تحذير للرياضيين.. خطأ في الجيم قد يؤدي إلى نزيف دماغي قاتل

في واقعة صادمة، تعرضت مدربة لياقة بدنية شديدة النشاط تبلغ من العمر 40 عاما لنزيف مفاجئ في الدماغ.
وتبين لاحقًا أن المدربة لينزي تود تعاني من تمزق في الغشاء الواقي للعمود الفقري، سببه سنوات من التمارين المكثفة.
ولينزي، أم لطفلة واحدة، وكانت تشرف على معسكر تدريبي رياضي في الهواء الطلق عندما بدأت تشعر بطنين في أذنيها وصداع نابض. ظنت في البداية أنها "مرهقة فقط"، غير مدركة أنها على وشك مواجهة حالة طبية طارئة قد تودي بحياتها.
تجاهلت الأعراض.. وكادت تدفع الثمن
رغم استمرار الصداع المؤلم لأيام وبقائها طريحة الفراش، تأخرت تود في زيارة قسم الطوارئ، حيث تم تشخيص حالتها مبدئيا بأنها التهاب في الأذن الداخلية (لابيرنثايتس)، ونُصحت فقط بزيادة شرب الماء والكافيين.
لكن نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي كانت صادمة، وهي نزيف دماغي حاد ووجود جلطة دموية بحجم 17 ملم، وتلقّت اتصالًا عاجلًا من طبيب أعصاب حثّها على الذهاب للمستشفى فورًا، مؤكدا أن حياتها في خطر.
التمرين المفرط هو السبب المحتمل
أظهرت الفحوصات أن النزيف الدماغي نتج عن تسرب في السائل النخاعي من العمود الفقري ، وهي حالة نادرة قد تحدث لدى الأشخاص النشطين بدنيا بسبب تمزق في "الدورا"، وهي الطبقة الخارجية التي تحمي الدماغ والحبل الشوكي.
ويعتقد الأطباء أن سنوات من التمارين المكثفة قد تسببت في ذلك التمزق، ما أدى إلى انخفاض الضغط في السائل النخاعي، وبالتالي تمزق الأوردة ونشوء النزيف والجلطة.
تقول تود: "كنت أمشي وأنا أتنقل بهذا النزيف في رأسي، وكان يمكن أن يقتلني في أي لحظة... لم يكن لدي أي إصابة في الرأس، لذا لم يفهم الأطباء كيف أصبت بذلك".
3 أسابيع في المستشفى
خضعت لينزي لعلاج مكثف استمر ثلاثة أسابيع، وهي الآن بانتظار الخضوع لإجراء يُعرف بـ"رقعة الدم فوق الجافية" (Epidural Blood Patch) لإيقاف تسرب السائل من العمود الفقري.
وبعد هذه التجربة القاسية، غيّرت مهنتها وتوجهت للعمل في قطاع الصحة النفسية. وتحثّ الآن الآخرين على الاستماع لأجسادهم وعدم تجاهل الأعراض الغريبة، حتى لو بدت بسيطة.
وتقول "اضطررت للضغط على الأطباء في كل خطوة... لو لم أفعل، لما كنت هنا اليوم. ثقوا في حدسكم ولا تستهينوا بالصداع أو الإرهاق المفاجئ".
تحذيرات طبية سابقة
تشير دراسات سابقة إلى أن الإفراط في التمارين الرياضية الشاقة قد يؤدي في حالات نادرة إلى نزيف في الدماغ أو حتى سكتات دماغية. وفي عام 2019، توفيت امرأة في ويلز أثناء ممارسة التمارين على دراجة ثابتة، نتيجة نزيف دماغي مماثل.
ورغم أن التمارين الرياضية ضرورية لصحة الجسم والعقل، تحذر تود من الإفراط غير المحسوب، وتدعو إلى التوازن واليقظة تجاه إشارات الجسم. وتقول: "الرياضة أنقذت حياتي في كثير من الأوقات.. لكن الإفراط فيها كاد يودي بها".