باعتراف الطيار الأسير.. "الوفاق" الليبية تدعم مرتزقة ضد الجيش
اعترافات الطيار المرتزق الأجنبي تكشف الجهة التي يعمل لها وكذلك الوثائق أثبتت تورط حكومة الوفاق في الدفع بالمرتزقة للمعارك
كشف حادث القبض على طيار برتغالي -بعد إسقاط طائرته بأحد محاور القتال بطرابلس من قبل قوات الجيش الوطني الليبي- النقاب عن دعم حكومة الوفاق لطيارين وفنيين عسكريين مرتزقة وضمهم لصفوف مليشياتها.
وكان الجيش الوطني الليبي قام بأسر طيار برتغالي بعد أن أسقط طائرته، الإثنين الماضي، في محور الهيرة، جنوبي طرابلس.
حكومة الوفاق وعلى لسان رئيسها فايز السراج نفت فقدان أي طائرة من طائراتها، حيث جاء ذلك بعد تصريحات متناقضة من شخصيات مسؤولة أو مقربة من "الوفاق" بين من يقول إن الطائرة تتبع عملية "صوفيا" للحد من الهجرة غير الشرعية (قبل أن تنفي عملية صوفيا تبعية تلك الطائرة لطاقمها).
اعترافات الطيار البرتغالي، كشفت الكثير من التساؤلات حول الجهة التي يعمل لها وهل يتم ذلك بطريقة نظامية أم لهدف "ارتزاق" بحت.
وفي السياق، يقول عبدالسلام التركي، مدير العلاقات والتواصل بغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطني الليبي، إن الطيار البرتغالي، الذي يدعي "جيمي ريس" يتواجد في مدينة مصراتة، غربي ليبيا، منذ نحو عام ونصف.
وتابع التركي، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أن "ريس" أقر بأنه يتقاضى شهريا مبلغ 100 ألف دولار من حكومة الوفاق، وأنه أوضح أن الأوامر التي وجهت له من "الوفاق" أن يقود طائرة "ميراج F1" لقصف الجسور والكباري.
وأشار إلى أن "ريس" الذي يبلغ ٢٩ عاما، قال إنه "يوجد 3 طيارين من جنسيات أخرى في الكلية الجوية بمصراتة، كما يوجد عسكريون من جنسيات إكوادورية وقطرية يعملون في القاعدة الليبية".
وكان الطيار البرتغالي قال في مقطع فيديو مصور عقب وقوعه في قبضة الجيش الليبي، إنه جاء إلى ليبيا بناءً على عقد مع شخص اسمه "الهادي"، لكنه لا يتذكر لقبه، وأن الطائرة التي سقطت قد أقلعت بالفعل من الكلية الجوية بمصراتة التابعة لحكومة الوفاق.
وبالتزامن مع تلك الاعترافات، نشرت وسائل إعلام بعض الوثائق تحمل توقيع شخص يدعى الهادي علي مخلوف، مسؤول الشؤون الفنية للكلية الجوية مصراتة ومسؤول طائرات الميراج مع عدد من الطيارين والعسكريين المرتزقة.
ويبين التقرير الإيطالي، الذي ترجمته صحيفة "المرصد" الليبية أنه في ديسمبر/كانون الأول 2016، تعاقد مخلوف كممثل للكلية الجوية، مع مجموعة مهندسين من دولة الإكوادور عبر عقد من شركة تدعى "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات اللوجستية" والتي اعترفت بدورها بتقديمها بعض الخدمات لحكومة الوفاق الوطني مختومة بختم (الجيش الليبي – الكلية الجوية مصراتة – رئاسة الأركان).
التقرير كشف عن أن التحويلات البنكية لهؤلاء المرتزقة بلغت ما بين 10 آلاف إلى 20 ألف دولار في الشهر.
وأكدت وثيقة تحقيق تابعة للأمم المتحدة مقتل طيار مرتزق برتغالي خلال طلعة بطائرة ميراج سنة 2016 أثناء العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي في مدينة سرت الليبية.
كما أشارت إلى أن المرتزقة يعملون على طائرتي "ميراج إف وان"، وهو الأمر الذي يتطابق مع بيانات الجيش عن أن الطائرة التي أسقطها في الجفرة، في أبريل/نيسان الماضي، وأنكرها السراج أيضا كانت من ذات الطراز.
وأظهرت تحقيقات أممية جرت بخصوص مدفوعات تصل إلى 20 ألف دولار شهريا للطيارين المرتزقة، متضمنة اعترافاً من طيار مرتزق أمريكي يدعى "فريدريك شرودر" أقر بعمله في مصراتة سنة 2015 في أوج مواجهات عملية "فجر ليبيا" التابعة للإخوان ضد الجيش الليبي.
يشار إلى أن الجيش الوطني الليبي كان قد أطلق في ٤ أبريل/نيسان الجاري، عملية عسكرية أسماها "طوفان الكرامة" لتطهير العاصمة طرابلس من المليشيات التي تسيطر عليها منذ سنوات وتتقاضى رواتب من حكومة الوفاق.
إزاء ذلك، حشدت "الوفاق" مليشياتها المسلحة والجماعات التابعة للإخوان والتي تتمركز في مدينة مصراتة للوقوف ضد "طوفان الكرامة".