اليونان تسبق أردوغان بخطوة فاصلة في صراع غاز المتوسط
الشركة تبدأ بتركيب 3 روافع تربط 3 آبار بمشروع كاريش وتانين البحري، بالمرفق العائم لإنتاج وتخزين الغاز، بما يمثل خطوة رئيسية بالمشروع
في خطوة يونانية جديدة لكبح أطماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لاستغلال ثروات البحر المتوسط لصالحه، أعلنت شركة إنرجيان اليونانية للطاقة، التي تركز أعمالها على إنتاج النفط والغاز في البحر المتوسط، عن انتهاء 80% من أعمال تركيب الأنابيب وتوصيل الأنظمة الغمرية في مشروع كاريش وتانين بالبحر المتوسط.
وأوضحت الشركة في بيان اليوم الخميس، أنه تم البدء في تركيب 3 روافع، والتي ستربط 3 آبار بمشروع كاريش وتانين البحري، بالمرفق العائم لإنتاج وتخزين الغاز، ما يمثل خطوة رئيسية في المشروع.
ويسعى الرئيس التركي إلى التواجد في البحر المتوسط من خلال اتفاقات مشبوهة مع رئيس حكومة الوفاق في طرابلس الليبية فائز السراج تم تدشينها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، لإنشاء منطقة اقتصادية خالصة تمتد من ساحل تركيا الجنوبي على المتوسط إلى الساحل الشمالي الشرقي الليبي، رغم أن جزيرة كريت اليونانية تقع بين الساحلين التركي والليبي، كما تعتبر الاتفاقية منافية لقانون البحار الدولي.
وأضافت الشركة أنه سيتم بدء تنفيذ خط الأنابيب الخاص بربط المشروع في الربع الرابع من 2020، و من المتوقع اكتماله في الربع الأول من 2021 .
وأكملت شركة تكنيب أف أم سي (Technip FMC) شريك إنرجيان اليونانية، تركيب خطوط الغاز في الوقت المحدد وتوصيل المنشآت الرئيسية لأنظمة الإنتاج تحت سطح البحر في المياه العميقة.
وانتهت سفينة وضع الأنابيب Solitaire تركيب خط غاز بقطر 24 بوصة و 30 بوصة بطول 90 كم وعلي عمق 1700 متر.
ومن المتوقع أن يكتمل خط الأنابيب بالكامل بما في ذلك هيكل مفتاح الربط (TIM-Water Depth 72m) في الربع الرابع من 2020 طبقا للجدول الزمني .
وتم مد خط الأنابيب بمعدل متوسط 4578 مترًا في اليوم (باستثناء سحب الشاطئ) مما يمثل أداءً رفيعا من تكنيب أف أم سي.
وفي الوقت ذاته أكملت سفينة دعم الإنشاءات Normand Cutter أسس وهياكل الصمامات العازلة والمتشعبة. (تركيب أساسات وهياكل مشعب الإنتاج وصمامات العزل تحت سطح البحر).
وقد شارك أكثر من 400 فرد في هذه العمليات البحرية و سجلت صفر إصابات العمل. أعمال تركيب الأنابيب و توصيل الأنظمة الغمرية بمشروع تطوير كاريش اكتملت بنسبة 80%.
و قال فنسنت ريبول سالزي مدير المشروع: "نحن راضون جدًا عن أداء التركيبات على نطاق سطح البحر حتى الآن. بيئة شرق المتوسط في الربيع أثبتت أنها مواتية، حيث أن معدل تركيب الأنابيب كان لافتا للنظر".
- محاولات تركية فاشلة
وتعود التدخلات التركية والتي تصاعدت حدتها في 2019 و2020، إلى فشل منصات وسفن التنقيب المحلية، عن إيجاد أية مصادر تجارية للغاز أو النفط في المياه الإقليمية التركية، في وقت تزداد فيه حاجة البلاد للطاقة.
وبدأت تركيا منذ 2019، عمليات تحريك لسفن التنقيب عن مصادر الطاقة التقليدية في كل من البحر المتوسط من جهة، وفي المياه الإقليمية بالبحر الأسود من جهة أخرى.
وزحفت تركيا في بداية الأمر للسيطرة على المياه الإقليمية لقبرص، والذي لاقى طمعها هناك، رفضا من جانب بلدان الاتحاد الأوروبي، وما زال التدخل التركي قائما حتى اليوم.
ولمعرفة سبب أطماع تركيا في دول المتوسط، فإن فاتورة الطاقة تشكل سببا رئيسا أمام هذه التدخلات والأطماع، وفق بيانات هيئة الإحصاء التركية.
وبحسب الهيئة، بلغت فاتورة الطاقة السنوية لتركيا قرابة 40 مليار دولار أمريكي، وهو مبلغ يمثل أحد قنوات خروج النقد الأجنبي من الأسواق المحلية إلى الخارج، في وقت تواجه في البلاد أزمة نقد أجنبي.
وشكل تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط خلال وقت سابق من 2019 ومقره مصر، ضربة قوية لأطماع تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، الذي يحاول منذ 3 سنوات بناء تحالفات مع عدة دول مطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط.
وحتى اليوم لم تجد أطماع أردوغان في غاز المتوسط أية نتائج لصالحه، مع تأسيس مصر للمنتدى الذي دفع نحو توحيد مصالح الدول المطلة على البحر المتوسط، وفتح الباب أمام أية عضوية جديدة من الدول الساحلية، والتي تملك ثروات غاز ونفط.
ويتحرك أعضاء منتدى شرق المتوسط، تحركات حثيثة تقطع بها الطريق أمام أطماع أردوغان الرامية للاستيلاء على ثروات المنطقة.
aXA6IDE4LjE4OC4xNTQuMjM4IA== جزيرة ام اند امز