مئوية "لبنان الكبير" غارقة في جراح بيروت وندوب الاقتصاد
ماكرون يجمع ممثلي الطبقة السياسية في مقر إقامة السفير الفرنسي ببيروت، غدا الثلاثاء.. فهل ينقذ قصر الصنوبر لبنان؟
ما بين جراح لم تندمل أدماها انفجار مرفأ بيروت المزلزل، وندوب اقتصادية غائرة، يحيي اللبنانيون، اليوم الإثنين، المئوية الأولى لتأسيس "لبنان الكبير".
فبعد سنة حافلة بالأزمات والكوارث، تغيب الاحتفالات الرسمية في هذه المناسبة التي يعيشها اللبنانيون على وقع مخاوف على وجود وطنهم الصغير متعدد الطوائف.
لكن في غابة شمال بيروت، سيزرع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ضمن زيارته التي تبدأ اليوم، شجرة أرز، استذكارا لإعلان المندوب السامي للانتداب الفرنسي الجنرال هنري غورو، تأسيس دولة لبنان الكبير من قصر الصنوبر، عام 1920.
هل ينقذ قصر الصنوبر لبنان؟
في قصر الصنوبر التاريخي الذي لا يزال مقر إقامة السفير الفرنسي بالعاصمة اللبنانية، سيكون ماكرون منتظرا ممثلي الطبقة السياسية، غدا الثلاثاء، لحثهم على إنقاذ البلاد عبر إصلاحات اقتصادية وسياسية ملحة يطالب بها المجتمع الدولي.
روز غلام (87 عاما)، امرأة لبنانية تصدرت وسائل الإعلام حين رفضت مغادرة بيتها الذي دمره انفجار المرفأ، تصف ما تعيشه بلادها بأنه "أسوأ من الحرب".
روز التي ولدت خلال الانتداب الفرنسي على لبنان، تتساءل اليوم "كيف بإمكان قادتنا السياسيين أن يعيدوا بناء منازلنا؟ يجب تغييرهم".
والانفجار الذي هز مرفأ بيروت في الرابع من الشهر الجاري، وأوقع عشرات القتلى وآلاف الجرحى، عزته السلطات اللبنانية
إلى كميات كبيرة من مادة نيترات الأمونيوم كانت مخزنة منذ سنوات في المكان.
وهو ما وضع الطبقة السياسية في دائرة الاتهام من لبنانيين خرجوا للاحتجاج مطالبين بمحاسبتها على الإهمال والفساد.
بلد وصل لـ"نهايته"
كريم المفتي، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، يرى أن النظام السياسي في بلاده وصل "إلى نهايته".
وإذا كان لبنان قد عرف عصره الذهبي خلال ستينيات القرن الماضي، إلا أن تاريخ البلد الصغير حافل بأزمات متلاحقة تفصل بينها حروب أهلية وتوترات طائفية.
ليأتي الانهيار الاقتصادي الأخير ليزيد الصورة قتامة، ويهوي بأكثر من نصف سكان لبنان إلى تحت خط الفقر.
ومع أن كريم المفتي يستبعد احتمال نشوب حرب أهلية، يخشى من "تفكك البنى التحتية".
وعلى خطى التحذيرات التي أطلقها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الأسبوع الماضي، سار المفتي بقوله "لبنان مهدد بالاختفاء".
وبعد زيارته الأولى التي أعقبت الانفجار بيومين، نظم ماكرون مع الأمم المتحدة مؤتمرا دوليا، تم التعهد فيه من قبل الجهات المانحة بتقديم مساعدات للبنان بقيمة 250 مليون يورو.
وكشرط للحصول على تمويل دولي أساسي لإنعاش الاقتصاد المنهار، حض المجتمع الدولي لبنان على القيام بإصلاحات فورية.
وكانت الحكومة اللبنانية برئاسة حكومة حسان دياب، استقالت في العاشر من الشهر الجاري، على وقع ضغط الشارع الغاضب.
aXA6IDMuMjIuNzAuMTY5IA==
جزيرة ام اند امز