موقع أمريكي: تركيا غارقة لأذنيها في ليبيا
أنقرة تمر بأزمة كبيرة في علاقتها بالملف الليبي عقب عودتها للأضواء هناك، مع أن الأزمات التي تعاني منها داخليا لا تسمح لها بأي مغامرات
وعود سخية أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعم إخوان ليبيا، مع بدء الجيش الوطني الليبي عملية عسكرية لتحرير العاصمة طرابلس، إلا أن مع استمرار تقدم الجيش الوطني وجدت أنقرة نفسها «غارقة لأذنيها»، حسب وصف موقع أمريكي.
- مصدر استخباراتي ليبي لـ"العين الإخبارية": تركيا ترسل دواعش إلى ليبيا
- محللون سياسيون: تركيا تستعين بإرهابي مدعوم من قطر للهيمنة على ليبيا
وقال موقع «مونيتور» الأمريكي، عقب انطلاق الحملة العسكرية بقيادة المشير خليفة حفتر في 4 أبريل/نيسان الماضي، تعهد أردوغان بمساندة حكومة الإخوان في طرابلس، وتسخير كل السبل لعرقلة عملية الجيش الليبي، حتى لو كلف تركيا خسارة كل إمكانياتها، حسب قوله.
وأضاف الموقع: أن أنقرة تمر حاليا بأزمة إقليمية كبيرة في علاقتها بالملف الليبي، فقد عادت مجددا إلى الأضواء في الصراع القائم هناك، مع أن الأزمات التي تعاني منها أنقرة داخليا لا تسمح لها بأي مغامرات جيوستراتيجية.
وأوضح الموقع الأمريكي أن حالة الفوضى التي تغرق فيها أنقرة منذ الانتقال لنظام الحكم الرئاسي التنفيذي، إضافة إلى تفاقم الركود الاقتصادي، والتوترات السياسية المتفجرة على خلفية الانتخابات البلدية الأخيرة، جميعها أمور تتطلب من أنقرة التركيز على الداخل، إلا أن أردوغان يرغب في تحقيق أمجاد لنفسه على حساب بلاده.
ووفق الموقع الأمريكي، فإن حكومة الإخوان في طرابلس بقيادة فايز السراج تعلق آمالا كبيرة على تركيا، حيث سبق وطلبت الدعم من أردوغان في مكالمة هاتفية جرت نهاية أبريل/نيسان الماضي.
وحسب الموقع، فإن أقوى ورقة تلعب بها أنقرة في ليبيا هي اعتراف الأمم المتحدة بحكومة الإخوان في طرابلس، لكن الاتهامات التي تواجهها أنقرة بنقل أسلحة لليبيا تقوض شرعية الحكومة، وتجعل أردوغان الذي يتحدث عن سيناريوهات تحاك في ليبيا جزء من تلك السيناريوهات بل أسوأها.
ففي 18 ديسمبر/كانون أول الماضي، ضبطت سفينة محملة بالأسلحة في مدينة الخُمس شرقي طرابلس، في حادثة تأتي غداة اكتشاف 2.5 مليون رصاصة تركية الصنع، على متن سفينة ضبطت في الميناء نفسه.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017، ضبطت سفينة في بورسعيد المصرية قادمة من ميناء مرسين التركي، محملة بـ29 حاوية من الذخيرة، في حادثة تضاف إلى أخريات كثر.
وفي حال نجح المشير خليفة حفتر في السيطرة على طرابلس فإن أردوغان سيجد نفسه مجبرا على دفع تكلفة تحيزه للإخوان باهظا، وهذا ما يثير غضب واستياء المستثمرين الأتراك الذين اضطروا لمغادرة ليبيا في 2011، وتعليق مشاريع بقيمة 19 مليار دولار، على أمل العودة.
راعي الإرهاب
وبعد اقتحام قوات حفتر مدنا وقرى الغرب الليبي الواحدة تلو الأخرى باتت جميع الأسلحة التي ترسلها أنقرة برا وبحرا وجوا تنتهي في أيدي الجيش الليبي، في مؤشرات تدفع نحو ترجيح فوز الجيش الوطني الليبي.
ويؤكد خبراء عسكريون أن حرب العصابات عادة ما تنتهي بانتصار الجيوش على المليشيات، في نظرية تنطق على تطور الأوضاع على الأرض، عقب انتكاسة المليشيات الإخوانية في أكثر من محور، وفي أهم المواقع التي كانت تتمركز بها طيلة السنوات الماضية.
وكشف الجيش الليبي عن معلومات استخباراتية، قال إنها تتعلّق بعدد من العناصر الإرهابية التي تقاتل في صفوف القوات الموالية لحكومة الوفاق الإخوانية.
وقال العميد خالد المحجوب، المتحدث باسم غرفة عملية الكرامة، في بيان، "إن غرفة عمليات المنطقة الغربية حصلت على معلومات استخباراتية مؤكدة من قلب مدينة مصراتة، تفيد بأن عددا من العناصر الإرهابية المطلوبة دوليا، بينها عناصر من تنظيم داعش، يقاتلون مع الإخوان في ليبيا".
واعتبر إبراهيم بشير الغويل، أستاذ القانون الدولي في ليبيا، أن بلاده تشتعل بنيران الاختلاف والحرب الأهلية التي تديرها تركيا ودول أخرى وتريد إطالة أمدها.
وأوضح الغويل، في حديث نقله إعلام تركي معارض، أن الصراع في طرابلس ستكون نتائجه مهمة جداً وسيقرر شكل ليبيا بالكامل.
وتابع: فإما دولة واحدة مركزية كما نأمل وكما كانت، أو دويلات فيدرالية تشتعل بينها الصراعات بين الفينة والأخرى، ولا يمكن أن تتحقق وحدة ليبيا وسيادتها في ظل سقوطها بيد التيارات المتأسلمة، ومن هنا فإن مستقبل ليبيا الآن ضبابي".
وحذر الغويل من أن "طرابلس مزدحمة ولا يجوز أن يجري فيها ما جرى في بنغازي، ولكن المليشيات تركزت في العاصمة الليبية، وبالإمكان إنقاذ البلد بترك التعاون مع الخارج"، مشيرا إلى أن "بلدانا مثل إيطاليا وتركيا وغيرها تضر بسلامة وأمن ليبيا".