اكتشاف لقاح كورونا نقطة تحول في مصير الاستثمار بالذهب
بعد ما استقرت توقعات المؤسسات المالية العالمية نحو تسجيل الذهب مستوى 3000 دولار للأوقية، تحولت للتراجع قرب 1600 دولار.
يقف وراء هذا التحول الكبير في رؤية المحللين إعلان شركات الأدوية مثل فايزر وموديرنا عن التوصل إلى لقاحات ذات فاعلية عالية ضد فيروس كورونا المستجد.
واتجهت أسعار الذهب إلى الانخفاض للأسبوع الثالث على التوالي، حيث أغلقت الأسعار الفورية بنهاية تعاملات الجمعة الماضية عند مستوى 1787.79 دولار للأوقية، لتصل نسبة التراجع إلى أكثر من 13% منذ أغسطس/ آب الماضي.
اللقاح يعطل رحلة الصعود
ويقول أحمد نجم رئيس قسم أبحاث ودراسة الأسواق بشركة أوربكس في الكويت، إن اكتشاف لقاحات فعالة يمثل نقطة تحول في التخلي عن الاستثمار بالذهب كملاذ آمن وسط زيادة شهية المخاطرة في الأسواق العالمية.
أضاف نجم في مذكرة بحثية أن المستثمرين اتجهوا مؤخرا إلى الأصول الاستثمارية الأخرى مع بوادر إيجابية في التصدي للموجة الثانية للجائحة.
وأوضح أن أسعار المعدن الأصفر التي شهدها خلال عام 2020 كانت قادمة بشكل أساسي من العزوف عن المخاطرة بشكل تام في الأسواق العالمية، والاتجاه للأصول الآمنة.، ولكن الآن الأمر تبدل.
وأشار إلى أنه كانت ومازالت قائمة بأن المعدن الأصفر سيصل لمستوى 3000 دولار بناء على أن العالم سيشهد الموجة الثانية بنفس التداعيات التي حدثت بذروة الموجة الأولى، غير أن التوجه العالمي الآن هو تبني إجراءات أخف حدة من نظيرتها بالموجة الأولى، ووجود اتفاق عالمي بعدم إجراء إغلاق اقتصادي كبير.
"وبناء على ذلك انخفضت أسعار الأوقية دون مستوى 1800 دولار لأول مرة منذ خمسة أشهر، ومن المتوقع أن تشهد أسعار الذهب انخفاضات متتالية خلال جلسات الأسبوع الحالي بنحو 70 إلى 80 دولارا للأوقية، وربما نرى هبوط الأسعار أدنى مستوى 1700 دولار ما لم تظهر عوامل داعمة للارتفاع" وفق رئيس قسم أبحاث ودراسة الأسواق بشركة أوربكس.
أضاف أن عوامل السوق الحالية تشير إلى استمرار عمليات جني الأرباح وتصحيح أسعار الذهب حتى يهبط إلى 1600 دولار للأوقية.
خطر قادم
على الرغم من تراجع الذهب فإن المؤشرات الصادرة عن مجلس الذهب العالمي مؤخرا، أظهرت أن الصناديق الاستثمارية لم تتخل عن حيازتها من المعدن الأصفر.
ويفسر نجم تداعيات ذلك بأن عمليات جني الأرباح الحقيقية لم تبدأ بعد.
فشل في الاستفادة من تراجع الدولار
من جهة أخرى، ألقت المذكرة البحثية الضوء على أن الذهب تراجع بالتزامن مع انخفاض الدولار منذ 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، على الرغم من العلاقة العكسية بينهما، ما يؤكد ضعف الطلب على المعدن النفيس.
ومع ذلك لفت إلى وجود احتمالات قائمة بقوة لإقرار حزمة تحفيز أمريكية ضخمة، على غرار الحزمة التي تمت الموافقة عليها بداية تفشي الجائحة، والتي ساعدت الذهب لأعلى مستوياته التاريخية فوق ألفي دولار للأوقية.
عمليات بيع متوقعة
من جهة أخرى، أشار تاي وونج، رئيس مشتقات المعادن المتداولة في بي إم أو كابيتال ماركتس، إلى أن الذهب يتحرك الآن أسفل متوسط السعر خلال أخر 200 يوم، ما يعني أن هناك المزيد من عمليات البيع الفنية، بحسب بلومبرج.
وأكد أن الأخبار الإيجابية بشأن فاعلية اللقاحات تضغط بشدة على سعر المعدن الأصفر.
والجدير بالذكر أن الأسعار الفورية للذهب ارتفعت منذ بداية العام حتى الآن بأكثر من 17%.