الضفدع جالوت.. عملاق في مستقنع الانقراض
كغيره من الكائنات الحية، لم يسلم الضفدع جالوت من آثار الأنشطة المدمرة للإنسان؛ حتى صار مهددًا بالانقراض.
هناك في الغابات المطيرة في غرب ووسط القارة السوداء، أفريقيا، حيث البيئة الغنية بالأنواع، يعيش الضفدع الأكبر في العالم، ويُسمى بـ«ضفدع جالوت»، وكثيرًا ما يُشار إليه إلى الضفدع العملاق، بطولٍ يصل إلى 30 سم، ومتوسط حجم 3 كيلوجرامًا، يقترب من حجم طفل حديث الولادة. وهو واحد من أهم الأنواع الحيوانية في تلك المنطقة، ومن الأنواع النادرة المميزة، لكن الخطر يتربص بالضفدع العملاق من جوانب عديدة.
على وشك الانقراض
يتعرض ضفدع جالوت لتهديدات كثيرة، تجعله في قائمة الكائنات المهددة بالانقراض، ومن أهم هذه التهديدات:
فقدان الموائل
تتخذ ضفادع جالوت من الغابات المطيرة في غرب ووسط أفريقيا موطنًا، لكن هذه الأماكن مُعرضة للخطر؛ نتيجة عمليات التعدين واستهلاك الأراضي في الزراعة وإزالة الغابات، وغيرهم من الأنشطة البشرية التي تُفقد ضفادع جالوت موائلها وتقل الموارد المتاحة لها.
الصيد الجائر
تُمثل ضفادع جالوت واحدة من مصادر الأطعمة الشهية في بعض المناطق القريبة من موطنها، ما يجعلها ضحية للصيد الجائر، ونتيجة لذلك، انخفضت أعدادها للنصف.
التجارة الدولية للحيوانات
لأنه نوع نادر من الضفادع، يسعى العديد من الناس إلى اقتنائه كحيوان أليف، ما يُدخله في حركة التجارة الدولية للحيوانات الأليفة، وهذا بالطبع بتسبب في تناقص أعدادها.
التغير المناخي
وهو يُشكل أحد المخاطر المهددة لضفدع جالوت؛ فهو مرتبط بأنماط درجات الحرارة التي اعتاد الضفدع على الحياة فيها، وكذلك هطول الأمطار، ما يؤثر على دورات التكاثر. ووفقًا لمراجعة علمية منشورة في دورية «بايوميديسين» (Biomedicine) في العام 2013، تتأثر البرمائيات، كضفدع جالوت، بالتغيرات المناخية بعدة أشكال، من ضمنها:
- مناعة ضعيفة: قد تؤثر التغيرات المناخية على قوة مناعة الضفدع، ما يجعله أقل مقاومة للأمراض المتفشية في ظل تقلبات الحرارة، ويرتفع معدل الموت.
- التكاثر: قد يتقدم أو يتأخر توقيت تكاثر البرمائيات عن التوقيت المعتاد لها مع التغيرات الحاصلة في درجات الحرارة والرطوبة. وهذا يعني أنّ الأحداث البيولوجية للضفادع قد تتأثر بشكل كبير؛ نتيجة التغيرات المناخية.
- التعرض للحرارة: في كثير من الأحيان، تُفضل البرمائيات مثل الضفادع الاستلقاء أمام الشمس، لكن التعرض لمقدار كبير من الحرارة، يؤثر بشكل كبير عليها، وبمرور الوقت تقل أعدادها.
- التنوع الجيني
تذهب دراسة منشورة في دورية «تايلور آند فرانسيس أونلاين» (Taylor & Francis Online) في مايو / أيار 2019، إلى أنّ ضفادع جالوت تواجه مشكلة في التنوع الجيني، وقد انخفض مستوى تنوعها الجيني بمرو الوقت؛ وخلص الباحثون إلى أنّ هذه التغيرات الحاصلة في التنوع الجيني، كانت بسبب الأنشطة البشرية وربما التغيرات المناخية، واقترحوا على أصحاب القرار بتبني استراتيجيات أكثر فعّالية للحفاظ على ضفدع جالوت.
إنقاذ ما يمكن إنقاذه
في محاولة لإنقاذ الضفدع جالوت، قامت العديد من المبادرات والحملات لنشر الوعي حول الخطر المحيط بالضفدع، وتقديم الدعم لإنقاذه، ومن ضمن هذه الحملات:
- مشروع الضفدع جالوت (The Goliath Frog Project): ويهدف هذا المشروع إلى حفظ الضفدع جالوت عبر نشر الوعي والتعليم والبحث عن أفضل الطرائق لحمايته. وهو مشروع تحت إشراف جمعية بريستول بالتعاون مع بعض الجمعيات المحلية في الكاميرون.
- يوم حفظ الضفدع (Save the Frog Day): وهو في السبت الأخير من شهر أبريل / نيسان، من كل عام، وفيه تُقام العديد من الأنشطة لرفع مستوى الوعي بما يُصيب الضفادع وكيفية الحفاظ عليها، بما فيها ضفدع جالوت.
- تحالف إنقاذ البرمائيات (The Amphibian Survival Alliance): وهو تحالف أو شراكة على مستوى العالم بين مجموعة من المنظمات المعنية بحفظ البرمائيات، مثل الضفدع جالوت.
ما الذي يجعل ضفدع جالوت مهمًا؟
لأنه يساهم في تنظيم أعداد الكائنات التي يتغذى عليها، بدلًا من أن تتكاثر وينتج عنها أعداد هائلة، وتتغذى على كميات كبيرة من الموارد، وبالتالي تقلل الموارد المتاحة. من جانب آخر، تُمثل ضفادع جالوت مصدرًا لغذاء كائنات أخرى، وهذا يعني أنّ غياب ضفدع جالوت سيُحدث خللًا في الشبكة الغذائية للكائنات الحية.
aXA6IDE4LjIxNi41My43IA==
جزيرة ام اند امز