أتذكر لافتة رائعة حملتها الجماهير الإنجليزية بكأس العالم 2006 "إذا كانت فرنسا تفاخر ببرج إيفل وإيطاليا ببرج بيزا فنحن نفاخر بواين روني"
في مرحلة الإعداد لكأس العالم 2018، تولى جاريث ساوثجيت تدريب منتخب الأسود الثلاثة، وبدأ بالتواصل مع النجوم الذين يرغب في ضمهم إلى التشكيلة ليشرح لهم خطته القادمة، لتبديل جلد المنتخب الإنجليزي أملاً في عودته إلى منصات التتويج، وكان الإعلام البريطاني يتابع خطواته عن كثب ويشيد باستراتيجية المدرب الشاب الذي كان يفكر بشكل مختلف عن سابقيه، وقد كان اللقاء الأكثر إثارة وتغطية إعلامية مع الأسطورة "واين روني"، لأنه "الفتى الذهبي".
أتذكر لافتة رائعة حملتها الجماهير الإنجليزية في كأس العالم 2006 كانت تقول ما معناه: "إذا كانت فرنسا تفاخر ببرج إيفل وإيطاليا ببرج بيزا؛ فنحن نفاخر بواين روني"
أبدى المدرب رغبته في ضم الهداف التاريخي ليواصل تحطيم الأرقام، مع التأكيد أنه سيمنح الفرصة للنجوم الشباب؛ لأنهم مستقبل المنتخب، لكن النجم الكبير تاريخاً أعطى قراره المليء بالإيثار والوطنية حين قرر اعتزال اللعب الدولي، رغم أنه كان قادراً على أن يضيف للقب الهداف التاريخي لقب النجم الأكثر تمثيلاً للمنتخب، لكنه شجّع المدرب على فكرة التجديد، وقرر فتح المجال للنجوم الشباب.. ولم أستغرب ذلك، لأنني أعرف أخلاقيات "الفتى الذهبي".
كان أسطورة الكرة الإنجليزية قد غادر "مانشستر يونايتد"، بعد أن أصبح هدافه التاريخي وعاد إلى "إيفرتون"، ثم انتقل إلى "أمريكا" للعب في نادي العاصمة "دي سي يونايتد"، ليفاجأ بقرار مدرب المنتخب باستدعائه للعب مباراته الأخيرة تكريما له، وكانت ودية دولية ضد منتخب "أمريكا"، واستقبلها الإعلام والجماهير بمشاعر متفاوتة.
كانت الغالبية تراها لمحة رائعة تؤكد الوفاء للنجم الأهم في تاريخ المنتخب والكرة الإنجليزية، بينما رآها آخرون مجاملة غير مبررة مهما كان حجم النجم الكبير، لأن ذلك سيحتم على اتحاد الكرة منح هذا الشرف لعدد كبير من النجوم، لكن رأي المدرب كان صارماً، مؤكداً أن ذلك أبسط حقوق "الفتى الذهبي".
تغريدة tweet:
أتذكر لافتة رائعة حملتها الجماهير الإنجليزية في كأس العالم 2006 كانت تقول ما معناه: "إذا كانت فرنسا تفاخر ببرج إيفل وإيطاليا ببرج بيزا؛ فنحن نفاخر بواين روني”.. لكن ذاكرة بعض الجماهير قصيرة حين اعترضت بعد 12 عامًا على منح "الفتى الذهبي" شرف لعب مباراته الـ120، كوداعية لنجم لم تنجب الملاعب الإنجليزية مثله حتى الآن، ولعل في هذه اللفتة الكريمة ما يشجع الهداف الجديد "كين" على المضي قدماً لتحطيم رقم الهداف التاريخي، أملاً في الحصول على وداع تاريخي في نهاية مسيرته الرياضية، وربما نرى في المستقبل وداعيات مماثلة لنجوم تستحق، وعلى منصات الوداع نلتقي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة