مقربون من عون: الحكومة المقبلة "تكنوقراط" والحريري أول المرشحين

في حال تعذر تكليف الحريري لسبب أو لآخر فإن هناك أسماء مرشحة بقوة لتولي رئاسة الحكومة الجديدة من الطائفة السنية

رجح خبراء ومقربون من الرئيس اللبناني ميشال عون أن يعاد تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة المقبلة، مشيرين إلى أنها ستكون "تكنوقراط". 

وأكد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد هشام جابر والمقرب من الرئيس اللبناني ميشال عون، والنائب شامل روكز صهر الرئيس اللبناني: "سيعاد على الأرجح تسمية الحريري رئيسا للوزراء".

• سيناريوهات لبنان بعد استقالة الحريري
• مصادر لبنانية: استقالة الحريري تربك حزب الله.. وعودته للحكومة محسومة

وقال "جابر" وهو أيضا رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات في تصريحات خاصة من بيروت لـ"العين الإخبارية"، إنه على اتصال دائم بالرئيس عون ومعاونيه، والمرجح أن الرئيس سيقوم بإعادة تكليف سعد الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة بنسبة تصل إلى 90%".

وشدد على أنه في حال تعذر تكليف الحريري لسبب أو لأخر في آخر لحظة، فلن يكون رئيس الوزراء الجديد من الطبقة السياسية الحالية ولا من رؤساء الوزراء السابقين أو الوزراء الحاليين.

ورأى جابر أن الحريري هو الأقوى في الطائفة السنية حاليا، "وما لم يتم تكليفه من جديد، ستنتهي عائلة الحريري من الحياة السياسية اللبنانية وهو أمر لا يقبله الكثيرون".

طبارة مرشح بقوة في غياب الحريري

وأفاد الخبير الاستراتيجي بأنه في حال عدم تسمية الحريري هناك عدد من الأسماء المرشحة بقوة لتولي رئاسة الحكومة الجديدة من الطائفة السنية أبرزهم: الوزير السابق بهيج طبارة وهو مرجع قانوني بارز، وأيضا هشام الصلح من عائلة الصلح، وهو مقيم في لندن، ويتمتع بعلاقات واسعة.

وبشأن حديث بعض السياسيين خلال الفترة الأخيرة عن أن الوزارة المقبلة ستكون مختلطة (تكنوسياسية)، قال جابر: الرئيس عون مقتنع بحكومة تكنوقراط (خبراء) فقط، والحريري كرئيس حكومة هو أمر يفرضه الواقع خاصة أنه لبى مطالب المتظاهرين بتقديم استقالة حكومته.

وحول شكل الحكومة الجديدة، أكد أنها ستكون "وزارة مصغرة من 12 وزيرا من التكنوقراط، وأشخاص مشهود لهم بالنزاهة والاستقلال وعدم التبعية لأي حزب من الطبقة السياسية، ونخب متخصصة في الاقتصاد والصحة والخارجية والإعلام".

حزب الله سيختار الحريري

"الوزارة الجديدة لن تشكل أي تحدٍّ أو استفزاز لأي طبقة أو زعيم سياسي خاصة حزب الله"، يؤكد جابر بناء على معلوماته، موضحا: "حزب الله لن يتخلى عن السلطة مطلقا في حال وجود أي أشخاص في الحكومة يشكلون تحديا أو استفزازا أو خطرا عليه".

وألمح رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات إلى أن الاستشارات النيابية التي سيجريها الرئيس عون بشأن الحكومة الجديدة، ستبدأ الإثنين المقبل على أقصى تقدير، لافتا إلى أن التأخير كان ضروريا عقب خطاب رئيس الجمهورية (أمس)، حتى تتمكن الكتل النيابية من الاستعداد واتخاذ قرارها بشأن من ستختار لرئاسة الحكومة.

وكان الرئيس عون قد دعا أمس، في أول خطاب له عقب استقالة حكومة سعد الحريري، إلى تشكيل حكومة "منسجمة لا تعرقلها الصراعات".

وتوقع جابر أن يحصل سعد الحريري خلال المشاورات النيابية على غالبية أصوات حزب الله وكتلة المستقبل والتيار الوطني الحر المتحالف مع الحزب.

تأييد حزب الله للحريري أرجعه الخبير اللبناني إلى أن عودة الحريري كرئيس للحكومة، سيسهم في إعادة التحالف النيابي الذي يضمن الحماية لحزب الله إلى حد كبير.

المشاورات النيابية الإثنين

من جهته، اتفق النائب شامل روكز صهر الرئيس اللبناني، مع ما ذهب إليه جابر، قائلا في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": إن سعد الحريري على الأرجح سيكون رئيسا للحكومة الجديدة، و"ما لم يكن الحريري، فسيكون رئيس الوزراء الجديد من خارج الطبقة السياسية سواء كان قاضيا متقاعدا، أو وزيرا سابقا يتمتع بسمعة جيدة".

وأشار إلى أن المشاورات النيابية ستكون خلال يومين على الأرجح، حيث سيستقبل عون رؤساء الكتل النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة.

وأكد أنه "يجب الاستفادة من الانتفاضة الحالية وضغط الشارع من أجل تسريع إجراء الإصلاحات المطلوبة لاستنهاض الاقتصاد اللبناني، واستعادة الثقة في الداخل اللبناني وخارجه".

وكان سعد الحريري قد أبدى استعداده لتولي رئاسة الوزراء في حكومة لبنانية جديدة، بشرط أن تضم وزراء "تكنوقراط" قادرين على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بسرعة لتجنب انهيار اقتصادي.

وقال مسؤول بارز مطلع طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة رويترز منذ يومين إن "الحكومة الجديدة يجب أن تكون خالية من مجموعة ساسة بارزين شملتهم الحكومة المستقيلة".

واستقال الحريري، الثلاثاء الماضي، بعد احتجاجات حاشدة استمرت نحو أسبوعين ضد النخبة السياسية التي يتهمها المتظاهرون بالفساد.

وأكد الحريري أنه بذل أقصى جهد ممكن في سبيل إيقاف التدهور الذي تشهده البلاد ومحاولة إيجاد مخرج يمكن معه الاستماع إلى صوت المتظاهرين وحماية لبنان من المخاطر الأمنية والاقتصادية والمعيشية.

وأشار إلى أن جهوده وصلت إلى "طريق مسدود"، وأنه يتقدم باستقالته تجاوبا مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات والميادين ليطالبوا بالتغيير.