أرقام مرعبة.. أول تقييم بيئي لحرائق اليونان
لقد فشل النظام الوطني لمكافحة حرائق الغابات، ويلزم إجراء تغييرات كبيرة وتحسينات جذرية، من شأنها حماية غاباتنا، بل وحماية حياتنا.
نداء جديد أطلقه الصندوق العالمي للطبيعة في اليونان (WWF)، في ظل حرائق الغابات المشتعلة في أنحاء متفرقة من الدولة الأوروبية الواقعة في شمال شرق البحر المتوسط، بهدف وضع نظام حماية أكثر فاعلية للغابات الغنية بالكثير من النظم البيئية في اليونان، بالإضافة إلى حماية البشر، الذين يفقدون أرواحهم ومصدر أرزاقهم.
وأعلن الصندوق العالمي للطبيعة، في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء 6 سبتمبر/ أيلول 2023، عن التقييم البيئي الأول للتأثيرات الناجمة عن حرائق الغابات، التي أسفرت، حتى الآن، عن التهام أكثر من 1.6 مليون هكتار، حوالي 4 ملايين فدان، و23 منطقة محمية، و3 حدائق وطنية، إضافة إلى إحدى الغابات الوطنية.
ومن ضمن مساحات الغابات التي تضررت نتيجة الحرائق المشتعلة في اليونان، حوالي 935 ألف فدان في منطقة "إيفروس"، التي اشتعلت فيها النيران لما يقرب من 16 يوماً متواصلة، مما يجعل هذا الحريق واحداً من أسوأ حرائق الغابات، ليس من الناحية البيئية فقط، بل والأكبر من حيث المساحة على الإطلاق في جميع أنحاء القارة الأوروبية.
وأشار البيان الصحفي الصادر عن الصندوق العالمي للطبيعة، والذي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إلى أنه "استناداً إلى هذه البيانات الأولية، فإن ذلك يقودنا إلى نتيجة بديهية، مفادها أنه لعام آخر، فقد فشل النظام الوطني لمكافحة حرائق الغابات، مما يستلزم اتخاذ إجراءات فورية لإحداث تغييرات كبيرة وتحسينات جذرية، بهدف حماية الغابات، وكذلك حماية أرواح البشر".
وتابع البيان أنه "بالإضافة إلى آلاف الأنواع الحيوانية التي فقدت بسبب الحرائق، والأشخاص الذين لقوا مصرعهم، والممتلكات التي التهمتها النيران ولم يمكن حصرها، فإن الحصيلة الأولية، حتى الآن، تبقى مفجعة أيضاً بالنسبة للبيئة الطبيعية".
ويظهر التقييم البيئي الأول، الذي أجراه الصندوق العالمي للطبيعة، أن كثيرا من المناطق المحمية تأثرت بحرائق هذا العام، وعلى وجه الخصوص، تضررت مساحات تُقدر بما يزيد على 700 ألف هكتار، حتى الآن، في 23 منطقة محمية، بدون احتساب المناطق الجديدة المتضررة بعد 3 سبتمبر، حيث كان آخر تسجيل جغرافي مكاني لحريق "إيفروس".
وتشمل هذه المناطق 18 منطقة ضمن محمية "نيتشرا 2000"، و5 موائل للحياة البرية، كما تأثرت 3 حدائق وطنية رئيسية، وهي "دادياس ليفكيميس سوفليو، ودلتا إيفروس، وهيلموس فوريكوس"، بالإضافة إلى حديقة "بارنثيا" الوطنية.
كما يشير التقييم البيئي الأول لحرائق الغابات في اليونان إلى تسجيل ما يزيد على 200 ألف هكتار من الأراضي داخل المناطق المحمية، تعرضت لما وصفها البيان بـ"حرق مزدوج"، أي أنها تأثرت بالحرائق المتتالية على مدار الـ20 عاماً الماضية.
ويلفت التقرير الانتباه إلى أهمية ما تم رصده بشأن مناطق "الحرق المزدوج"، حيث أن فرص التجدد الطبيعي لبعض النظم البيئية المتضررة تتضاءل نتيجة الحرائق المتكررة، مما يتطلب المزيد من المراقبة على مدار السنوات المقبلة، وقد يستلزم الأمر التدخل البشري، كإعادة التشجير على سبيل المثال، لاستعادة النظم البيئية المتضررة في هذه المناطق مرة أخرى.
وبحسب الصندوق العالمي للطبيعة فإنه على الرغم من استمرار موسم حرائق الغابات في اليونان، فإنه يمكن القول بكل ثقة إن هذا الصيف هو ثاني أسوأ موسم في التاريخ الحديث، بعد صيف 2007، عندما التهمت حرائق الغابات أكثر من 2.7 مليون فدان.
ورصد التقييم البيئي الأول لحرائق الغابات في اليونان عدداً من المتغيرات التي أمكن تسجيلها هذا الصيف، مقارنةً بمواسم الصيف الأخرى في عامي 2007 و2012، ومنها:
- الحرائق التي اندلعت في مناطق واسعة من الغابات في اليونان، منذ يوليو 2023 وحتى اليوم، لها انتشار جغرافي أكبر.
- لأول مرة، أثرت الحرائق على النظم البيئية للغابات البدائية الضخمة في شمال البلاد، والتي يمثل الكثير منها صعوبات في استعادتها الطبيعية.
- لأول مرة، تأثر العديد من المناطق المحمية بحرائق الغابات، وتتمتع بعض تلك المناطق بأهمية دولية، حيث تحتوي على موائل مهمة جداً للحيوانات والأنظمة البيئية للغابات، والتي إما لا تمتلك آليات طبيعية للتجديد، مثل الصنوبر الأسود في إيفروس، أو أنها استنفدتها بعد الحرائق المتكررة، مثل رودس وبارنيثا وإيفروس، كورفو، إيجياليا.
ويعتبر الصندوق العالمي للطبيعة، وفق ما جاء في البيان، أنه "من الواضح أننا لم نتعلم تحويل التركيز والاستثمار المرتبط به إلى الوقاية"، داعياً إلى ضرورة التخطيط في الوقت المناسب وبشكل شامل ومسؤول اجتماعيًا للوقاية من الحرائق
تعزيز القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ والوضع البيئي للغابات الأكثر عرضة للخطر.
كما يقترخ إنشاء هيئة متخصصة لمكافحة حرائق الغابات، مع تعزيز المشاركة الاجتماعية وتفعيل المجتمع على المستوى المحلي، مع الأخذ في الاعتبار أيضاً التداعيات الناجمة عن أزمة المناخ على النظم البيئية، وتزايد الظواهر المتطرفة، ومنها حرائق الغابات،
- حريق منطقة "إيفروس" في اليونان.. 13 يوما من الجحيم وتحذير للسكان
- حرائق جزيرة رودس في اليونان.. "لؤلؤة المتوسط" تختنق (فيديو)
ويلفت البيان إلى أنه تم إرسال حزمة مقترحات بهذا الصدد إلى رئيس الوزراء اليوناني، في وقت سابق من الأسبوع الماضي.
وتتضمن هذه المقترحات:
- تحويل التركيز والاستثمار المرتبط به إلى الوقاية.
- التخطيط في الوقت المناسب وبشكل شامل ومسؤول اجتماعيًا للوقاية من الحرائق.
- تعزيز القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ والوضع البيئي للغابات الأكثر عرضة للخطر.
- إنشاء هيئة متخصصة لمكافحة حرائق الغابات.
- تعزيز المشاركة الاجتماعية وزيادة قدرة المجتمع على المستوى المحلي.
aXA6IDE4LjIxNi43MC4yMDUg جزيرة ام اند امز