تركيا أردوغان.. إما أن تكونوا معنا أو أنتم إرهابيون
شبكة "يورأكتيف" البلجكية المعنية بسياسات الاتحاد الأوروبي سلطت الضوء على تراجع الحريات الأساسية وكذب نظام أردوغان.
"إما أن تكونوا معنا أو أنتم إرهابيون".. هكذا وصفت شبكة "يورأكتيف"، البلجكية، المعنية بسياسات الاتحاد الأوروبي، تركيا في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، في أحدث تقرير لها عن الحالة السياسية في تركيا، التي تسعى إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، دون أن تحقق أي تقدم ملموس في مجالات حقوق الإنسان أو غيرها من الجوانب.
وذكر التقرير أن أردوغان اشتهر بوصف محاولة الانقلاب في 15 يوليو/تموز 2016 بأنها "هدية من الله"، موضحًا أن أردوغان حمّل حركة رجل الدين فتح الله كولن، المقيم في الولايات المتحدة تدبير محاولة الانقلاب، وطالبت واشنطن مراراً بتسليمه، لكنه لم يقدم أي دليل مقنع على هذه الاتهامات.
ويقول رمضان جوفلي، مدير برنامج الحوار بين الثقافات في بروكسل، إن الحكومة التركية، بقيادة أردوغان، تشن حربا لا هوادة فيها ضد حركة كولن على جميع الجبهات الممكنة، حيث أقالت أكثر من 160 ألف شخص من وظائفهم، وسجنت الآلاف منهم 17 ألفًا على الأقل من النساء، وهناك أكثر من 700 طفل في السجن.
وأشار جوفلي إلى أن أحدث ضحية لهذه الحملة المتهورة هي هاليم جولسو، وهي معلمة تبلغ من العمر 34 عاماً اعتقلت في فبراير/شباط بتهمة مساعدة حركة كولن، التي توفيت في السجن الأسبوع الماضي، حيث لم يُسمح لها بتناول أدويتها.
وأوضح مدير برنامج الحوار بين الثقافات، أن أردوغان ووزراءه أعلنوا بفخر أن 83 شخصاً ينتسبون إلى حركة كولن قد اختطفوا من الخارج واقتيدوا إلى تركيا، وكان آخر اختطاف 6 من الرعايا الأتراك من كوسوفو، وقد أدان الاتحاد الأوروبي ذلك بشدة.
وبحسب جوفلي فإن أردوغان لم يقدم أي دليل مقنع إلى الاتحاد الأوروبي عن الاتهامات الموجهة ضد كولن، مضيفًا: "لم يقتنع بعد عضوًا واحدًا، ولهذا السبب قاومت دول الاتحاد الأوروبي مبادرات الحكومة التركية التي لا حصر لها لإعلان حركة كولن منظمة إرهابية".
وعلى الرغم من التسمية "الإرهابية" لأردوغان، فإن الغرب ينظر إلى الأعمال والأدلة الملموسة، وليس مجرد الكلمات، حيث لم تشارك حركة كولن في حادثة عنف واحدة خلال تاريخ الحركة الذي دام 50 عامًا، وفي الواقع، أدان كولن الانقلاب على الفور ودعا مرارًا وتكرارًا إلى تكشيل لجنة دولية للتحقيق في الأمر.
كما كتب كولن لصحيفة نيويورك تايمز "إذا كان شخص من المتعاطفين مع جماعتي متورطا في محاولة الانقلاب، فإنه يخون مفهومي".
وأشار التقرير إلى أن السفير التركي لدى الاتحاد الأوروبي، تعمد تضليل الحقائق التي قُدمت في تقرير للمفوضية الأوروبية قدمته تركيا في 17 أبريل/ نيسان، وأنه يعطي للقراء الانطباع بأن الاتحاد الأوروبي أشار إلى حركة كولن بأنها "منظمة فتح الله الإرهابية"، وجاء هذا الادعاء من قبل وسائل الإعلام الموالية للحكومة قبل عدة أيام من نشر التقرير، ونفت اللجنة بشكل قاطع عندما أصبح التقرير رسميًا هذا الادعاء بشكل عام.
وأوضحت الشبكة البلجيكية في تقريرها أن "خيبة الأمل" أصابت الحكومة التركية وان الاتحاد الأوروبي رفض تمسة حركة كولن كإرهابية رغم كل العمل الشاق الذي قام به الدبلوماسي التركي البارز في بروكسل.
وأشارت الشبكة إلى أن تقرير المفوضية الأوروبية حول تركيا كشف أن تركيا في ظل أردوغان حققت قفزات كبيرة إلى الوراء، بعيدًا عن الاتحاد الأوروبي ومعاييره، مقارنه بالتقارير السابقة، وأن الكثيرون وصفوا التقرير المرحلي لهذا العام بـ"تقرير الانحدار"، حيث أنه أبرز بحق الارتداد الخطير لتركيا في معظم قضايا الديمقراطية.
وبحسب تقرير الشبكة البلجيكية فإن تقرير المفوضية الأوروبية يبرز بجرأة "التراجع الخطير عن سيادة القانون والحريات الأساسية وحرية التعبير"، كما طالب برفع حالة الطوارئ بشكل فوري ودون تأخير.
وعلاوة على ذلك، نص التقرير على أنه "في ظل الظروف الحالية السائدة، لا يمكن أن يتم النظر في في طلب تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
ويقبع في سجون نظام أردوغان نحو 50 ألف شخص على ذمة المحاكمة لدورهم في الانقلاب الفاشل، كما أوقفت السلطات عن العمل نحو 150 ألفًا من الموظفين الحكوميين بينهم مدرسون وقضاة وجنود بموجب أحكام الطوارئ التي فرضتها تركيا بعد محاولة الانقلاب.