خطأ في خرائط GPS يقود سياحاً إلى الموت

تتحول رحلات بعض السياح في ريو دي جانيرو إلى كوابيس مميتة بسبب أخطاء تطبيقات الملاحة، التي توجههم عن غير قصد إلى مناطق خطرة تسيطر عليها عصابات مسلحة.

يؤدي هذا الخطأ التقني إلى دخول السياح أحياء فقيرة تعج بعصابات المخدرات، مما يعرضهم لخطر الهجوم المسلح والموت برصاص تلك الجماعات الإجرامية.

مآسٍ بسبب خطأ في التوجيه

شهدت المدينة البرازيلية مؤخراً سلسلة من الحوادث الدامية جراء دخول سياح ومقيمين عن غير قصد إلى هذه المناطق الخطرة.

من بين الضحايا، سائح أرجنتيني كان قد زار تمثال المسيح الفادي، لكنه انتهى في حي فقير حيث أُطلق عليه الرصاص، وتوفي لاحقًا في المستشفى.

وفي حادث آخر، أصيبت امرأة برازيلية برصاصة في رقبتها بعدما غير سائق سيارة أجرة، يعمل عبر تطبيق "أوبر"، مساره إلى منطقة غير آمنة.

كما انتشر في يناير/كانون الثاني، مقطع فيديو يُظهر سائق أجرة يتوسل لعصابة مسلحة بعد أن وجّهته خرائط "GPS" إلى حي سيدادي ألتا، المعروف بسيطرة العصابات عليه.

خوف العصابات وأوامر بإطلاق النار

المحامي البرازيلي الأمريكي فيكتور سارتو، الذي تعرّض هو الآخر لموقف مشابه عام 2019، أوضح أن المسلحين المنتشرين عند مداخل هذه الأحياء "يخشون وصول الشرطة أو عصابات منافسة"، لذا يقومون بإطلاق النار قبل التحقق من هوية القادمين.

أما وزير الأمن في ولاية ريو دي جانيرو، فيكتور دوس سانتوس، فقد أشار إلى أن المجرمين يتصرفون وفق قاعدة "أطلق النار أولاً واسأل لاحقًا"، وهو ما يعكس مدى تصاعد عنف العصابات في المدينة خلال عام 2024.

بحسب معهد فوغو كروزادو، فقد أصيب 19 شخصًا وقتل 5 آخرون بسبب دخولهم عن طريق الخطأ إلى الأحياء الفقيرة منذ بداية 2024، وهو رقم قياسي منذ بدء توثيق هذه الحوادث عام 2016.

وتقول ماريا إيزابيل كوتو، رئيسة المنظمة، إن ذلك مرتبط بجغرافية المدينة وصراع العصابات على السيطرة على الأراضي، حيث تسيطر أربع فصائل إجرامية على 20% من أراضي منطقة ريو المدنية.

شركة "أوبر" أكدت أنها تمتلك نظامًا أمنيًا لحظر الطلبات من المناطق الخطرة في أوقات محددة، في حين رفضت "غوغل" التعليق على الحوادث الناجمة عن توجيه خرائطها المستخدمين إلى هذه المناطق.

وفي ظل استمرار هذه الحوادث، يشدد السكان المحليون على وجود "قواعد غير معلنة" للدخول إلى بعض الأحياء، منها السير ببطء، تخفيض النوافذ، وتشغيل أضواء التحذير.

ومع ذلك، يظل الحل الأساسي في ضرورة تعزيز أمن المدينة، لمنع وقوع المزيد من الضحايا نتيجة أخطاء تقنية قد تكون قاتلة.