شراء ترامب لجزيرة جرينلاند ليس خيالا.. ومحاولات أمريكية سابقة
كانت هناك أيضا محاولات سابقة أكثر نجاحا يعود تاريخها لعام 1917، عندما استحوذت الولايات المتحدة على جزر الهند الغربية الدنماركية.
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الجمعة، تقريرا أكدت فيه أن الرئيس دونالد ترامب "عبّر عن اهتمامه" بشراء جزيرة "جرينلاند" الجليدية الشاسعة من الدنمارك.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي طلب من مساعديه استكشاف إمكانية هذا الأمر، والتمس رأي مستشار البيت الأبيض، لكن استفساراته جاءت "بدرجات متفاوتة من الجدية".
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه رغم السخرية التي أثارتها فكرة شراء واشنطن للجزيرة، فإنها ليست بأكملها ضربا من الخيال؛ إذ كان لها سابقة؛ ففي عام 1946 حاول الرئيس الأمريكي هاري ترومان شراء الجزيرة من الدنمارك مقابل 100 مليون دولار، لكن الطلب قوبل بالرفض.
وكانت هناك أيضا محاولات سابقة أكثر نجاحا يعود تاريخها لعام 1917، عندما استحوذت الولايات المتحدة على جزر الهند الغربية الدنماركية، التي أصبح اسمها لاحقا جزر العذراء الأمريكية.
وتمتلك الولايات المتحدة بالفعل قاعدة جوية كبيرة في جرينلاند بالشمال الغربي للجزيرة، يوجد بها 600 جندي، وهي مهمة بنظام الرادار العالمي للبلاد.
ورغم أن الرئيس الأمريكي سيتوجه في أول زيارة رسمية إلى الدنمارك الشهر المقبل، لا يعتقد أن تكون جزيرة جرينلاند على أجندة النقاش.
وأشارت صحيفة "وول ستريت" إلى أن الرئيس الأمريكي أثار الأمر خلال مأدبة عشاء العام الماضي، تحدث فيها عن سماعه بشأن أن الدنمارك ترى دعمها المالي للأراضي ذات الحكم الذاتي عبئا.
وبعد تلويح ترامب، خلال المأدبة بفكرة شراء الجزيرة، سأل الضيوف الآخرين عن رأيهم، لكن ما تعتقده الدنمارك حيال الأمر ليس واضحا تماما.
وطلبت "الجارديان" من السفارة الدنماركية في واشنطن التعليق على الأمر، غير أنها لم تتلق ردا فوريا.
وفي السياق ذاته، أعدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية تقريرا تطرقت فيه لعدة محاور قد تكون هي السبب وراء رغبة ترامب في شراء الجزيرة التي يغطي الجليد 80% منها ويعيش فيها أقل من 60 ألف نسمة.
كما أن هنالك بضعة أسباب واضحة لتلك الرغبة؛ أولها الاعتقاد السائد بأن "جرينلاند" غنية بالموارد الطبيعية، من بينها: خام الحديد والزنك والذهب، فيما لم تستغل مساحة كبيرة من الجزيرة بسبب حقيقة أن 80% من البلد مغطاة بجليد.
لكن نظرًا للاحترار العالمي، يذوب هذا الغطاء بسرعة، حتى أن علماء ناسا لاحظوا هذا الصيف 2 من كبرى حالات ذوبان الجليد في تاريخ "جرينلاند".
أما الثاني فهو أسباب جيوسياسية؛ إذ تمتلك الولايات المتحدة بالفعل موطئ قدم هناك يتمثل في قاعدة ثول الجوية، التي تقع على بُعد 750 ميلا من شمال الدائرة القطبية الشمالية.
وتتضمن محطة رادار هي جزء من نظام الإنذار المبكر للصواريخ الباليستية الأمريكية. ويأتي السبب الثالث متمثلا في اهتمام ترامب بميراثه في منصبه؛ فشراء الجزيرة سيشكل نقطة رئيسية في سيرته الرئاسية.