تعديل حكومي بسوريا.. دماء جديدة بحكومة عرنوس
تعديل وزاري شمل خمس حقائب في حكومة رئيس الوزراء السوري، حسين عرنوس، اعتبره مراقبون كان وشيكا ويستهدف ضخ دماء جديدة والاستجابة لمطالب المواطنين في الوزارات الاقتصادية والخدمية بعد كارثة الزلزال وتداعياته.
ووفق وكالة الأنباء السورية فإن رئيس البلاد بشار الأسد أصدر اليوم مرسوما ينص على تسمية فراس حسن قدور وزيراً للنفط والثروة المعدنية، ومحسن عبدالكريم علي وزيراً للتجارة الداخلية وحماية المستهلك، وعبدالقادر جوخدار وزيراً للصناعة، ولؤي عماد الدين المنجد وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل، وأحمد بوسته جي وزير دولة.
ويأتي التعديل الوزاري بعد 5 مراسيم قضت بنقل 6 محافظين وإعفاء اثنين وتعيين محافظين جديدين، حيث طالت التغييرات 8 محافظات هي العاصمة دمشق، إضافة لريف دمشق وحماة وحمص وطرطوس والحسكة والسويداء والقنيطرة، وتعد هذه التشكيلة الأوسع كونها شملت أكثر من نصف المحافظات السورية وعددها 14 محافظة.
معالجة الأوضاع الاقتصادية
ووفق محللين فإن التغييرات التي شملت المجموعة الاقتصادية تعكس حالة الجمود التي تعيشها مختلف القطاعات، والمساعي لإحداث فارق على مستوى معيشة المواطن خاصة بعد كارثة الزلزال الذي ضرب البلاد وزاد من معاناة الأوضاع الاقتصادية.
وفي 21 مارس/آذار الجاري، قال تقرير للبنك الدولي إن الزلزالين اللذين ضربا سوريا في فبراير/شباط الماضي ربما يتسببان في انكماش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لسوريا 5.5% عام 2023، وقدّر البنك أن تبلغ تكاليف التعافي وإعادة الإعمار في سوريا 7.9 مليار دولار على مدار 3 سنوات.
كما أن غالبية الوعود التي حملتها حكومة عرنوس لم تترجم على أرض الواقع، واصطدمت الحلول التي طرحت سواء على مستوى الإنتاج ومستلزماته، أو توفير السلع الأساسية بأسعار تتناسب مع دخول المواطنين، بعقبات عديدة منها ما هو مرتبط بعدم جدوى تلك الإجراءات، وأخرى لها علاقة بالأوضاع الاقتصادية لبلد خرج لتوه من حرب طويلة ويرزح تحت عقوبات قاسية.
التعديل الوزاري شمل وزراء حافظوا على حقائبهم في التشكيلتين الحكوميتين اللتين ترأسهما عرنوس الأولى كانت في العام ٢٠٢٠ والثانية في العام ٢٠٢١ الفائت، بل إن بعضهم من حقبة حكومة عماد خميس السابقة، ومن ثم كانت هناك ضرورة لضخ دماء جديدة، وفق مراقبين.
من هو حسين عرنوس؟
من مواليد معرة النعمان في إدلب عام 1953، وانتقل إلى حلب القريبة من مسقط رأسه للدراسة، فحصل على شهادة مهندس من جامعة المحافظة عام 1978.
عاد إلى إدلب مهندسا ليفتح طريقه نحو إثبات الذات بين أبناء المحافظة، فتسلم رئاسة فرع نقابة المهندسين في المدينة، ولمدة خمس سنوات، (1989-1994).
وخلال هذه المأمورية النقابية، تولى عرنوس إدارة الشركة العامة للطرق وظل في المنصب حتى عام 2002، قبل أن يترقى معاونا لوزير المواصلات، وهو المنصب الذي تركه عام 2004.
تولى المهندس إدارة المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية 5 سنوات، قبل أن يدخل مجالا جديدا بتسيير المحافظات، بدءا بدير الزور والقنيطرة، على التوالي (2009 حتى 2013).
طرقت باب المهندس ثقة بشار الأسد، فأصبح عام 2013 عضو القيادة المركزية لحزب البعث، واختاره الرئيس في نفس العام وزيرا للأشغال العامة، ثم أضاف له حقيبة الإسكان عام 2016 حتى 2018، وهو العام الذي تولى فيه وزارة الموارد المائية، إلى حين دعوته وتكليفه بتسيير رئاسة الوزراء العام الماضي.
هو أحد رجال الأسد ومحطّ ثقته، وذلك ما عكسته على الأقل سيرته الذاتية، وتكليفه لمرتين متتاليتين، برئاسة الوزراء، في وقت تحتاج فيه سوريا لتجاوز التحديات، ومواجهة الأزمة المعيشية التي خلّفها التدهور الاقتصادي، والعقوبات الأمريكية.
aXA6IDMuMTIuMzQuMTkyIA== جزيرة ام اند امز