مستثمرون: اعترافات محافظ المركزي التركي أصابت الأسواق بخيبة أمل
اعترافات محافظ المركزي التركي الغامضة حول مستوى الاحتياطي الأجنبي زادت من قلق المحللين والمستثمرين وفقا لـ"فايننشال تايمز" البريطانية.
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، الثلاثاء، إن المحللين والمستثمرين لا يزالون يشعرون بالقلق إزاء مستوى العملة الصعبة في تركيا، بعد تصريحات محافظ البنك المركزي التركي مراد تشيتن قايا، في المؤتمر الصحفي الذي عقده، الثلاثاء، في إسطنبول.
واعترف البنك المركزي التركي بأن الاقتراض الدولاري قصير الأجل أصبح العنصر الرئيسي المؤثر في احتياطات البلاد من العملة الأجنبية، ودافع عن استخدام الاستراتيجية التي "هزت ثقة المحللين والمستثمرين"، كما وصفتها الصحيفة.
وتواصل الليرة التركية الانهيار منذ أكثر من 8 أشهر ما عصف بمؤشرات الاقتصاد التركي، لتتراجع إلى مستويات غير مسبوقة، بسبب سياسات أردوغان الاقتصادية الفاشلة.
وانخفضت العملة التركية، الثلاثاء، أمام الدولار إلى 5.9849 ليرة، وهو أقل مستوى لها في العام الجاري، وتراجعت الليرة أمام الدولار بنسبة 11.6% منذ نهاية العام الماضي.
- بلومبرج تفضح تلاعب المركزي التركي سرًّا لدعم الليرة بالمليارات قبل الانتخابات
- تركيا في الإعلام.. الليرة تسقط لأدنى مستوى في 7 سنوات
ونقلت "فايننشال تايمز" عن إينان ديمير، خبير الأسواق الناشئة لدى بنك "نومورا" الياباني، أن البنك المركزي التركي لم يقدم تفاصيل كافية حول استخدامه المبادلات ومستويات الاحتياطي الخاصة به.
وقال ديمير: "البنك المركزي التركي حاول الإجابة عن بعض الأسئلة، ولكنها لم تكن الأسئلة التي طرحها السوق. وهذا يمثل خيبة أمل للأسواق التي كانت تأمل في الحصول على توضيح حول هذه القضايا".
وهبطت الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها أمام الدولار الأمريكي منذ 7 شهور، وسط أزمات متصاعدة تعاني منها السياسات النقدية والمالية في البلاد، وصعود نسب التضخم بعد تفاؤل بانخفاضها.
ووجهت قفزة مفاجئة للدولار الأمريكي، الخميس، ضربة إلى الليرة التركية، أعادت إلى الذاكرة الانخفاضات الحادة التي شهدتها اقتصاد تركيا في 2018، إذ بلغ سعر الصرف 5.95 ليرة/دولار.
وقالت وكالة فيتش، في تقرير حديث لها، إن البنك المركزي التركي مضطر لزيادة جاذبية الليرة من أجل أصحاب المدخرات المحلية، ولتشجيع المستثمرين الأجانب على إدخال الأموال عبر الإبقاء على أسعار الصرف.
وقال التقرير إن المخاوف من تراجع احتياطيات النقد الأجنبي، وعدم إدارة الاقتصاد بشكل جيد، أدت إلى حدوث انخفاض حاد في قيمة العملة المحلية الليرة قبل الانتخابات وبعدها (مقارنة بقيمتها في الأوقات السابقة).
وبسبب أزمة الليرة، انهارت استثمارات تركيا في السندات والأذونات الأمريكية بنسبة 92.6%، خلال فبراير/شباط الماضي، مقارنة بالفترة المقابلة من 2018، متأثرة بأزمة هبوط الليرة التركية الحاد، منذ أغسطس/آب 2018.
ويعد هبوط استثمارات تركيا في السندات والأذونات الأمريكية، المسجل في فبراير/شباط الماضي، الأدنى منذ أكثر من 10 سنوات، بحسب بيانات حديثة صادرة عن وزارة الخازنة الأمريكية، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها.
وبلغ إجمالي استثمارات تركيا في الأذونات والسندات الأمريكية 3.37 مليار دولار أمريكي فقط، حتى نهاية فبراير/شباط الماضي، مقارنة بقرابة 45.57 مليار دولار في فبراير/شباط 2018 وفق الأرقام.