بشرى سارة تبدد ظلام اليمن.. "نور" في عدن والجنوب
ضربت عدن، ومحافظات جنوب اليمن، موعدا مع الاستقرار، حين تأكدت بشائر نجاح التشغيل التجريبي للمحطة الحكومية الجديدة للطاقة الكهربائية.
وهو الاستقرار الذي انتظره أهالي عدن طويلا، ورغم الأوضاع الصعبة التي شهدتها العاصمة اليمنية المؤقتة خلال السنوات الماضية، إلا أن تشغيل المحطة المنتظرة يحسب كثمرة لتعاون كافة القوى والمكونات السياسية والوزارات والمؤسسات الخدمية في عدن.
وذلك انطلاقا من تغليب مصلحة المواطنين، وتوفير الخدمات الأساسية ليس لأهالي مدينة عدن فقط، بل وكافة المحافظات المجاورة لها.
فالمحطة التي وجّه الرئيس اليمني بإنشائها منذ ثلاث سنوات، والتي أنجزت تجاربها التشغيلية بنجاح قبل أيام، ستغطي محافظات عدن، لحج، أبين، والضالع، بقدرة إنتاجية تبلغ 260 ميجاوات تقريبا، كمرحلة أولى.
نجاح التشغيل التجريبي
مطلع نوفمبر/تشرين ثاني الجاري، أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء بمدينة عدن، نجاح تشغيل توربين رقم 1 بمحطة الرئيس الجديدة، وإدخاله للخدمة.
وقالت المؤسسة في بيانٍ، طالعته "العين الإخبارية" إن نجاح تشغيل التوربين رقم 1، جاء بعد إجراء كافة الاختبارات والفحوصات الفنية، واستقراره في منظومة الشبكة العامة للكهرباء، بطاقة توليد بلغت 110 ميجا وات.
وأكدت المؤسسة بأنها عملت على إيقاف تشغيل التوربين رقم 1 بعد نجاح تشغيله، بالتزامن مع بدء الاستعدادات الفنية للتشغيل التجريبي للتوربين رقم 2، بطاقة توليد 150 ميجاوات، وذلك لتأكيد جاهزيته الفنية، تمهيدا لإدخاله في الخدمة، ضمن الشبكة العامة لكهرباء عدن، بعد استكمال كافة الفحوصات.
ترتيبات وفحوصات
وكانت المؤسسة العامة لكهرباء عدن قد أعلنت أواخر أكتوبر/تشرين أول الماضي، عن إجراء كافة الفحوصات والاختبارات الفنية الخاصة بالتشغيل الجزئي لمحطة الرئيس الكهربائية بعدن.
وقالت المؤسسة إن كافة الفحوصات النهائية لتشغيل توربين رقم 1 بالمحطة بقدرة 110 ميجا وات، قد تمت، مؤكدة أنه حين يتم الإنتهاء من التشغيل التجريبي وتأكيد شركتي التنفيذ والتشغيل على جاهزية التوربين سيتم إدخاله للخدمة، ورفع القدرة التوليدية لمحطات توليد كهرباء عدن.
وثمنت المؤسسة العامة للكهرباء كافة الجهود التي بذلت وأسهمت بالتشغيل الجزئي للمحطة من قبل رئاسة الحكومة، ووزارة الكهرباء، ومحافظة عدن، وجميع الطواقم الفنية والهندسية التي شاركت بإنجاز هذا المشروع.
وهو ما يؤكد تكاتف كافة الجهود الحكومية والرسمية في عدن، على اختلاف انتماءاتها لخدمة المواطنين، والتخفيف من معاناتهم التي يلاقونها نتيجة الأوضاع القاسية التي تمر بها البلاد.
تحسن ملموس
وخلال الأيام الماضية، لمس أهالي عدن تحسنا ملحوظا في خدمة الكهرباء بعد الدخول الجزئي لمحطة الرئيس إلى منظومة الخدمة الكهربائية.
وهو ما تجلى في تقليص ساعات الانطفاءات في الطاقة، وزيادة ساعات التشغيل، وذلك رغم أن المحطة لم تدخل الخدمة بطاقتها القصوى، انطلاقا من الاعتماد على سياسة التدرج.
وهو ما أكدته المؤسسة العامة لكهرباء عدن، خاصة في ظل تردي خطوط نقل الشبكة الداخلية؛ بسبب تهالكها وقدمها، ووجود ربط عشوائي من قبل بعض المواطنين.
ومشروع محطة الرئيس، كما تعرف، تنفذه وتديره شركة “بترومسيلة” اليمنية، والتي بدأته أواخر عام 2018،بتوجيهات من الرئيس اليمني، وبلغت تكلفتها 500 مليون دولار، وبطاقة إجمالية تبلغ 260 ميجاوات، تتوزع على مرحلتين.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، قد وجّه في عام 2018 بإنشاء محطة كهربائية بعدن؛ لتغطية عجز الطاقة في محافظات عدن، لحج، أبين، والضالع، وبتمويل حكومي.
وكلف الرئيس هادي شركة بترومسيلة بإدارة المحطة، والتي قامت بتصنيع مولداتها لدى مصانع شركة جنرال الكتريك الأمريكية في فرنسا، وتم نقل المولدات إلى عدن عبر شركة نقل بريطانية.