ردت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، على الاعتداء الإرهابي الغادر في قندهار، بإعلان تصميمها على المضي في رسالتها السامية إلى أفغانستان تحديداً
ردت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، على الاعتداء الإرهابي الغادر في قندهار، بإعلان تصميمها على المضي في رسالتها السامية إلى أفغانستان تحديداً، وسائر بلاد الأرض عموماً، على الرغم من فقدان أعزة استشهدوا وهم يؤدون مهمة من أنبل ما يمكن أن يسافر إليه إنسان ويتجشم خلاله وعورة المهمة، وقسوة المخاطر في بلد شديد التوتر كأفغانسان.
كل إرهاب مهما كان شكله أو أسلوبه مدان ومستنكر، أما استهداف العاملين في المجالات الإنسانية والتنموية، ممن لا غاية لهم غير إغاثة المحتاجين ومداواة المرضى ورفع الجهل والأمية عن الأطفال وكفالة الأيتام، فهو انتهاك صارخ وعمل يعجز الواصف عن وصفه، لأنه إثم عظيم تمنعه المعاهدات والمواثيق الإنسانية، وتغلظ الشرائع السماوية تحريمه، باعتباره عملاً منافياً لسنن الحياة والعلاقات بين الأمم والشعوب. وضمن هذا التصنيف توضع الجريمة النكراء التي هزت مقر والي قندهار، واستشهد فيها خمسة من سفراء الخير الإماراتيين ممن يمثلون نخبة من المتطوعين ضمن «مؤسسة خليفة الإنسانية» و«هيئة الهلال الأحمر الإماراتي» وغيرهما من المؤسسات الأهلية في الدولة.
وإجمالاً فقد أنفقت الإمارات أكثر من مليارين ونصف المليار درهم على المساعدات الإنسانية وإقامة المشاريع التنموية في أفغانسان المكتوية بنيران الحروب والإرهاب منذ عشرات السنين. وتحت تلك الظروف القاهرة، هناك الملايين تسحقهم الصراعات، وتفتك بهم الأوبئة والأمراض ويفترسهم الجهل. وأمام هذه الحالة كان لا بد من حركة إنسانية، فكانت الإمارات في الصدارة، استجابة لمبادئ سامية وعقيدة خير راسخة، لا تفرق في عطائها بين أبيض أو أسود أو شرقي أو غربي، يقودها في ذلك التزام إنساني صادق وتطلع لا يلين إلى رفع الكرب عن المضطهدين في شتى بقاع الدنيا.
وفق هذه الاستراتيجية توزع سفراء الخير يمثلون الإمارات في كل محنة يتعرض لها شعب من الشعوب، وهو مبدأ قائم وغاية مستهدفة وسياسة رسمية، مهما كانت التهديدات والتضحيات. وما حدث في قندهار دليل على هذا التصميم النبيل والإرادة الشجاعة.
باستهداف سفراء الخير، أظهر الإرهاب، مرة أخرى، أنه أسوأ من كل شر قد يُبتلى به البشر، وأن هذه الخلايا الحاقدة التي استوطنت أقطاراً عديدة بحاجة إلى الاجتثاث والاستئصال الحاسم، لما لبقائها وانتشارها من خطورة عظيمة لا تستثني أحداً. ورغم أن المجتمع الدولي ينتفض، مع كل فاجعة، ببيانات الإدانة والوعيد، ظل العمل على تنفيذ تعهداته وأهدافه دون المأمول. فالجماعات الإرهابية ما زالت تستبيح الدماء وتنتهك أقدس المقدسات، وما زال من يدعون لمحاربة التشدد يتلكؤون هنا، ويساومون هناك، وهو ما أطال أمد المعركة، وفاقم حصيلة الضحايا.
وما دامت هذه السياسات لم تتغير جذرياً، سيسفك الإرهاب المزيد من الدم في أوطان كثيرة، وسيُمعن في الإيذاء وانتهاك الحرمات، وليس هناك أفظع مما حصل في الأشهر الأخيرة، حين تمت استباحة المساجد والكنائس والمستشفيات والساحات العامة، وأخيراً استشهاد دعاة الخير والإغاثة، الدبلوماسيين الإماراتيين الخمسة، الذين ستظل دماؤهم الطاهرة تلاحق الإرهابيين القتلة، والمجتمع الدولي، حتى يتم القضاء على الإرهاب ومخاطره، وحتى ينال ذوو الحاجات والمنكوبون حقهم في الحياة الكريمة، أسوة ببقية البشر، وضمن المبادئ الإنسانية السامية التي تحفظها القوانين والشرائع.
*نقلاً عن " الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة