اليونان.. ملاذ الفارين من جحيم أردوغان
مخاوف من أن يمثل فوز أردوغان بالانتخابات المبكرة الشهر المقبل شرارة موجة هجرة جديدة إلى اليونان هربا من ديكتاتور أنقرة.
موجة هجرة جديدة من شواطئ تركيا إلى اليونان ترصدها صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، لكن أبطالها هذه المرة ليسوا السوريين الفارين من جحيم الحرب الأهلية، لكنهم أتراك أعياهم العيش في ظل الديكتاتورية الثقيلة لرئيسهم رجب طيب أردوغان، التي أطلق لها العنان بعد مزاعم الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز 2016.
- ماي تناقش انتهاكات حقوق الإنسان بتركيا خلال لقائها أردوغان
- تركيا أردوغان.. إما أن تكونوا معنا أو أنتم إرهابيون
وتحت عنوان "اليونان منفى للأتراك المطاردين" أشارت الصحيفة إلى أنه "في ظل تزايد عدد الأتراك المعارضين للنظام فإن العديد منهم نزحوا إلى مدينتي سالونيك وأثينا في اليونان"، للهروب مما وصفته الصحيفة باضطهاد نظام أردوغان لهم.
جانب من معاناة الأتراك تحت حكم أردوغان يرويها للصحيفة الفرنسية أحد الفارين مشترطا عدم ذكر اسمه (45 عاما). يقول: "حينما رأيت اسمي مدرجا على قائمة الأشخاص الموقوفين، هربت إلى مكان لمدة 5 أشهر ولم أخرج لا أنا ولا زوجتي وأطفالي".
وأضاف أنه "يعيش الآن في سالونيك باليونان، إلا أن جزءا من عائلته ما زال في تركيا"، موضحا أنه إذا ما علمت السلطات ذلك ستقوم بإيذائهم".
وروى المعارض التركي رحلته قائلا: "كان يوما عصيبا عندما عبرت نهر إيفروس الحدودي بين البلدين في ليلة عيد الميلاد عام 2016، كنت أخشى أن يبتلعنا الماء إلا أن الرحيل كان السبيل الوحيد للبقاء على قيد الحياة".
فيما نقلت الصحيفة أيضا شهادة صحفي تركي فقد وظيفته في يوم وليلة، حين أغلقت الحكومة المجموعة الإعلامية التي كان يعمل بها وأصبح مطاردا هو وزملاؤه، يقول: "يطاردوننا فقط لأننا من أنصار كولن".
وتقول الحكومة التركية إن المحاولة الانقلابية التي نفذت في منتصف يوليو/تموز 2016، دبرها أنصار لكولن الذي يقيم في منفى اختياري بالولايات المتحدة منذ عام 1999، إلا أن كولن نفى تلك الاتهامات.
ويشير المحامي الحقوقي في أثينا سوتيريس ليفاس إلى مفارقة المشهد؛ إذ إنه "بعد الانقلاب الفاشل، أصبح من كانوا في السابق مقربين من دائرة أردوغان وحزب العدالة والتنمية، هدفا للسلطات، حيث اكتشفوا فجأة أنهم أصبحوا من المعارضة، من بينهم أطباء، وممرضات، ومحامون، ومعلمون، مضيفا أن "مئات المدارس والجامعات ووسائل إعلام وبنوكا ومصارفا تم إغلاقها؛ ما دفع العشرات إلى الفرار".
نيسي أوزجين الذي استقر في اليونان بعد فراره من تركيا، يعتقد أن بلاده في طريقها لأن تكون دولة فاشلة تحت وطأة الديكتاتورية" لافتا إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية.
ويشير أوزجين الذي يرأس شركة مختصة بإدارة المطاعم، إلى أنه منذ انطلاق العمليات العسكرية التركية ضد الأكراد في شمال سوريا أصبح عدد الأكراد الفارين من تركيا إلى اليونان في تزايد.
وبدأ أردوغان عملية عسكرية في عفرين السورية مطلع العام الجاري راح ضحيتها الآلاف من الأكراد السوريين، في محاولة لوأد حلم أكراد سوريا بإقامة حكم ذاتي.
وتتساءل الناشطة الحقوقية لالي العتالي: "هل اليونان أصبحت أرضا للاجئين الأتراك المعارضين؟ على أي حال، إنها ثغرة لأولئك الذين يغادرون بلادهم فرارا من الديكتاتورية العرقية".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى مخاوف من أن تؤجج احتمالية فوز أردوغان بالانتخابات المبكرة، والمقرر لها يونيو/حزيران المقبل، حمى الهجرة في ظل توقعات بأن يعيد الرئيس التركي تعزيز استراتيجية السلطوية إذا ما حسم الاقتراع لصالحه.