خليجي 26.. ريادة كويتية في بطولة «لمّ الشمل»
يترقب عشاق كرة القدم انطلاقة النسخة الجديدة من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم في نسختها الـ26، والتي أبصرت النور للمرة الأولى في البحرين عام 1970، وارتفعت فيها وتيرة المنافسة على مدار السنوات الماضية.
وخلال عشاء عام 1968 في الرياض، طرح الأمير خالد الفيصل مدير عام رعاية الشباب السعودية، على الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني المهتم باستضافة مباريات ودية للأندية والمنتخبات، فكرة عفوية بلمّ شمل منتخبات المنطقة في بطولة واحدة.
ونالت الفكرة ترحيبا من المسؤولين السياسيين، فاحتضنت البحرين النسخة الأولى في 1970، بعدما عُرضت الفكرة على رئيس الاتحاد الدولي "فيفا" وقتها، الإنجليزي ستانلي راوس في أولمبياد مكسيكو 1968.
واشتهرت بطولة الخليج في بداياتها، بوجود الثلاثي الإداري الشهير الأمير فيصل بن فهد رئيس الاتحاد السعودي والشيخ فهد الأحمد رئيس الاتحاد الكويتي، والشيخ عيسى بن راشد رئيس الاتحاد البحريني، حيث ساهموا في نهضتها من خلال تصريحاتهم القوية.
النسخة الأولى
شاركت 4 دول في النسخة الافتتاحية، هي البحرين والسعودية والكويت وقطر بموجب إذن خاص من الفيفا لعدم انضوائها تحت لوائه وقتها.
وتوّج منتخب الكويت بلقب أول نسخة بـ3 انتصارات عن جدارة، بعد ظهوره بمستوى عالٍ، ممهدة الطريق لسجل قياسي يتضمن 10 ألقاب من أصل 25 نسخة.
وعلى هامش الدورة الأولى، تقرّر إقامتها كل سنتين بدلا من تنظيمها سنويا، واحتفاظ المتوج 3 مرات بالكأس إلى الأبد، كما هي الحال في كأس جول ريميه القديمة للمونديال.
تبادلت المنتخبات المؤسّسة الاستضافة، شاركت الإمارات أوّل مرّة في 1972، سلطنة عُمان في 1974 والعراق في 1976، لكن الثابت الوحيد بقي منتخب الكويت المتوج 4 مرات توالياً بين 1970 و1976، وقدّم الأسطورة جاسم يعقوب واحتفظ بالكأس إلى الأبد.
مبارزة "كويتية عراقية"
وأقيمت النسخة الخامسة، في العراق عام 1979، وتُوج أصحاب الضيافة باللقب، مع هدافه حسين سعيد، عن جدارة أمام الكويت التي منيت بخسارتها الأولى، فيما برز السعودي ماجد عبدالله.
وتبادل منتخبا العراق والكويت الألقاب حتى النسخة الـ11 في قطر عام 1992 على استاد خليفة الدولي، حيث توّج العنابي مرة أولى، في ظل غياب العراق الممنوع من المشاركة بسبب حرب الخليج الثانية.
فورة سعودية
دخلت السعودية على خط الألقاب فتوّجت 3 مرات بين 1994 و2004، فيما راح لقبان للبطل الاعتيادي الكويت في 1996 و1998 بفعل تألق جاسم الهويدي وبدر حجي.
وفي 2003، شارك اليمن للمرة الأولى، بقرار من قادة دول مجلس التعاون الخليجي، لكن نصيبه كان المركز الأخير بنقطة واحدة من 6 مباريات.
اللقب الثاني لقطر أحرزته أيضاً على أرضها في 2004، عندما عاد العراق للمشاركة، فيما انتظرت الإمارات حتى 2007 لتظفر بلقبها الأول في أبوظبي بهدف نجمها اسماعيل مطر في النهائي ضد عُمان.
وللمرة الثالثة تواليا توّجت الدولة المضيفة، عندما أحرزت عُمان اللقب الأول في 2009 على حساب السعودية، معوضة خيبة الخسارة مرتين في النهائي.
اتجهت البطولة إلى اليمن للمرة الأولى نهاية 2010، رغم شكوك حول إقامتها بسبب الأوضاع الأمنية، وهناك عزّزت الكويت مع فهد العنزي وبدر المطوّع رقمها القياسي محرزة لقبها العاشر.
الأبطال الجدد
أظهر منتخب الإمارات بقيادة المدرب مهدي علي تطوّره، فزحفت جماهيره جوا وبحرا لدعم زملاء عمر عبدالرحمن في رحلة التتويج بلقب 2013 في البحرين.
ورفعت قطر ألقابها إلى 3 على حساب المضيفة السعودية نهاية 2014 بحضور جماهيري كبير في الرياض، فتوجت للمرة الأولى خارج أرضها.
وأحرزت عُمان لقبها الثاني مطلع 2018 في الكويت، وبركلات الترجيح أيضاً، عندما تألق حارسها فايز الرشيدي في النهائي ضد الإمارات.
وتُوج المنتخب البحريني بلقبه الأول في 2019 على حساب السعودية بفوز صعب ودرامي بهدف دون رد في قطر.
وعلى أرضه، توج العراق مطلع 2023 بلقبه الرابع والأول منذ 1988 بفوز دراماتيكي قاتل على عمان 3-2 في البصرة، بهدف مناف يونس في الدقيقة 120+2 أمام أكثر من 65 ألف متفرج.
عكرت مشكلات تنظيمية الحدث، وقبل ساعات من بدء النهائي، أدّى حادث تدافع إلى مقتل شخص وإصابة العشرات، بعدما تجمّع آلاف المشجعين الذين لا يحملون بطاقات في محاولة منهم للدخول إلى الملعب.