"التفكير خارج الصندوق".. برنامج لمساعدة طلاب عدن على الإبداع
ليس سهلا الإتيان بأفكار غير مألوفة، فمهارة كهذه تحتاج إلى شروط يمكن اكتسابها عبر التدريب والتأهيل والممارسة المستمرة.
التفكير الإبداعي، وكسر رتابة ما اعتاد عليه الجميع وتقديم أفكار "خارج الصندوق" أشياء قد تؤدي إلى مقاومة من المجتمع الذي يأمن المألوف، ويتوجس من كل جديد ومختلف، لكنها تبقى ملكة مهمة ومطلوبة لتغيير الواقع نحو الأفضل.
هذه الأفكار، اهتمت مدارس محافظة عدن بغرسها في أذهان الصغار والطلبة، عبر برنامج تدريبي بعنوان "التفكير خارج الصندوق"، وتدريب المعلمين والمعلمات على توظيفها في المناهج الدراسية والحصص اليومية لإيصالها للتلاميذ.
البرنامج، تبناه رئيس المكتب الفني لتوجيه المكتبات بمحافظة عدن، المدرب ميعاد جُمّن، الذي تحدث لـ"العين الإخبارية" عن تفاصيل برنامج "التفكير خارج الصندوق"، وأهميته بالنسبة للطلاب، وكيف يمكن أن يؤثر في مستقبلهم.
وقال جمن إن المقصود من هذا البرنامج هو أن يدع الطالب أو الطالبة كل الأفكار والتجارب السابقة جانبا، والتي يعتقد أنها هي فقط من ستقدم له الحلول المستقبلية، وهي "الصندوق الأساسي"، وعليه أن يتمثل بدلا عنها تقنية "التفكير خارج الصندوق".
وأكد المسؤول أن هذا يستدعي من الطالب امتلاك مهارة التفكير الإبداعي؛ لتقديم أفكار وابتكارات إبداعية بطريقة غير تقليدية لكل ما يدور في حياته، ويكتشف حلولا لكل الإشكالات التي تواجهه.
ودعا الطلبةَ في عدن إلى الابتعاد عن نمطية العمل أو الطريقة الجامدة؛ لأن التفكير "خارج الصندوق" يعتمد على أن المشكلة ليس لها حل واحد.
اختلاف
استخدام مهارة التفكير الإبداعي أثناء تدريب التلاميذ الصغار في الصفوف الدنيا وطلبة الثانوية على كيفية استثمار الأدوات الموجودة في بيئتهم ومحيطهم وتحويلها إلى أشياء مفيدة بدلا من رميها، كانت أحد الأمثلة التدريبية للتفكير خارج الصندوق، والتي لجأ إليها المدرب ميعاد جمن.
ويستطرد: "لكن اللبنة الأساسية للتفكير خارج الصندوق تكمن في التفكير بشكل مختلف وغير تقليدي، وهو ما نطلق عليه "التفكير الإبداعي".
وأكد أن "التفكير خارج الصندوق" مهارة تتطور من خلال الممارسة والابتعاد عن الروتين المعتاد، بشرط أن يمتلك صاحبها بيئة ملائمة وملكات شخصية؛ تساعده في الحصول على نتائج متميزة ونافعة.
لماذا هذا الموضوع؟
ويقول جمن إن مهارة التفكير خارج عن الصندوق تساعد الجميع، وليس فقط الطلاب، فهي مهارة يحتاجها جميع أصحاب المهن والأعمال، لأنها تطلق لأفكارهم العنان، وتسهم في تحقيق الإبداع.
وأضاف: أنها تساعد في رؤية "ما وراء الجدران"، وتمنح نظرة بعيدة المدى، وتقضي على الروتين، ولا تُبقي على الوتيرة الواحدة، وإنما تعمل على تنويع الإمكانات والقدرات والاهتمامات، وتقدم أكثر من حل وأكثر من فكرة.
ويتحدث جُمن عن سبب اختياره تدريب النشء على التفكير الإبداعي، فيقول إنه "اختار هذا الموضوع بعناية"؛ لأن هناك نمطية في العمل عند كثير من أصحاب الوظائف، كمدير المدرسة والطلاب؛ نتيجة عدم وجود الإبداع في ظل تمسك المجتمع بالأشياء المعتادة، ورفضه قبول الأشياء غير المألوفة، وعدم وجود تفكير ناقد.
وأشار إلى أن تفشي المشكلات الاجتماعية، ووجود ضغط أسري وعلى مستوى العمل، يحول دون دفع الإنسان نحو التفكير الإبداعي، معتقدا أن ممارسة التفكير خارج الصندوق من كل الناس ستؤدي إلى حل كثير من المشكلات الحياتية وضغوط الحياة.
طلاب ومعلمون
البرنامج التأهيلي للتدريب على مهارات التفكير خارج الصندوق استهدف نماذج من مدارس عدن الأساسية والثانوية، حيث من المقرر أن يستفيد منه مئات الطلبة، في مدارس وثانويات المدينة، بالإضافة إلى تدريب المعلمات أيضا، بحسب مدرب البرنامج.
وشمل البرنامج طالبات ثانوية أبان النموذجية، وفي الفترة المسائية استهدفت مدرسة أروى بنت أحمد، من الصف الرابع الابتدائي وحتى السابع الإعدادي.
ثم انتقل المدرب إلى مدرسة الغرباني في فترة الظهيرة من الدوام المدرسي، واستهدف هناك المعلمات، على أن يشمل البرنامج مديريات مدينة عدن الأخرى.
aXA6IDMuMjEuNDYuNjgg جزيرة ام اند امز