مراسلات أوروبية مسربة تكشف مخاوف بشأن ترامب وروسيا وإيران
البرقيات المسروقة تكشف المخاوف الأوروبية بشأن إدارة ترامب وصراعاتها للتعامل مع روسيا والصين واحتمال إحياء إيران برنامجها النووي.
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن قراصنة مجهولين نجحوا في اختراق مراسلات دبلوماسيين أوروبيين لعدة سنوات، وحصلوا على وثائق تكشف المخاوف الأوروبية بشأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة -في تقرير على موقعها الإلكتروني- إن قراصنة اخترقوا شبكة الاتصالات الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي لسنوات، وقاموا بتحميل آلاف البرقيات التي تكشف عن مخاوف بشأن إدارة ترامب التي لا يمكن التنبؤ بها وصراعاتها للتعامل مع روسيا والصين والمخاطرة باحتمال إعادة إيران إحياء برنامجها النووي.
وفي إحدى البرقيات وصف الدبلوماسيون الأوروبيون اجتماعا بين الرئيس ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي بفنلندا بأنه "ناجح (على الأقل لبوتين)".
بينما نقلت برقية أخرى كتبت بعد اجتماع في 16 يوليو/تموز تقريرا مفصلا وتحليلا لمناقشة بين مسؤولين أوروبيين والرئيس الصيني شي جين بينغ، نقلت عنه مقارنته "ترهيب" ترامب لبكين بـ"مباراة ملاكمة حرة بدون قواعد".
وذكر تقرير الدبلوماسيين الأوروبيين عن اجتماعهم في يوليو/تموز مع "شي" قوله إن الرئيس الصيني تعهد بأن بلاده "لن تتعرض للبلطجة" من الولايات المتحدة "حتى لو أضرت حرب تجارية بالجميع".
وأوضحت الصحيفة أن التقنيات التي استخدمها المتسللون على مدى 3 سنوات تشبه تلك التي استخدمتها وحدة النخبة في جيش التحرير الشعبي الصيني، حيث تم نسخ البرقيات من الشبكة الآمنة ونشرها على موقع إنترنت مفتوح، قام المخترقون بإعداده أثناء هجومهم، وفقاً لشركة "Area1" التي اكتشفت الاختراق.
وقدمت الشركة التي أسسها 3 مسؤولين سابقين في وكالة الأمن القومي الأمريكية أكثر من 1100 برقية من كابلات الاتحاد الأوروبي التي تم اختراقها إلى "نيويورك تايمز"، بينما لم يصدر تعليق فوري من مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض.
ووفقا للصحيفة، توفر المادة المخترقة نظرة متعمقة في نضال أوروبا لفهم الاضطراب السياسي الذي يكتنف 3 قارات، وتكشف أيضا عن رغبة كبيرة للمتسللين في جمع حتى التفاصيل الأكثر غموضا في المفاوضات الدولية.
واستهدف المتسللون أيضا شبكات الأمم المتحدة ووزارات الشؤون الخارجية والمالية في جميع أنحاء العالم، و"اتحاد العمل الأمريكي" و"مؤتمر المنظمات الصناعية"، حيث ركز اختراق المؤسستين الأمريكيتين على القضايا المحيطة بالمفاوضات حول الشراكة عبر المحيط الهادي، وهي صفقة تجارية استبعدت بكين.
وركز جزء من مواد الأمم المتحدة على فترة تمتد عدة أشهر خلال عام 2016، عندما كانت كوريا الشمالية تجري تجارب الصواريخ بنشاط، ويبدو أنها تتضمن إشارات إلى الاجتماعات الخاصة للأمين العام للمنظمة الدولية ونوابه مع القادة الآسيويين.
واستهدفت أكثر من 100 منظمة ومؤسسة طيلة سنوات، ولكن كثيرا منها لم يكن على علم بالاختراق حتى قبل بضعة أيام، عندما حذرتها شركة "Area1".
وتضمنت البرقيات تقارير واسعة من قبل الدبلوماسيين الأوروبيين عن خطوات روسيا لإضعاف أوكرانيا، بما في ذلك تحذير في 8 فبراير/شباط بأن القرم التي ضمتها موسكو قبل 4 سنوات تحولت إلى "منطقة ساخنة، حيث تم بالفعل نشر رؤوس حربية نووية فيها"، بينما يقول المسؤولون الأمريكيون إنهم لم يروا أدلة على وجود رؤوس حربية نووية في شبه جزيرة القرم.
ووفقا للمسؤولين الأوروبيين، تحفظ الاتصالات الأكثر سرية، وتشمل الاتصالات المستوى المعروف باسم "سري للغاية" في نظام منفصل يجري تحديثه واستبداله، أما البرقيات التي ركزت على القرارات المتعلقة بالاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران فيجري حجبها من الإنترنت في نظام مختلف تماما.
وتضمنت البرقيات طلبات حصول على تراخيص لتمويل الصادرات إلى إيران، وكذلك تفاصيل الجهود طوال عام 2018 لمواصلة الترتيبات الاقتصادية التي قد تغري طهران بالامتثال لشروط الاتفاق النووي لعام 2015، حتى بعد انسحاب ترامب منه.
aXA6IDMuMTQ1LjQ0LjIyIA==
جزيرة ام اند امز