حضرموت تلبس ثوب السعادة.. مهرجان "نجم البلدة" ينثر البهجة بين اليمنيين
بعيدا عن رحى الحرب في اليمن تلبس مدينة حضرموت ثوب السعادة والبهجة مع قدوم "نجم البلدة"، وهي ظاهرة طبيعية تحدث إثر التيارات المائية القادمة من القطب الجنوبي.
ويستقبل أبناء حضرموت شرقي اليمن، الظاهرة بالاحتفالات الشعبية على ضفاف بحر العرب في مدن "المكلا" "الشحر"، "غيل باوزير"، "بروم"، "الريدة"، و"قصيعر" ويعتبرونها موسما سنويا نادرا للسياحة والعلاج الطبيعي من خلال الاستجمام والاستحمام.
وانطلقت اليوم السبت، فعاليات مهرجان "نجم البلدة" في مدن حضرموت بحضور رسمي واحتشاد آلاف المواطنين الذين يتوافدون من محافظات يمنية عدة ويستمر من 15-28 يوليو/تموز، فيما تصل حرارة مياه البحر إلى 13 درجة مئوية.
مهرجان سياحي
ويعد المهرجان فعالية سياحية بامتياز تجتذب آلاف الزوار من حضرموت وخارجها للاستمتاع والاغتسال بمياه البحر الباردة كتقليد تاريخي قديم، إضافة إلى ما يمثله المهرجان لهم من عوائد اجتماعية، وفوائد صحية وعلاجية.
كما تستغل السلطة المحلية المهرجان للترويج للموروث الشعبي والصناعات التقليدية والوجبات الحضرمية إلى جانب إقامة معرض الصور للمشاريع الحكومية، وفعاليات رياضية شاطئية فيما يطوف الحمام الزاجل في سماء سواحل المكلا، حاضرة حضرموت.
ويرافق المهرجان فعاليات عدة منها رقصات حضرمية مختلفة "شحير"، "العدة"، "الزامل"، ومعرض الأسر المنتجة، دورة كرة الطائرة الشاطئية، سباق اختراق الضاحية للهواه، وحفل ختام.
وأكد محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي حرص السلطة المحلية على إقامة مهرجان البلدة لإضفاء البهجة على المواطنين.
وأعرب المسؤول اليمني عن ارتياحه لحجم الحضور على امتداد سواحل المحافظة، مؤكدا أن مهرجان نجم البلدة هو فعالية شعبية للسلام ولتحريك عجلة السياحة.
علاج طبيعي
يعتقد أبناء حضرموت أن "موسم البلدة" فرصة صحية من أبرز فوائدها تفتيح البشرة وتخفيض الشعور بالقلق والتوتر، وتعزيز وظيفة الجهاز المناعي للوقاية من الأمراض، فضلا عن خفض ضغط الدم المرتفع، وعلاج مشاكل الظهر والعمود الفقري.
كما يعتقدون أن مياه البلدة الباردة علاج لبعض الأمراض الجلدية والحساسية والروماتيزم والنقرس كتقليد شعبي توارثته الأجيال.
ويتداول الحضارم الكثير من الأمثلة الشعبية عن دواء الاغتسال في البحر البارد منها "غسلة في البحر في نجم البلدة تغنيك عن حجامة سنة"، و"غسل البلدة ترجع العجوز ولدة"، إشارة للفوائد الصحية والعلاجية التي تحول المسن إلى مولود.
ورغم ظروف الحرب الصعبة، إلا أن اليمنيين يلبسون ثوب السعادة في موسم البلدة ويعيشون المتعة والراحة النفسية كعيد مرتبط بتغيرات في حياة الناس.