الذهب ينتصر على الدولار في أحدث جولة.. ماذا يحدث لو رفع «الفيدرالي» الفائدة؟
ارتفع سعر الذهب في الأسواق العالمية بدعم من ارتفاع الطلب عليه، الأمر الذي ساعد "المعدن الثمين" في التغلب على الدولار كملاذ آمن.
لكن الأسواق تترقب بيانات النمو الأمريكية التي تصدر اليوم، وذلك قبل اجتماع البنك الفيدرالي خلال الأسبوع المقبل.
أسعار الذهب العالمي
ارتفع الذهب الفوري خلال تداولات اليوم الخميس بنسبة 0.3%، ليسجل أعلى مستوى منذ بداية الأسبوع عند 1993 دولارا للأونصة، مرتفعا لليوم الثاني على التوالي، وذلك بعد أن سجل أدنى مستوى هذا الأسبوع عند 1953 دولارا للأونصة يوم الثلاثاء الماضي، بحسب التحليل الفني لـ"غولد بيليون".
واستطاع الذهب أن يتجاهل التأثير السلبي لارتفاع مستويات الدولار وعوائد السندات الأمريكية، وذلك مع عودة المخاوف من تصعيد محتمل في الحرب بين إسرائيل وغزة.
وشهد الدولار الأمريكي ارتفاعا خلال تداولات اليوم بنسبة 0.2% لليوم الثالث على التوالي بعد ارتفاع يوم أمس بنسبة 0.3% وفقا لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، وذلك بعد بيانات إيجابية عن مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة لشهر سبتمبر/أيلول لتسجل أعلى مستوى منذ 19 شهرا.
من جهة أخرى تسببت المخاوف في الأسواق أيضاً من تزايد الطلب على الدولار الأمريكي كملاذ آمن، وهو الأمر الذي تسبب في ارتفاع كل من الدولار والذهب في نفس الوقت، على الرغم من العلاقة العكسية التي تربط بينهما.
أما عن العائد على السندات الحكومية الأمريكية فقد عاد إلى الارتفاع من جديد خلال جلسة الأمس، ليقترب من أعلى مستوى منذ 16 عاما عند 5%، في ظل التوقعات أن البيانات الأمريكية إيجابية بدرجة كافية لدفع البنك الفيدرالي لإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت.
ماذا يحدث لو زادت الفائدة؟
وقال تحليل "غولد بيليون" إن هذا السيناريو لا يبشر بالخير بالنسبة للذهب، لأن ارتفاع أسعار الفائدة يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الذهب، وأي تهدئة محتملة في الحرب في الشرق الأوسط يمكن أن تؤثر أيضًا على الطلب على الذهب كملاذ آمن.
وتنتظر الأسواق اليوم صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي عن الربع الثالث في الولايات المتحدة الأمريكية، مع توقعات بتسجيل نمو أعلى من المتوقع، وهو الأمر الذي من شأنه أن يحد من مكاسب الذهب.
بالإضافة إلى هذا سيصدر غدا مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعد مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي، وقد تسهم هذه البيانات في الحد من مكاسب الذهب، خاصة مع توقع قراءات إيجابية.
ومن المقرر أن يبقي البنك الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير عندما يجتمع الأسبوع المقبل، لكن مسؤولي البنك تركوا الباب مفتوحا لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى على الأقل هذا العام، واليوم من المقرر أن يجتمع البنك المركزي الأوروبي ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي أسعار الفائدة دون تغيير.
هل يستمر الذهب في الارتفاع؟
يتوقع قطاع كبير من السوق أن تنفد قوة الذهب عاجلاً، حيث يتداول الذهب الآن عند منطقة تشبع شرائي، مما يجعله عرضة للانعكاس تحت ضغط العوامل الأساسية مثل ارتفاع عوائد السندات وقوة الدولار.
وتعمل البيانات الاقتصادية التي تصدر عن الاقتصاد الأمريكي أيضاً على حدوث التقلبات في الأسواق، الأمر الذي قد يدفع الذهب إلى التصحيح السلبي، خاصة بعد اقترابه من المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة، والذي قد توجد عنده العديد من عمليات البيع لجني الأرباح.
وتقلل العوامل السابقة من فرص استمرار ارتفاع الذهب ودخوله في تصحيح سلبي يحتاجه الذهب بشكل كبير لتجميع زخم كاف للعودة واختراق المستوى 2000 دولار للأونصة وتسجيل مستوى قياسي جديد. ولكن يبقى الدعم الرئيسي للذهب هو التصعيد في الحرب في الشرق الأوسط، وإن غاب هذا العامل ولو بشكل مؤقت عن الأسواق قد نشهد تصحيحا في الذهب قد يدفعه إلى المستوى 1950 دولارا للأونصة ومن بعده المستوى 1940.
وقد شهدت الفترة الأخيرة ارتفاعا في الطلب الفعلي على الذهب في المنطقة الآسيوية، حيث يريد المستثمرون اليابانيون حماية قوتهم الشرائية، حيث شهد الين ضعفًا كبيرًا في أسواق العملات العالمية مما دفعهم إلى الاتجاه للذهب. وفي الوقت نفسه يتجه المستثمرون الصينيون إلى المعدن الأصفر لحماية أنفسهم من تباطؤ الاقتصاد.
وتعد المخاطر الجيوسياسية العالمية أحد الأسباب وراء ارتفاع الطلب الآسيوي، وهو هروب رؤوس الأموال الناجم عن احتمال ضعف الاقتصاد الصيني.
أسعار الذهب في مصر
يستمر الذهب المحلي في تسجيل مستويات قياسية كل يوم بدعم من الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار في السوق الموازية، إضافة إلى عودة سعر الأونصة العالمية لمحاولات الارتفاع من جديد والاقتراب من المستوى 2000 دولار للأونصة.
حيث سجل الذهب ارتفاعا جديدا بقيمة تقدر بحوالي 70 جنيها، وقد سجل عيار 21 عند كتابة هذا التقرير نحو 2600 جنيه للغرام، بينما سجل عيار 18 حوالي 2229 جنيها.
وسجل سعر الذهب في مصر أمس زيادة بمقدار 60 جنيها للغرام ليغلق عند المستوى 2610 جنيهات للغرام بعد أن افتتح الجلسة عند المستوى 2550 جنيها للغرام، بينما قد سجل أعلى مستوى خلال الجلسة عند 2650 جنيها للغرام.
ويعد السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار الذهب المحلي هو الارتفاعات التاريخية في سعر صرف الدولار في السوق الموازية، الذي يتم تسعيره بسعر الدولار المواز.
من جهة أخرى أعلن البنك المركزي المصري اليوم عن تخفيف القيود السابق فرضها على البطاقات الائتمانية، ليلغي البنك شرط تقديم العملاء لإثبات السفر، ويكتفي بإخطار خدمة العملاء للبنك التابع له البطاقة قبل السفر.
والقرارات السابقة للمركزي تسببت في تزايد الطلب على الدولار في السوق الموازية، حيث أصبح المكان الوحيد لتوفير الدولار للمعاملات خارج مصر.
وقد انعكس هذا على أسعار الذهب التي ارتفعت بشكل قياسي يومياً بسبب التأثر بتحركات سعر الصرف.