غوغل تقلص أجوبة الذكاء الاصطناعي بعد فضيحة «غراء البيتزا»
أجرت 10 تغييرات فنية على الخاصية
وجدت شركة غوغل نفسها في موقف صعب بسبب تقارير المستخدمين عن إجابات غير منطقية لخدمة الرد بالذكاء الاصطناعي الجديدة.
واستجابةً لهذه التقارير قامت الشركة الأمريكية العملاقة باتخاذ خطوات لتطوير محرك البحث الجديد "إيه آي أوفرفيوز" AI Overviews، المدعوم بالذكاء الاصطناعي التوليدي، بعد ما قدمه من إجابات مغلوطة على أسئلة بعض المستخدمين.
ونشر المدون دير أوباسانجو تدوينة عرض فيها أمثلة على إجابات خاطئة قدمها الذكاء الاصطناعي لغوغل، إذ سأل عن عدد الرؤساء المسلمين في تاريخ الولايات المتحدة، فرد AI Overviews بأن باراك أوباما "يعتبره البعض أول رئيس مسلم لأمريكا".
كما نشر مستخدم آخر يُدعى "بيكسلباتس PixelButts" عبر حسابه على منصة إكس، لقطة شاشة تُظهر إجابة محرك البحث على سؤال حول طريقة تمنع التصاق الجبن بالبيتزا، وفي رده اقترح الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى خلط الجبن مع الصلصة إضافة غراء "غير سام" إلى الجبن.
واعتبرت الصحفية كريستي هاينز عبر منصة إكس أن هذا الرد مستوحى من تعليق نُشر على شبكة التواصل الاجتماعي "ريديت" قبل أكثر من عشر سنوات.
رد غوغل على انتقاد Overviews
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، قالت شركة غوغل إنها تعمل الآن على تقليص استخدام الإجابات التي يولدها الذكاء الاصطناعي في بعض نتائج البحث، بعد أن ارتكبت الأداة أخطاء فادحة بما في ذلك مطالبة المستخدمين بوضع الغراء على البيتزا الخاصة بهم، والقول إن باراك أوباما مسلم.
وبدأت غوغل في وضع إجابات الذكاء الاصطناعي على رأس نتائج البحث للمستخدمين في الولايات المتحدة منذ أسبوعين، لكن المستخدمين وخبراء محركات البحث بدأوا يوم الخميس في ملاحظة أن عددا أقل بكثير من الاستعلامات كانت تؤدي إلى إجابة الذكاء الاصطناعي مقارنة بالأيام السابقة.
وأكدت ليز ريد، رئيسة قسم البحث في غوغل، في تدوينة، أن الشركة قامت بتقليص بعض إجابات أداة الذكاء الاصطناعي، التي تسميها "AI Overviews".
وقالت ريد في المنشور إن الشركة خفضت استخدام منشورات وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر لإجابات الذكاء الاصطناعي، وقامت بإيقاف بعض الإجابات مؤقتا حول موضوعات محددة مثل الصحة، وأضفت قيودا محفزة على الاستفسارات التي لم تثبت فيها أداة AI Overviews أنها مفيدة.
وأضافت ريد بقولها إن الشركة أجرت أكثر من 10 تغييرات فنية تهدف إلى تحسين النظام منذ ما تعرضت له من إحراج بسبب الاجابات الأخيرة لنظام الذكاء الاصطناعي الجديد.
مساعي غوغل للبقاء بالصدارة
وتحاول شركة غوغل، التي أسهم موظفوها في تطوير الكثير من أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة الشبيهة لـChatGPT، أن تثبت للمستثمرين والمستهلكين وموظفيها الحاليين أنها لا تزال اللاعب الأكثر أهمية في الصناعة.
وفي مؤتمرها الأخير الذي ركز على الذكاء الاصطناعي بعنوان I/O هذا الشهر، أصدرت الشركة أكثر من 100 إعلان مختلف يتعلق بالذكاء الاصطناعي.
وكان أكبرها التأكيد على أنها ستبدأ في طرح الإجابات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي في نتائج البحث لمعظم مستخدميها.
وقامت غوغل باختبار إجابات الذكاء الاصطناعي لمدة عام مع مجموعة مختارة من المستخدمين، ولكن إضافتها إلى المزيد من نتائج البحث تعني أن معظم الأشخاص سيبدأون الآن في التفاعل مباشرة مع الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر الاستخدام اليومي.
تعمل تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديدة من غوغل "AI Overviews" من خلال قراءة مواقع الويب التي قد تظهر في نتائج بحث Google، ثم تلخصها في إجابات متعددة الفقرات.
وقد اعترض الناشرون على هذه السياسة، واتهموا الشركة بإيذاء أعمالهم من خلال أخذ المحتوى الخاص بهم وإعادته للمستخدمين مباشرة في نتائج البحث، مما يحرمهم من عدد القراءات المهمة لاستمراريتهم على الويب.
لكن الصحفيين وخبراء محركات البحث ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بدأوا بسرعة في اكتشاف المشكلات من خلال الإجابات.
وكانت بعض الردود مضحكة والبعض الآخر كان مثيرا للقلق، وقد ظهر ذلك في الاستفسارات الحساسة أيضا، بما في ذلك الأسئلة المتعلقة بالصحة.
وإحدى الإجابات، التي أصلحتها غوغل فيما بعد، طلبت بها أداة الذكاء الاصطناعي من المستخدمين شرب الكثير من البول للمساعدة في إخراج حصوات الكلى.
وقال أحد المستخدمين إنه حصل على رد بأن جون كينيدي تخرج من جامعة ويسكونسن في ماديسون في ست سنوات مختلفة، ثلاث منها بعد وفاته.
وحاولت غوغل اختبار الأداة قدر المستطاع قبل طرحها على نطاق أوسع، لكن "ريد" اعترفت بأن الإطلاق واسع النطاق كشف عن العديد من المواقف التي لم تكن الشركة مستعدة لها.