غولن: أردوغان استغلنا "كبش فداء" لتعزيز قبضته على السلطة
فتح الله غولن يؤكد أن أردوغان كان بحاجة لكبش فداء كي يتمكن من وضع كل قوى الدولة في قبضته، فاختار حركة الخدمة لتحقيق هذا.
قال رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان بحاجة لكبش فداء كي يتمكن من وضع كل قوى الدولة في قبضته، فاختار حركة الخدمة (تتبع غولن) لتحقيق هذا الهدف.
وأكد غولن، في لقاء صحفي مكتوب مع وكالة أنباء رجنوم الروسية، أن "قادة حزب العدالة والتنمية كانوا يتبارون في السابق لنيل رضا حركة الخدمة –التابعة له- حتى نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2013، لكن بحلول عام 2014، تغير الأمر كليا وبدأوا يسعون لتشويه سمعتها من خلال استخدام لغة الكراهية وتدميرها باستغلال أجهزة الدولة".
وحول المطالب التركية بتسلمه من واشنطن، قال: "لا أتخوف من مسألة طلب التسليم إلى تركيا، أنا أعيش آخر أيام حياتي، سأموت هنا أو في تركيا أو في مكان آخر، أنا هنا منذ 20 عاما، ولا أفكر في الانتقال إلى مكان آخر".
ونفى غولن أي علاقة لحركة الخدمة باغتيال السفير الروسي لدى تركيا وإسقاط المقاتلة الروسية، مؤكدا أن "هذه افتراءات دنيئة من حكومة أردوغان لا تستحق الإجابة عليها، مِنَ المضحك محاولة حكومة أردوغان تحميل حركة الخدمة المسؤولية، يحاولون تحميل الآخرين المسؤولية عوضا عن دراسة نقاط الضعف في أجهزتهم الأمنية وتحمل المسؤولية فيما حدث".
وفي تعليق منه على سياسة حكومة العدالة والتنمية بشأن سوريا، أوضح غولن أنه قدم نصائح لمسؤولي حزب العدالة والتنمية قبل اندلاع الصراع في سوريا بالسماح للأسد بالبقاء في السلطة لفترة أو فترتين تفاديا للفوضى وحفاظا على مؤسسات الدولة، ومساندته سياسيا واقتصاديا حتى يحقق تحديث سوريا بكل أجهزتها، لكن للأسف الشديد لم يلتفت أردوغان والمسؤولون الآخرون في تلك الفترة إلى هذه المقترحات".
وأشار إلى أن "روسيا لعبت دورا إيجابيّا في بعض الأمور، لكن يجب على كل من أمريكا وروسيا أن تتوصلا إلى اتفاق للانتقال إلى سوريا التي تشترك في إدارتها كل القوى الداخلية الشرعية وتحتضن جميع طوائف شعوبها دون التسبب في سقوط مزيد من الضحايا".
يذكر أن أردوغان أعلن حركة الخدمة تنظيما إرهابيّا في عام 2013، واستطاع أن يعيد تشكيل أجهزة الأمن والقضاء بحجة مكافحة هذه الحركة، حتى محاولة الانقلاب العسكري في 2016، حيث اتهم أردوغان حركة الخدمة أيضا بالوقوف وراءها، وشرع في إعادة ترتيب الجيش أيضا بالحجة ذاتها.
لكن غولن رفض كل هذه الاتهامات جملة وتفصيلا، وتحدى أردوغان داعيا إياه إلى إطلاق تحقيق دولي في مزاعمه الخاصة بالانقلابين المزعومين، معلنا استعداده للإعدام حال إثبات أي من التهم الموجهة إليه، إلا أن أردوغان لم يستجب لهذه الدعوة حتى اللحظة.
وأثبتت الأدلة والوثائق التي تكشفت منذ اليوم الأول من الانقلاب حتى اليوم أن أردوغان دبر مع حلفائه هذه المحاولة من أجل الاستفادة من نتائجها وتحقيق مشاريعها في الداخل والمنطقة، وآخر هذه الوثائق هي مذكرة الاتهام الخاصة التي أعدت قبل أن تقع أحداث الانقلاب المزعوم.