أطفال حفيد مؤسس قطر.. حين تصبح الدموع دليل إدانة ضد ظلم الحمدين
لساعاتين كاملتين شارك أبناء حفيد مؤسس قطر والدتهم أسماء ريان في رصد ما فعله تنظيم الحمدين بوالدهم وما عانوه بأنفسهم في الدوحة
صعبة هي الدموع حين تزرف دون توقف من أعين أطفال أبرياء، قادهم القدر للوقوف في وجه نظام لا تعرف العدالة سبيلا إلى قصور حكمه، هذا ما حدث حرفياً لأبناء الشيخ طلال بن عبدالعزيز بن أحمد بن علي آل ثاني حفيد مؤسس قطر.
لساعات قاسية.. شارك أبناء حفيد مؤسس قطر والدتهم أسماء ريان في رصد ما فعله تنظيم الحمدين بوالدهم، وما عانوه بأنفسهم في الدوحة قبل أن يخرجوا منها، خلال إفادة صحفية احتضنها نادي الصحافة السويسرية في جنيف.
- زوجة الشيخ طلال آل ثاني: النظام القطري حاول إجبار زوجي على توقيع إقرار بأنه "مختل"
- وفد حقوقي مصري يناقش تعويض ضحايا إرهاب قطر بالأمم المتحدة الخميس
وعلى مدى ساعتين كاملتين، لم يكف الأبناء الأربعة عن مسح دموعهم، ولم تستطع الكاميرات التوقف عن رصد وجوههم، وسط تعاطف الحضور في المؤتمر الصحفي، خاصة أنهم من أبناء العائلة الحاكمة في قطر، إذ حُكم على والدهم طلال بن عبدالعزيز آل ثاني بالسجن 22 عاماً، ربما لا يتمكنون من رؤيته مرة أخرى في حياته.
الأطفال الأربعة، وهم (العنود وعبدالله وأحمد والجوهرة) عاشوا مع حكومة تميم بن حمد في قطر واحدة من أسوأ تجربة إنسانية يمكن أن يعيشها أطفال في أي مكان بالعالم، مهما كانت قسوة النظام الذي يحكمه، وحفظوا في عيونهم وذاكرتهم من المعاناة ما هو أصعب من أن يتحمله الكبار.
ولا يخفى على أحد ما فعله "تميم" مع الأطفال الأربعة، بعد أن جردهم من أبسط حقوقهم الإنسانية من الحق في التعليم والصحة والسكن لمجرد الانتقام من أبيهم، الذي تآمروا عليه وزجوا به في السجن بدعوى توقيع شيكات بدون رصيد وجمدوا على أثر ذلك كافة أصوله وأمواله.
بدأت حكاية أبناء حفيد مؤسس قطر مع المعاناة بدخول والدهم السجن، حيث ظل الهجوم عليهم معنويا وجسديا بغرض الضغط على والدهم للتنازل عن كل حق له كعضو بالعائلة الملكية في قطر، وقام تنظيم الحمدين بإلقاء هؤلاء الأطفال ووالدتهم في منزل بمنطقة مهجورة تحيط به المياه الراكدة وتهاجمه الحشرات في كل وقت، ما عرضهم لأمراض شتى في الوقت الذي حرمتهم الدوحة من الحق حتى في العلاج الخاص كسائر المواطنين والمقيمين.
ولم يكتف النظام القطري بهذا النوع من التنكيل الانتقامي بأبناء طلال بن عبدالعزيز آل ثان، بل تجاوز ذلك إلى حرمانهم من أية مخصصات ومنع والدتهم من العمل في أية وظيفة داخل قطر، وأصبح مستحيلا أن تتمكن الأسرة من توفير المصروفات الدراسية لاستكمال تعليمهم.
حل أطفال حفيد مؤسس قطر ضيوفاً على جنيف ليقدموا حكايتهم ومأساة أسرتهم، حيث كان نصيبهم من تنظيم الحمدين الطرد من المنزل والوطن، ولم يصبح لديهم سوى البلد التي تحمل أمهم (أسماء ريان) جنسيتها لينتقلوا إليها ليس فقط بعيدا عن حضن الأب، كما يعيش كل الأطفال لكن دون منحهم الفرصة لزيارته في محبسه كحد أدنى للإنسانية.
والآن بات واضحاً للعالم أجمع أن هؤلاء الأطفال حكم عليهم "تميم" بالمرض والتشرد والحرمان من الأب، وحين جاؤوا إلى جنيف لم يجدوا من الكلمات ما يمكن أن تصف مأساتهم فعبروا بالدموع.
أما أسماء ريان، زوجة الشيخ طلال بن عبدالعزيز بن أحمد بن علي آل ثاني حفيد مؤسس قطر، فأكدت أن النظام القطري حاول إجبار زوجها المحتجز في سجون الدوحة منذ 6 أعوام على توقيع إقرار بأنه "مختل عقليا" مقابل إطلاق سراحه.
وأمام أطفالها الأربعة أكدت ريان أن الحكومة القطرية تآمرت على زوجها لإبعاده عن دائرة الفعل السياسي في مستقبل قطر، كونه حفيد مؤسس الدولة، لافتة إلى أنها أصدرت حكماً بالسجن على زوجها لمدة 25 عاماً لمجرد مطالباته السلمية بحقه في الميراث.
ريان أضافت "تعرضت وأطفالي لإهانات بالغة من النظام القطري، فقد طردونا من منزلنا لنسكن في بيوت مخصصة للعمال"، مشيرة إلى أن كثيرين من عائلة آل ثاني واجهوا نفس مصير زوجها لمجرد مطالبتهم بحقوقهم في وجه تميم بن حمد ووالده.
كل ذلك ولا تزال زوجة الشيخ طلال بن عبدالعزيز بن أحمد بن علي آل ثاني مؤمنة بحقوق الإنسان وحقوق أطفالها بالوجود مع والدهم رغم مرور 6 أعوام على فصلهم عنه.