لم يخُض السلطان قابوس أي حرب، وكان دائم الحرص على تقريب وجهات النظر؛ لإدراكه أن الحلول السياسية أنجع من الحلول العسكرية.
ليلة باردة، خبر حزين، ومشاعر لا يمكن وصفها، رحل السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، طيّب الله ثراه، هذا ما أعلنه ديوان البلاط السلطاني، لتذرف الأعين أغلى الدموع على الوالد والقائد والباني، ولقد خلّف رحيل السلطان قابوس جرحا لا يندمل في القلب كونه والد عمان الحديثة ومؤسس نهضتها.
رحل صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، بعد أن ترك بلادا متقدمة مزدهرة تنعم بالأمن والأمان، وبعد أن آخى بين أبناء شعبه؛ فلا فرقة ولا تفريق، وبعد أن رسخ المساواة بعيدا عن كل طائفية ومناطقية وقبلية، معتبرا شعبه أبناء له حتى أضحى العماني من مسندم إلى أقصى جبال ظفار أخا لأخيه العماني.
رحل صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بعد أن ترك بلادا متقدمة مزدهرة تنعم بالأمن والأمان، وبعد أن آخى بين أبناء شعبه؛ فلا فرقة ولا تفريق، وبعد أن رسخ المساواة بعيدا عن كل طائفية ومناطقية وقبلية، معتبرا شعبه أبناء له حتى أضحى العماني من مسندم إلى أقصى جبال ظفار أخا لأخيه العماني.
أحب شعبه واحتواه، حتى أولئك الذين أخطأوا، لم يعاملهم بقسوة بل احتواهم وسدد وقارب، فبادلوه الحب والامتنان وأضحوا أقرب المحبين وأشد الموالين بسبب حكمة جلالته، وإيمانه الصادق ورؤيته السديدة.
لم يخُض السلطان قابوس أي حرب، وكان دائم الحرص على تقريب وجهات النظر؛ لإدراكه أن الحلول السياسية أنجع من الحلول العسكرية، وأن السلام مبدأ أصيل وأحد الثوابت في السياسة الخارجية للسلطنة بعيدا عن الأزمات والصراعات التي شهدتها المنطقة.
كان نعم الشقيق لأشقائه العرب، داعما للقضايا العربية والإسلامية بحكمته المعهودة وقد عمل على لم الشمل العربي والتخفيف من الخلافات، أما في الشأن الخليجي؛ فقد كان جلالته من المؤسسين لمجلس التعاون الخليجي، وكان دائم السعي لتعزيز مسيرة المجلس.
إن رؤى جلالة السلطان الحكيمة وتوجيهاته السديدة في وصيته الخالدة، بأن يتولى صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد مقاليد الحكم، دليل على حكمة وبصيرة القائد الفذ؛ فكل عمان اليوم تشيد بهذا الاختيار، مؤكدين أنه خير خلف لخير سلف؛ حيث إن جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد نعم القائد ونعم الأب لأبناء شعبه الذين يعرفونه جيدا بحكم قربه منهم ومشاركته لهم.
غفر الله للسلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، ووفّق والدنا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد المعظم سلطان عمان، وسدد خطاه لما فيه خير البلاد والعباد، ونسأل الله أن يحفظ السلطنة وشعبها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة