هادي العامري.. رجل إيران وقطر بالعراق
الاحتجاجات العراقية المندلعة منذ أكتوبر الماضي، فضحت حجم الإجرام الذي تكنه المليشيات المدعومة من النظام الإيراني
"يلعب على جميع الأوتار.. ويدخل جميع المزايدات السياسية".. هكذا يوصف طريق العراقي هادي العامري الذي يبحث في كل المواقف عن ثغرات تمكنه من تأمين أقصى الاستفادة لقطر وإيران أو للاثنين معا.
- هادي العامري.. رجل مهمات إيران القذرة بالعراق
- هادي العامري يقود محاولة اقتحام السفارة الأمريكية ببغداد
هادي العامري؛ رئيس تحالف "فتح" في العراق، ورجل الدوحة وطهران، يسعى جاهدا اليوم لتقديم سكوك الوطنية المزيفة، عبر بناء أسهمه العسكرية على محاربة "داعش" في العراق، ودرء سجله الغارق في دماء العراقيين وانتهاكاته الجسيمة بحقهم إبان حرب إيران على العراق.
تبعية لولاية الفقيه
تقرير أعدته مصادر خاصة للمقاومة الإيرانية، ونشرته في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كشف حقيقة العامري، الذراع الإيرانية المسمومة التي تعمل على تنفيذ أجندة طهران من خلال اختراق دوائر القرار بالبلد الأخير، أو عبر تجنيد جواسيس وأعين وأذرع غالبا ما تكون تحت إمرة ميليشيا "بدر" التي يتزعمها.
وأشار التقرير إلى أن الاحتجاجات العراقية المندلعة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فضحت حجم الإجرام الذي تكنه المليشيات المدعومة من النظام الإيراني، وذلك إثر مطالبة العراقيين برفع وصاية طهران عن القرار الوطني.
ولإخماد تلك الأصوات، أضاف أن الميليشيات الإرهابية خرجت بكل أنواعها، لقمع ثورة الشعب العراقي، بينها ميليشيا "بدر" التي يقودها العامري، العميل الأول للنظام الإيراني في العراق.
ويعود تأسيس الميليشيا إلى فترة الحرب العراقية الإيرانية، وتحديدا عام 1982، في مبادرة تعود بالأساس إلى المخابرات الإيرانية، بمساعدة عدد من المنفيين العراقيين في إيران، الذين كان العامري أحدهم.
قَبِل العامري أن يكون طرفا في معادلة طهران التآمرية على العراق، وانخرط ضمن أجندة إيران الساعية في حينه إلى الاستفادة من أسر المئات من عناصر الجيش العراقي من ضباط وطيارين وجنود وأفراد من قبل القوات الإيرانية، لأهداف دعائية وسياسية وعسكرية واستخبارية تخدم طهران.
مرتزقة فيلق القدس
في عام 2004، كشفت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية قائمة ضمت 32 ألفا من مرتزقة فيلق القدس بقيادة الإرهابي قاسم سليماني، في العراق، بينهم العامري.
وكشفت المعطيات المنشورة بشأنه حينها أنه كان يتسلم ما يعادل راتب عميد للحرس الثوري الإيراني لقاء خدماته لطهران.
ويدين العامري ومليشيا بدر التي يقودها بالولاء المباشر للمرشد الإيراني علي خامنئي، وهذا ما ترجمته الصورة الشهيرة التي ظهر فيها العامري وهو يقبل يد الأخير في مشهد فضح عمالته لنظام الملالي.
وعلى الجانب الآخر، يبدو أن طهران تفتخر بعميلها العامري، حيث سبق أن بث التلفزيون الرسمي بهذا البلد مقطع فيديو مسجلا، ظهر فيه العامري وهو يقاتل، في 1987، إلى جانب القوات الإيرانية ضد الجيش العراقي خلال معركة "كيلان غرب".
وبالفيديو الذي جرى تداوله، آنذاك، بشكل واسع عبر مواقع التواصل، تحدث العامري باللغتين العربية والفارسية مع المراسل الحربي للتلفزيون الإيراني، واصفا القوات العراقية بـ"العدو".
العامري في كلمات
هادي فرحان عبدالله العامري، ويلقب بـ"أبو حسن العامري"، ولد في عام 1954 بمحافظة ديالى شرقي العراق، لكنه عاش لسنوات في إيران إلى حين عودته إلى العراق في 2003.
تخرج من كلية القيادة والأركان "دافوس" من جامعة الإمام الحسين في طهران، ويعدّ من قادة أفواج المشاة للحرس الثوري الإيراني خلال الحرب مع العراق.
ومطلع تسعينيات القرن الماضي، كلف رجل الدين الشيعي محمد باقر الحكيم، العامري، بمهمة العمليات داخل الأراضي العراقية، وتولى مسؤولية الحركات في البلد الأخير، بما في ذلك مليشيا "بدر".
رجل تميم
الثلاثاء الماضي، كشفت المعارضة القطرية عن رجال أمير قطر تميم بن حمد داخل العراق، لافتة إلى أن الدوحة مستمرة بتنفيذ مخططات إيران بالمنطقة بما فيها العراق.
وفي منشور بموقع "قطريليكس" التابع للمعارضة القطرية، قالت الأخيرة إن تميم يستمر في تنفيذ ذلك المخطط عبر عدة أدوات، بينها تجنيد عدد كبير من الساسة العراقيين، حتى يتمكّن من بسط نفوذه بالداخل العراقي.
ومن بين الأسماء، ظهر العامري الذي قال الموقع إنه مسؤول عن نقل أموال قطر إلى السياسيين العراقيين ممن تجندهم لخدمة أجندتها.
وتطرق أيضا إلى زيارة أجراها، في 2018، زار وزير الخارجية القطري ونائب رئيس الوزراء، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إلى بغداد التقى خلالها العامري، للتباحث مع المسؤولين العراقيين بشأن سبل أن تكون المصارف القطرية بديلاً للتحويلات المالية إلى طهران، بعد إعلان بغداد التزامها بالعقوبات المصرفية الأمريكية على النظام الإيراني.
ووفق المصدر نفسه، فإن العامري، وزير النقل والمواصلات العراقي السابق وعضو مجلس النواب الحالي، يتولى قيادة منظمة بدر وكتائب الحشد الشعبي العراقية، وقد دعا إلى ضرورة تحسين العلاقات مع قطر في جميع المجالات.
aXA6IDE4LjExNy43NS42IA== جزيرة ام اند امز