بالصور .. ترميم مقبرتيْ الورديان في منطقة "آثار كوم الشقافة" المصرية
تجمع هذه المقابر في تصميمها المعماري بين الفنّ والزخرفة الرومانية والمصرية القديمة، ما بوّأها مكانة أثرية مرموقة
أعلنت وزارة الآثار المصرية إنجازها لأعمال إعادة تركيب وترميم مقبرتي الورديان، في منطقة آثار كوم الشقافة بمحافظة الاسكندرية.
والمقبرتان كانتا معروضتين في حديقة المتحف اليوناني الروماني، وتم تفكيكهما ونقلهما إلى منطقة آثار كوم الشقافة عام 2009، ضمن مشروع تطوير وترميم المتحف.
وأوضح غريب سنبل، رئيس الإدارة المركزية للصيانه والترميم، أن أعمال إعادة التركيب والترميم تمت طبق الأساليب العلمية المتبعة، وهى توثيق الوضع الراهن، والاطّلاع على تقارير الفكّ وسائر أعمال التوثيق المعتمدة خلال الفكّ، سواء من جبل الورديان أو المتحف اليوناني الروماني، مع استخدام مواد البناء غير الضارة بالآثار.
وأضاف سنبل أن أعمال إعادة بناء المقبرة الأولى، بدأت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2017، وانتهت سنة 2018، إذ استغرقت الأشغال عاما كاملا، ثم انطلقت عملية الترميم الدقيق للأسطح الحجرية، مشيرا إلى تشييد مدخل خاص بالمقبرة لضمان وصول السائحين إليها بسهولة.
أما المقبرة الثانية، فبدأت أعمال ترميمها وإعادة بنائها مطلع شهر فبراير/ شباط 2019، وتم الانتهاء من تركيب وإعادة بناء كافة أجزائها، ما عدا السقف والأعمدة الأمامية التي يجرى تجهيزها حاليا.
من جانبها، قالت الدكتورة نادية خضر، رئيسة الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، أن المقبرتين شكّلتا جزءا من مقابر الجبانة الغربية بالاسكندرية (مدينة الموتى)، وكشف عنهما العالم الأثري "برتشيا" بمنطقة الورديان في العقد الأول من القرن الـ20، حيث كانتا منحوتتين في الصخر الطبيعي على طراز مقابر الحجرات، وتتميزان بتكوينهما المعماري والزخارف الملوّنة.
وتطرّقت خضر إلى نقل المقبرتين عام 1952، من قبل أدرياني، بغية العرض في حديقة متحف اليونان الروماني.
وتعود المقبرة الأولى إلى العصر البطلمي، حيث تتضمّن غرفة دفن ذات سقف مقبى يحمل بقايا ألوان، كما تحتوي على تابوت واحد ذي مسند رأس، وتتميّز جدرانها بزخارف هندسية طولية وعرضية، ويوجد مذبح في منتصفها.
أما المقبرة الثانية، فترجع إلى عصر الروماني، وتضمّ حجرة الدفن فيها مدخلا بدعامتين، يعلو كل منهما تاج دوري بسيط، ويستند عليهما عقد كبير، سقفه على هيئة نصف قبة، كما تحتوي على ثلاثة توابيت.
جدير بالذكر أن الصدفة وحدها قادت لاكتشاف أكبر مقبرة رومانية في مصر عام 1900، يعود تاريخها إلى القرن الثاني ميلاديا، وتقع تحديداً غربي الاسكندرية بمنطقة كوم الشقافة.
وساعد حمار في اكتشافها بعد فشل المجهودات العلمية التي استمرت طوال ثماني سنوات، ما فتح الباب أمام الدراسات التاريخية والأثرية لمعرفة ملامح الاسكندرية خلال العصر الروماني.
وتجمع هذه المقابر بين الفن والزخرفة الرومانية والمصرية القديمة، الأمر الذي بوّأها مكانة أثرية مرموقة.