سياسة
ليبيا تخطط لإعادة النازحين إلى تاورغاء
في أول تحرك فعلي تجاه أزمتهم، أعلنت الحكومة الليبية إعداد برنامج لإعادة المهجرين قسريا من مدينة تاورغاء منذ عقد كامل.
وأعلن وزير الإسكان والتعمير أبوبكر الغاوي أن وزارته تدرس إنشاء وحدات سكنية في مدنية تاورغاء -المهجر أهلها منذ عام 2011- تمهيدا لعودتهم.
وأوضح العاوي أن المدينة السكنية التي يتم دراستها تحتوي على ما لا يقل عن 1000 وحدة سكنية لدعم برنامج العودة للمهجرين -قسريا- حال توفر الميزانية العامة للبلاد واعتمادها من مجلس النواب.
وأجرى وزير الدولة لشؤون المهجرين وحقوق الإنسان الليبي "محمد أبوخزام"، ووزير الإسكان والتعمير "أبوبكر الغاوي"، الثلاثاء، زيارة ميدانية لمخيمات مهجري تاورغاء في منطقتي الرياضية وقاريونس بمدينة بنغازي.
وعقد الوزيران لقاء مع النازحين للاستماع لمطابهم واحتياجاتهم واستعراض التحديات التي تواجههم في المخيم، وتحديات العودة الطوعية.
وناقش اللقاء بحسب بيان الحكومة الليبية، الإجراءات الاحترازية الصحية بالمخيم، وحق المهجرين والنازحين في الحصول على احتياجاتهم.
وأكد وزير الدولة لشؤون المهجرين وحقوق الإنسان الليبي أن من أولويات الوزارة دعم برامج العودة الطوعية والآمنة للمهجرين.
كما أكد اهتمام حكومة الوحدة الوطنية بقضية تاورغاء عند زيارة رئيس الحكومة والوزراء لمدينة تاورغاء للوقوف على واقع الحال.
وخلص اللقاء، إلى الاتفاق مع الأهالي المهجرين إلى تجهيز تقرير كامل يحدد احتياجاتهم وأولوياتهم لعرضه على وزير الدولة لشؤون المهجرين وحقوق الإنسان.
أزمة تاورغاء
وفي مطلع هذا الشهر، زار رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، مدينة تاورغاء ودعا المهجرين قسريا منذ عام 2011 بعد هجوم واسع من مليشيات مدينة مصراتة للعودة إلى مدينتهم.
وطالب عميد بلدية تاورغاء، من الحكومة حينها بضرورة الإسراع في صرف التعويضات لأصحاب البيوت المدمرة، وجبر الضرر، وصيانة البنية التحتية للمدينة، مؤكدًا دعمه لإقامة الانتخابات الخاصة بالبلدية.
كما سبق وناقش المجلس الرئاسي خلال زيارته إلى مصراتة ملفات عودة المهجّرين والنازحين وملف المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، إضافة إلى إجراء الانتخابات في موعدها المقرر في 24 ديسمبر 2021.
ويعد ملف المهجرين قسريا أحد أبرز ملفات المصالحة الوطنية التي تقع في صميم عمل حكومة الوحدة الوطنية التي ستقود البلاد حتى إجراء الانتخابات العامة في 24 ديسمبر كانون أول المقبل.
وفي وقت سابق، أعلن المجلس الرئاسي الليبي تشكيل المفوضية الوطنية العليا للمصالحة للنظر في ملفات المصالحة ومنها ملف المهجرين قسريا.
وتعاني العديد من المدن الليبية من أزمة تهجير أهلها قسريا من قبل مليشيات مسلحة منذ عام 2011، أبرزها مدن تاورغاء ومرزق وترهونة.
ومنذ عام 2011، يتعرض أهالي تاورغاء لانتهاكات اعتبرتها عدة منظمات دولية "جرائم حرب"، من بينها التهجير القسري والإبادة، ونشر الأمراض عمدا وغيرهاعلى يد مليشيات مصراتة على خلفية دعمها كتائب نظام العقيد معمر القذافي ضد تلك المليشيات، إبان أحداث 17 فبراير/شباط من العام نفسه.
وجراء ذلك، اضطر نحو 40 ألف ليبي من مدينة تاورغاء للنزوح قسريا من مدينتهم الواقعة جنوب مدينة مصراتة، والعيش لنحو 7 سنوات في مخيمات بمنطقتي "بوابة العشرين" شرق سرت، و"قرارة القطف" غرب بني وليد، أو في ضواحي العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي (شرق).
وأبرم اتفاق صلح بين مدينتي مصراتة وتاورغاء في 4 يونيو/حزيران 2018، لإعادة المهجرين إلى مدينتهم، ورغم ذلك حولت المليشيات المدينة الثانية إلى مكب للنفايات، ما أدى إلى انتشار الأمراض بين المهجرين العائدين خاصة مرض "اللشمانيا الجلدي".