سياسة
يون سوك-يول.. أول "نائب عام" رئيسا لكوريا الجنوبية
بعد أداء يون سوك-يول، اليمين الدستورية رئيساً لكوريا الجنوبية، عاد المحافظون من جديد إلى رئاسة البلاد عبر حزب "سلطة الشعب".
وفي 10 مارس/آذار الماضي، أعلن فوز يون سوك- يول بالمنصب إثر انتخابات مثيرة جمعته مع مرشح الحزب الديمقراطي الحاكم لي جاي ميونغ الذي أقر رسميا بالهزيمة.
ويعيد انتصار يون البالغ من العمر (61 عاما) حزب "سلطة الشعب" إلى الحكم بعدما تضرر في عام 2017 بشكل كبير من جراء تنحية الرئيسة بارك جونج-هيي المنتمية لهذا الفصيل السياسي، وحبسها لاحقا على خلفية استغلال السلطة قبل الإفراج عنها بعفو رئاسي.
وكان "يون سوك- يول" حينها المدعي العام في العاصمة سيؤول، وهو الذي قاد التحقيقات التي أفضت إلى سقوط الرئيسة.
ولد في 18 ديسمبر/كانون الأول 1960، ودرس القانون في جامعة سول الحكومية، وعمل بالنيابة العامة.
وفي مارس/آذار 2021، قدم استقالته من منصبه وأعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة في يونيو/حزيران من العام نفسه وانضم إلى حزب سلطة الشعب، أكبر حزب معارض، في يوليو/تموز.
لم يسبق أن شغل "المحافظ" غير متمرس بالسياسة منصبا يقتضى توليه خوض انتخابات إلا أنه بات رئيسا لرابع أكبر قوة اقتصادية في آسيا والرئيس العشرين لكوريا الجنوبية.
من هو؟
ووُلد "يون" لأب وأم من أساتذة الجامعات في سيؤول في عام 1960. وتخرج من مدرسة ’تشونغ-أم‘ الثانوية وكلية الحقوق بجامعة سيئول الوطنية في سيئول. واجتاز امتحان نقابة المحامين بعد 9 محاولات في عام 1991.
وبعد مرور ثلاث سنوات، بدأ عمله كالمدعي العام في مكتب المدعي العام لمنطقة ’ديه-غو‘، وبنى سمعته الطيبة لخبرته المتخصصة في التحقيقات الخاصة مثل قضايا الفساد المترتب على إساءة استخدام السلطة.
وبات "يون"، الذي شغل منصبه لمدة 27 عاماً، أول نائب عام في كوريا الجنوبية يتم انتخابه رئيساً للبلاد.
سياسة حازمة مع الجارة الشمالية
وبدأ رئيس كوريا الجنوبية الجديد، يون سوك يول، ولايته بتصريحات "حادة" تجاه نظيره كيم جونج أون، واعدا بـ"تلقينه درسا في التهذيب".
ويعد رئيس كوريا الجنوبية الجديد على ما يبدو باستراتيجية مختلفة تمامًا عن تلك المطبقة حاليا تجاه كوريا الشمالية التي لها قوة نووية وفقا لخبراء، وذهب إلى حد التهديد بشن "ضربة استباقية".
وخلال 5 سنوات، اتبعت حكومة مون جاي-إن، سياسة الحوار مع بيونج يانج، حيث توسطت بين كيم جونج أون والرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، بينما كبحت ما كان يعتبره الشمال "استفزازات" مثل التدريبات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة.
وبالنسبة إلى يون سوك يول، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية، الخميس، أدى هذا النهج الذي سماه بـ"الذليل" إلى فشل واضح.
وقال يون في منشور على فيسبوك قبل الانتخابات، إن "الحكومة المنتهية ولايتها تطوعت للعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لكنه في النهاية تم التخلي عنها من الطرفين".
ومنذ انهيار المحادثات في 2019 زادت كوريا الشمالية التي تملك سلاحا نوويا من تجاربها للأسلحة. منذ بداية العام، قامت بـ15 عملية إطلاق قذائف بما فيها أكبر صاروخ باليستي عابر للقارات في تاريخها.
وداعا البيت الأزرق
وبدأ رئيس كوريا الجنوبية الجديد مبكرا في تغيير أسلوب حكم أسلافه، وهو ما ظهر في قرار غير مسبوق بتغيير مقر مكتب الرئاسة.
فمكتب الرئاسة لن يكون في عهد يون سوك، في البيت الأزرق، وإنما سينقل إلى وزارة الدفاع، في قرار اتخذه الوافد الجديد إلى قيادة كوريا الجنوبية.
ففي 20 مارس/آذار الماضي، قال الرئيس الكوري الجنوبي المنتخب إنه سينقل المكتب الرئاسي من البيت الأزرق إلى مجمع وزارة الدفاع في خطوة تمثل خروجا عن تقليد متبع منذ عشرات السنين، فيما أشارت تقديرات إلى أنها تتكلف 40 مليون دولار.
وتعهد يون بنقل المكتب إلى مكان يسهل الوصول إليه وفتح البيت الأزرق في سول للجمهور.
وفي خطوة أخرى مثيرة، أعلن الرئيس الجديد أنه سينقل مقر إقامته الرسمي إلى حي هانام دونج الذي يقيم فيه كثيرون من رؤساء الشركات والدبلوماسيين.
وأضاف يون في مؤتمر صحفي أن "الأمر صعب لكنه قرار اتخذته من أجل مستقبل البلاد"، قائلا: "أطلب بجدية من الناس أن يفهموا أن هذا ليس مجرد تغيير للمكان ولكن تصميمي على خدمة الناس والعمل بشكل سليم والوفاء بوعدي للناس."
أزمات متعددة
وفي الدقيقة الأولى لبدء ولايته رسمياً، تلقّى يون بصفته القائد العام للقوات المسلّحة أول إحاطة له من هيئة أركان القوات المسلحة في غرفة محصّنة تحت الأرض في مركز إدارة أزمة الدولة في القصر الرئاسي في سيول.
وأضاف: "نحن نواجه اليوم أزمات متعدّدة"، ذكر منها بالاسم جائحة كورونا، ومشاكل سلاسل التوريد والنزاعات العالمية التي "تلقي بظلالها علينا".