الإمارات تعرضت خلال السنوات الماضية لحملات عدائية ممنهجة من قبل دول محور الشر تركيا وإيران وقطر بالإضافة إلى تنظيم الإخوان.
تعرضت دولة الإمارات خلال السنوات الماضية لحملات عدائية ممنهجة من قبل دول محور الشر تركيا وإيران وقطر، بالإضافة إلى تنظيم الإخوان الذي يلعب بالتناقضات ويرفض فكرة التعايش السلمي ضمن محيطه العام، يسعى نحو خلق فوضى سياسية في منطقة مليئة بتحولات أيديولوجية ومذهبية وقومية، فلجأ إلى استخدام أدوات تقليدية وغير تقليدية بشكل مريب، كوسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني وجماعات متطرفة إرهابية وعمليات استخبارية.
في المشهد اليمني، هذه الأدوات تم توظيفها لتهييج الأوضاع الداخلية وخلق حالة من التهاون والتراخي في التعامل مع الجماعات الإرهابية ومليشيا الحوثي الإيرانية، وبالتالي تسمح الفرصة لإعادة تنظيم الخطوط العسكرية والسيطرة من جديد على المناطق التي تم تحريرها وتظل بذلك نفوذ قوى الشر حاضرة بدون أي تراجع عسكري واقتصادي.
خطورة المعركة اليوم في اليمن لا تنحصر بمليشيا الحوثي الإيرانية أو قوى ظاهرة عسكريا، بل تمتد المعركة إلى قوى غير ظاهرة كإخوان اليمن بِتُقْية سياسية، وما قامت به الإمارات إلا أنها أزاحت الغطاء اليمني وتحدثت بكل شفافية ما أزعج الإصلاح وحاول مدعوما من قطر شرخ العلاقة السعودية الإماراتية
الحراك الجنوبي غيّر موازين القوى تلقائيا وأربك الإصلاح ومحور الشر بشكل اضطراري، باحثاً عن دور جديد في ظل هذا الفراغ الاستراتيجي أو الارتباك، الحراك نحو الانفصال كلمة تزعج الشمال لكنها حاضرة في وجدان أبناء الجنوب الذين تغنوا بالوحدة في 90، ونظموا أروع القصائد بل اندفعوا بارتجال نحو حلم الدولة الوطنية جامِعةً عدن وصنعاء وتياراتها السياسية وأطيافها ومذاهبها تحت سقف الجمهورية اليمنية، واليوم لا يمكن الحديث عن الحراك من دون التطرق إلى جذور المشكلة والطريقة التي تمت فيها الوحدة والإقصاء الحزبي أو تفرد المؤتمر الشعبي والإصلاح بحكم اليمن وما نتج عن ذلك من حرب 94، والحراك السلمي في 2007، وهو شأن داخلي متأصل باليمن الجنوبي وسابق على وجود الإمارات وقوى التحالف، والإعلان المشترك للسعودية والإمارات يدعو بشكل واضح إلى التوقف بشكل كامل عن القيام بأي تحركات أو نشاطات عسكرية، ووقف التصعيد الإعلامي الذي يُذكي الفتنة ويؤجج الخلاف بين الشرعية والحراك، وهو إعلان يعكس رؤية سياسية مشتركة للرياض وأبوظبي بل يؤكد أن التحالف بأركانه أصبح أكثر تحالفاً من أي وقت مضى.
دول محور الشر تسعى بكل أدواتها لخلق صورة لشعب "يمني غاضب" من الإمارات لنزع الشرعية الشعبية في إطار تحالف دعم الشرعية، ومن ثم ضرب تماسك هذا التحالف وتفكيكه مع بروز أصوات إخوانية من خلال حزب الإصلاح، وبعد ذلك خَلْق صورة قلق وتشكيك في شرعية عبدربه منصور هادي، وبلا شك سيتبع ذلك نوع من أنواع الاستقطاب الداخلي أو التجنيد لصالح الإصلاح ومليشيا الحوثي والقاعدة وداعش نحو تكرار سيناريو أفغانستان في جنوب الجزيرة العربية.
واليوم نشهد مظاهرات "وهمية" في تركيا وبعض العواصم الأوروبية وبعض المناطق الخاضعة للإصلاح في اليمن مدعومة مالياً من قطر تسعى لتشويه قوى التحالف وجهودها في دحر قوى الإرهاب، بل هناك دعم لهجرة عناصر يمينية وتشكيل مقاومة "زائفة" سياسية يكون مركزها إسطنبول، ونجد أيضا محاولات لتشويه صورة الإمارات لدى الفاعلين الدوليين وعواصم صنع القرار السياسي وعمل ضغوط استفزازية هدفها خلق حالة التباس بين أعمدة التحالف.
الأخطر من ذلك أن التأثير السلبي على قوى التحالف باليمن سينتقل بل شك وبقوة الدفع الذاتي إلى مناطق أخرى تشهد حالة من عدم الاستقرار كالصومال وليبيا والسودان وسوريا وغيرها، وتجر أيضا بذلك دول خرجت من دوامة الربيع العربي لتعود إلى صراع تيارات وتنظيمات خارجة عن القانون بتأثير من دول محور الشر، لذلك لا ينبغي بأي حال في إطار معركة كهذه أن يتم التساهل مع حالة التناغم بين الخطاب الإعلامي لقطر وتركيا وإيران والإخوان أو الاستجابة إلى أهدافها ككسر الثقة بقوى التحالف أو إثارة الشك، فوجود السعودية والإمارات كقوة إقليمية بإطار مشترك يزعج الكثير.
خطورة المعركة اليوم في اليمن لا تنحصر بمليشيا الحوثي الإيرانية أو قوى ظاهرة عسكريا، بل تمتد المعركة إلى قوى غير ظاهرة كإخوان اليمن بِتُقْية سياسية، وما قامت به الإمارات إلا أنها أزاحت الغطاء اليمني وتحدثت بكل شفافية ما أزعج الإصلاح وحاول مدعوما من قطر شرخ العلاقة السعودية الإماراتية، إلا أن العقيدة المشتركة التي تربط البلدين هي أبعد بكثير من أن تتأثر بنباح من فقد الحكمة وأضحى بجهله عدواً لنفسه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة