتحوط.
- ضعف الدولار الأمريكي نتيجة الضبابية السياسية والمالية في الولايات المتحدة.
- الاضطرابات الجيوسياسية العالمية التي دفعت المستثمرين نحو الأصول الآمنة.
- تزايد الطلب الاستثماري من صناديق المؤشرات (ETFs) والمستثمرين الأفراد في آسيا وأوروبا.
ما هي أسعار الذهب الحالية عالميا محليا؟
- بلغ سعر أونصة الذهب عالميا نحو 3950 إلى 3980 دولارا في أحدث التداولات، مقتربًا من حاجز 4000 دولار للمرة الأولى في تاريخه.
- سجل سعر غرام الذهب عيار 24 في الأسواق المحلية العربية ما بين 254 إلى 260 دولارا (وفقًا لتقلبات الأسعار اللحظية).
- أما الذهب عيار 21، الأكثر تداولا في الأسواق، فتراوح بين 220 و225 دولارا للغرام حسب الدولة وسعر الصرف المحلي.
إلى أين تتجه أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة؟
- يتوقع محللو غولدمان ساكس وجي بي مورغان أن يتجاوز الذهب مستوى 5000 دولار للأوقية خلال عام 2026 إذا استمرت سياسات خفض الفائدة وتراجع الدولار.
- استمرار تدفق الاستثمارات المؤسسية قد يدعم الاتجاه الصاعد على المدى المتوسط.
- أي استقرار سياسي عالمي أو تشديد نقدي مفاجئ قد يؤدي إلى تباطؤ في الصعود مؤقتا.
هل يمكن أن نشهد تراجعا في أسعار الذهب؟
- احتمال التصحيح القصير وارد إذا لجأ المستثمرون إلى جني الأرباح عند ملامسة مستوى 4000 دولار.
- ارتفاع الدولار الأمريكي مجددا أو زيادة عوائد السندات قد يضغطان على الذهب مؤقتا.
- يرى الخبراء أن أي تراجع سيكون تصحيحا محدودا ضمن اتجاه صعودي طويل الأمد مدعوم بزيادة الطلب العالمي.
- حتى إن تراجعت الأسعار مرحليا، فإن الذهب لا يزال في مسار تصاعدي استراتيجي حتى عام 2026.