لا نذيع سراً حين نقول بأن الإمارات واحدة من أهم دول العالم في استكشاف الفرص الجيدة
تشغيل الطاقة القصوى للبحث عن الفرص المتوفرة، مع دول ومنظمات العالم، سواء السياسية والدبلوماسية والعسكرية أو الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ودراستها واستثمارها، لتمكين شبكة العلاقات الدولية وجذب المنافع القيّمة إلى الداخل، يحتاج إلى «قائد عظيم» يوجه الخبرات المؤهلة لمتابعة وتدقيق تلك الفرص ووضع الرؤى والاستراتيجيات وآليات تنفيذها وإدارة ملفاتها بشكل احترافي.
الفرص العالمية، خاصة السياسية والاقتصادية والعسكرية، ليست متاحة على الأرفف ولا معروضة أمام الباحثين، ولا يمكن انتظارها كانتظار المواسم، بل إن عمليات البحث عن الفرص الحقيقية التي تجلب الخير المؤكد شاقة ومرهقة، وقد تكون محفوفة بمخاطر كثيرة، لكن يسهل على «المقاتل العظيم»، الذي يتقدم الصفوف، بعينه الثاقبة كعيني صقر، أن يرصدها ويتابعها ويحققها.
بتوجيه من القائد العظيم، يلعب السفراء المتميزون المؤهلون عادة دوراً مسانداً في استكشاف الفرص المطلوبة، بمختلف أنواعها، ويعملون مع الخبراء على التحقق من إمكانية فتح باب النقاش حول إمكانية إبرام اتفاقية جديدة أو تهيئة الأجواء للتفاوض والتنسيق حول مسائل معينة، تعكس مصالح الطرفين، فتوضع خلاصة كل ذلك أمام القائد صانع القرار، ثم يبدأ العمل لتحويل تلك الفرصة إلى حقيقة قابلة للتنفيذ.
لا نذيع سراً حين نقول بأن الإمارات واحدة من أهم دول العالم في استكشاف الفرص الجيدة، ولا شك أن الرعيل الأول، الذين عملوا برفقة الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، قد شاهدوا بأم أعينهم، كيف درّب الشيخ زايد أبناءه على الحكمة وبُعد النظر، وعلى مهارات استشراف واستكشاف كل ما قد يؤتي ثماراً وخيراً للوطن، وإبعاد كل ما قد يشكل خطراً على الإمارات ومواطنيها والمقيمين على أرضها، فأصبحت هذه سمة للإماراتيين، وحدهم دون سواهم، وقد تكون السبب الأول الذي جعل من هذه الدولة التي تأسست قبل خمسين سنة فقط، تقارع أعظم دول العالم في الإنجازات الداخلية والخارجية.
في مدرسة الشيخ زايد، وعلى يد المعلم والمفكر والفارس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، اكتسبنا الخبرات والمؤهلات القيادية والإدارية والفنية، وكيف نكون دائماً في المركز الأول، وكيف نقتنص الفرص ونستشرف المستقبل، ولا نتحدث عن إنجازاتنا بل ندعها تتحدث عن نفسها.
تعلمنا في مدرسة الشيخ زايد، «رحمه الله تعالى»، أنه لا يمكنك أن تكون متميزاً في التمكين الخارجي قبل أن تكون مبدعاً في التمكين الداخلي، فالبيت المتوحد على كافة الصعد، والمتقدم حكومياً وإنسانياً واجتماعياً، الآمن المستقر، هو وحده القادر على التقدم بثبات، وضمن رؤاه وخططه الاستراتيجية الكبرى نحو أهدافه وفرصه الحقيقية، وتحقيقها بجدارة لا نظير لها.
تستحق الإمارات ذلك التقدير الكبير الذي يشيع في الكرة الأرضية، من أقصاها إلى أقصاها، على الإنجازات المبهرة في كافة المجالات، وفي الحقيقة، التي يمكن أن يجدها كل من توفرت له لقاءات مع الشخصيات السياسية والاقتصادية والعسكرية العالمية، بأن ما قامت وتقوم به الإمارات، يكاد يكون معجزة لن تتكرر في التاريخ البشري، ويتساءلون: كيف دولة ولدت بالأمس أن أصبحت، خلال أقل من خمسين عاماً، تتربع على عرش المؤشرات التنافسية العالمية، وأن يحدث ذلك بقيادة كفاءات وطنية؟ وكيف لدولة ذات مساحة جغرافية صغيرة نسبياً، أن تصبح قوة إقليمية وعالمية، يُشار لها بالبنان ويُحسب لها ألف حساب؟
الجواب سمعته من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سبتمبر 2020، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، وسمعته أيضاً هذا الأسبوع، خلال خطاب للرئيس الأمريكي في ولاية نيفادا، وصف فيهما «قيادة دولة الإمارات بأنها تحظى باحترام كبير للغاية»، ووصف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بأنه «مقاتل عظيم»، وأنه «أحد أكثر المحاربين احتراماً في الشرق الأوسط».
يحق لنا الفخر، وأن نردد جميعاً أبيات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وهو يقول لـ «بوخالد»:
سر يا محمد للعلا متألقاً
قدماً ومثلك بالعلا يتألق
بك حكمة من زايد موروثة
وعزائم منها العزائم تورق
أشبهت زايد في المواضع كلها
وإذا تسابقك المفاخر تسبق
ويد تجود بصيب ثر العطا
وكأنما الدنيا بكفك ترزق.
——————
نقلا عن الاتحاد الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة