"تفخيخ" الصادرات بالمخدرات.. الموت العابر من لبنان

صادرات "مفخخة" بالمخدرات تنطلق أو تعبر من لبنان باتجاه دول المنطقة أو العالم، في جسر موت يستهدف الأمن القومي للبشرية.

أكثر من 4 أطنان من المخدرات ضبطتها اليونان مخبأة بشحنة آلات لصنع الحلوى متجهة من لبنان إلى سلوفاكيا.

وأوضحت السلطات اليونانية أنه تم ضبط شحنة المخدرات بعد معلومات من الجانب الأمريكي، وبمساعدة سعودية.

وقالت إنها تلقت مساعدة من السعودية في ضبط شحنة المخدرات المتجهة من لبنان إلى سلوفاكيا.

وتكللت جهود السلطات اليونانية بالنجاح في ضبط 4.3 طن من الحشيش داخل حاوية بعد المساعدة السعودية، استنادا إلى معلومات تلقتها فرقة الجرائم المالية في اليونان والواردة من إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية.

ووصلت الحاوية من لبنان إلى ميناء "بيرايوس" الرئيسي في اليونان، وتضم 3 آلات لصنع "الكب كيك"، وكان مقررا نقلها بالسكك الحديدية في 20 أبريل/ نيسان الجاري (الثلاثاء الماضي) عبر مقدونيا الشمالية وصربيا والمجر إلى براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا، إلا أن الضربة الاستباقية للسلطات اليونانية بمداهمة الحاوية الجمعة أحبطت تهريبها.

وأعلنت السلطات اليونانية أن القيمة السوقية لشحنة الحشيش المخدر تقدر بنحو 33 مليون يورو، ويجري حاليا التحقيق في القضية.

شبح حزب الله

إحباط اليونان لعبور الحشيش المخدر يتزامن تقريبا مع قرار السعودية منع دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية أو عبورها من أراضيها، اعتبارا من صباح غد الأحد.

وقالت السعودية، الجمعة، إن الجهات المعنية لاحظت تزايد استهداف المملكة من قبل مهربي المخدرات في لبنان، داعية بيروت إلى "تقديم ضمانات موثقة لاتخاذ إجراءات لوقف تهريب المخدرات الممنهج".

وأكدت أن وزارة الداخلية ستتابع الإرساليات والشحنات الأخرى القادمة من لبنان، لافتة إلى أنها أجرت محاولات عديدة لحض السلطات اللبنانية المعنية على وقف تهريب المخدرات.

قرار متوقع ومنطقي وفق مراقبين ممن يرون أنه من الضروري التسلح بالحزم لمواجهة الخطر الداهم، بالنظر إلى حجم النشاط غير المشروع الذي يقوده "حزب الله" في لبنان ويستهدف الأمن القومي للدول المجاورة بشكل خاص.

خطر لا يستهدف السعودية فقط، بل يطول دولا أخرى ما يؤكد أن ما يجري في كل واحدة منها ليس سوى حلقة من سلسلة عمليات تهريب دولية منظمة، تجري على أرض لبنان، أو عبرها، فيما تؤكد تقارير إعلامية أن شبح "حزب الله" يتراءى من وراء كل ذلك.

صادرات "مفخخة"

خبراء لا يرون غرابة في أن يكون لبنان أرضا (أو جسر عبور) لسلسلة عمليات تهريب دولية منظمة للمخدرات، حيث من المعلوم أن حزب الله يعتمد على تجارة الحشيش لتغذية وتمويل نشاطاته الإرهابية والإجرامية.

فهذه المليشيات الباحثة عن مصادر تمويل، حولت لبنان إلى معبر وجسر عالمي لمرور شحنات المخدرات، وجعلت منه موطئ قدم لتجار السموم عبر استخدام موانئها منفذا لتجارتهم غير المشروعة، وذلك من خلال تفخيخ الأغذية والفواكه والمواد المصدرة.

ففي بلد الأرز، استثمرت المليشيات خصوبة أراضي لبنان لزراعة وتصنيع المخدرات بأنواعها، وهذا ما يجعل حزب الله أحد كبار الناشطين في زراعة وتصنيع مختلف أنواع المخدرات داخل مناطق نفوذه في لبنان، ويعتمدها بشكل أساسي في تمويل عملياته الإرهابية وزعزعة السلم الدولي.

ولمنح "شرعية" لأنشطته، يصر حزب الله على إقرار زراعة الحشيش بشكل قانوني في لبنان عبر مطالبات نيابية مكثفة للبرلمان؛ سعيا نحو منح غطاء قانوني لزراعة المخدر المنتشرة في سهل البقاع بمنطقة الهرمل، أبرز معاقله.