منذ 7 عقود.. البيت الأزرق يفتح أبوابه أمام الجمهور لأول مرة (صور)
بالنسبة للعديد من المواطنين الكوريين الجنوبيين، كان القصر الرئاسي السابق في سيؤول معلما جبليا شديد الحراسة ولا يحظى بزيارات كثيرة.
لكن تغير ذلك الآن مع السماح للآلاف لإلقاء نظرة من داخله للمرة الأولى منذ 74 عاما، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
وفي أول الإجراءات التي اتخذها، نقل الزعيم الكوري الجنوبي الجديد المكاتب الرئاسية من البيت الأزرق، الذي تمت تسميته تيمنا بقرميد السقف الأزرق المميز، وفتح أبوابه أمام الجمهور، ما يسمح بزيارة 39 ألف شخص كحد أقصى في اليوم.
وجرى تحويل المجمع المهم إلى شيء يشبه المعرض، حيث تتجول الحشود المتحمسة في الأرجاء ويصطفون في صفوف طويلة.
وقال لي سانج وون (61 عاما)، موظف مكتب، خلال جولة مع عائلته: "أشعر بالامتنان لفتح البيت الأزرق أبوابه أمام الجمهور. أنا سعيد حقا بالوجود هنا".
وشهد البيت الأزرق عدة تحولات على مدار السنوات. وبنى اليابانيون مقر الإقامة الرسمي لحكامهم العامين هناك خلال الحكم الاستعماري لطوكيو لشبه الجزيرة الكورية، وذلك بعدما كان ذات مرة حديقة ملكية.
وبعد تحرير كوريا من اليابان عام 1945، احتل القائد العسكري الأمريكي المكان حتى أصبح المكتب والمقر الرئاسي الرسمي لكوريا الجنوبية بعد تأسيس البلاد عام 1948.
ويعتبر افتتاح البيت الأزرق جزءًا من تعهد رئيس كوريا الجنوبية الجديد يون سوك يول بالتخلي عن القصر وإنشاء مكاتبه بمجمع وزارة الدفاع في منطقة يونجسان، التي تقع على بعد حوالي 5 كيلومترات.
وقال يون إنه اختار مجمع وزارة الدفاع، لأنه مجهز بالفعل بمرافق القيادة المرتبطة بالأمن، لافتا إلى أنه يستهدف بناء شيء مشابه للبيت الأبيض في واشنطن الذي يدع المواطنين يلقون نظرة عن كثب على البناء عبر السياج. كما أشار إلى أن المكاتب الجديدة ستتيح التواصل بشكل أفضل مع الناس.
لكن واجهت خططه الخاصة بالانتقال عدة شكاوى بأنها متعجلة وغير واقعية، حيث قال المعارضون إن النقل السريع للمكاتب الحكومية العليا قد يقوض الأمن القومي من خلال تركيز كثير من السلطة في مكان واحد، كما أنه يكلف الكثير، وينتهك حقوق الملكية للأشخاص الذين يعيشون في المنطقة.
وكان سلفه، مون جاي إن، قد أعرب عن مخاوفه من أن يون اتخذ قراره قبل سماع ما يكفي من الرأي العام.
وعندما تولى مون جاي إن المنصب عام 2017، تعهد أيضًا بالانتقال في محاولة لإبعاد نفسه عن الرئيسة المسجونة التي سبقته، بارك غن هي، التي نشأت هناك كابنة ديكتاتور. وفي النهاية تخلى موون عن الخطة، وجرى العفو عن بارك نهاية العام الماضي.
لكن بدأ يون أول يوم له رئيسا في وقت سابق من هذا الشهر في يونجسان، وفتح المكتب الرئاسي السابق أبوابه أمام الناس في نفس اليوم.
وشعر تشوي جون تشاي (60 عاما)، الذي يدير مطحنة بسوق تقليدي قرب البيت الأزرق، بالحزن لرؤية المكتب الرئاسي يغادر منطقته، لكنه يأمل أيضًا أن يعزز النقل الأعمال التجارية المحلية من خلال قدوم مزيد من السياح.