حفتر في القاهرة.. وخبراء: إرهاب تركيا حاضر في النقاشات
خبراء في الشأن الليبي يؤكدون أن زيارة المشير خليفة حفتر إلى القاهرة تأتي في وقت مهم يتطلب المناقشة وبحث كافة المستجدات
وصل إلى القاهرة، الجمعة، المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، قادما على رأس وفد بطائرة خاصة من ليبيا في زيارة لمصر يبحث خلالها أحدث التطورات على الساحة الليبية، حسب وسائل إعلام ليبية.
- حفتر: سنرفع راية النصر قريبا من قلب طرابلس
- بعد إحاطة المبعوث الأممي.. المخطط التركي يلفظ أنفاسه الأخيرة في ليبيا
وحسب المصد نفسه، من المقرر أن يبحث حفتر خلال زيارته مع عدد من كبار المسؤولين والشخصيات أحدث التطورات على الساحة الليبية وسبل مواجهة التنظيمات الإرهابية، إلى جانب استعراض التعاون الثنائي بين مصر وليبيا، خاصة فيما يتعلق بتأمين الحدود بين البلدين، ومنع تسلل العناصر الإرهابية أو المهاجرين غير الشرعيين منها.
يشار إلى أن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفه حفتر شن في الرابع من شهر أبريل/نيسان الماضي هجوما لتطهير طرابلس، مقر حكومة الوفاق غير الدستورية من "المليشيات الإرهابية".
الاستعداد لإنهاء المعركة
ومن جانبه، أكد المحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل، أن زيارة المشير خليفة حفتر إلى القاهرة جاءت في وقت قياسي ومهم جدا، خاصة أن الوضع في ليبيا يتطلب مع الفاعلين الرئيسيين ودول الجوار المناقشة وبحث كافة المستجدات.
وتابع عقيل، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن النقاشات ستكون على مستوى الحرب ضد الإرهاب والمستجدات فيها، والضغوط التي تمارسها تركيا وقطر على أصدقاء الجيش الوطني الليبي لزعزعة هذا الدعم.
وأضاف أن الدولتين "ساقتا طوب الأرض" للضغط على بعض الدول من أصدقاء الجيش الليبي، لتغيير موقفها وعرض أفكار للتفاوض.
وأشار عقيل إلى أن الدول التي تدعم المليشيات تستميت لإنهاء الحرب، لأن هذه الدول تخسر إذا خسرت المليشيات.
ونوه عقيل بأن مصر شريك أساسي للجيش الليبي في حربه على الإرهاب، خاصة أن جنود الجيش الوطني الليبي الذين يموتون دفاعا عن بلادهم ضد الإرهاب هم كذلك بشكل ما يموتون نيابة عن الأمن القومي المصري نفسه بالوقوف أمام المد الإرهابي، الذي هدد عمق الدولة المصرية في وقت سابق.
ورجح عقيل أن تتناول اللقاءات نقاشا حول ما يحتاج إليه الجيش الليبي لإنهاء المعركة، وسبل التصدي لمحاولات دول محور الشر (للضغط على الجيش الليبي سياسيا أو تقديم أفكارا لمساعدة المليشيات).
تركيا تخطط لهجمات نوعية في ليبيا
أحمد عطا، الباحث بمنتدى الشرق الأوسط بلندن، يرى أن زيارة المشير خليفة حفتر إلى القاهرة تأتي في إطار تطور نوعي تشهده ساحة القتال في طرابلس، خاصة أن ليبيا تمثل عمقا للأمن القومي المصري.
وأكد عطا، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن المشير خليفة حفتر سيناقش مع مسؤولين مصريين رفيعي المستوى التطورات داخل ساحة القتال الليبي.
وكشف عطا أن المعلومات رصدت تخطيطا لهجمات نوعية بمشاركة عناصر أجنبية تقاتل في صفوف المليشيات تم تجهيزها بمعرفة المخابرات التركية وتم الدفع بهم ونقلهم بحراً.
وأوضح أن هذه العناصر المقاتلة هي فصائل عسكرية منشقة في دولها وتم الاستعانة بهم من عدة دول من الصومال ومالي ونيجيريا والنيجر بتمويل ودعم كامل من وحدة الأموال الساخنة في قطر.
وتابع أن المليشيات المسلحة حصلت في الوقت نفسه على أسلحة نوعية من شرق أوروبا دخلت الأرضي الليبية بسمسرة كاملة من شركات إيرانية متخصصة في تجارة السلاح.
تصحيح الموقف الدولي
يتفق المحلل السياسي الليبي عيسى رشوان مع ذلك مؤكدا أن الزيارة تأتي في سياقها الطبيعي للجهود المشتركة العالمية المعلنة في الحرب ضد الإرهاب وتجفيف منابع تمويل الإرهاب أيا كان مصدره للقضاء على توابع الفوضى الخلاقة التي لم تخلق إلا الفوضى الدموية في المنطقة.
وتابع رشوان في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن انهيار مشروع التنظيم الدولي للإخوان على أرض الكنانة مصر ساهم في انهيار مشروع إقامة دولة الخلافة العثمانية بزعامة تركيا، أو ما يسمى الأتراك الجدد.
ويرى رشوان أن الزيارة ستتضمن الاطلاع على آخر المستجدات والمتغيرات السياسية الدولية وتصحيح مواقف بعض الدول من موقفها في دعم حكومة فايز السراج ومجلسه الرائاسي بعد فشل الأخير في الالتزام بما وعد به المجتمع الدولي من محاربة ومكافحة الفوضى في العاصمة الليبية طرابلس.
وشدد رشوان على أن ليبيا بعد تاريخ 4 أبريل 2019 ليست كما في السابق، وخصوصا بعد اعتراف السراج بتلقيه الدعم العسكري المباشر من تركيا الممول من ميزانية الدولة الليبية من مصدر دخلها الوحيد وهو النفط الليبي، وكذلك إحاطة المبعوث الأممي غسان سلامة الأخيرة في مجلس الأمن والتي أكد فيها عجز المجلس الرئاسي على السيطرة على الأوضاع الأمنية في العاصمة الليبية.
وجدد رشوان تأكيده على أن نتائج هده الاجتماعات المهمة سترسم ملامح وخطوط وأطر المرحلة القادمة من تحرير كامل التراب الليبي من التيارات المتطرفة، للخروج من هذه الدوامة التي عانت منها ليبيا التي تعتبر العمق الأمني الاستراتيجي لمصر.
واختتم رشوان حديثه بأن التعاون المشترك وتبادل وجهات النظر والتعاون الأمني المعلوماتي الهادف إلى الاستقرار الأمني والسياسي لمنطقة الشرق الأوسط بالكامل سيكون مرحب به من جميع الدول الداعمة للتنمية في ليبيا لمعالجة موضوع الهجرة والسيطرة على الانفلات الأمني هناك.
القاهرة تدفع نحو السلام
هذه الزيارة هي الثالثة للمشير خليفة حفتر إلى القاهرة منذ إعلان الجيش الوطني الليبي إطلاق عملية طوفان الكرامة 4إبريل نيسان الماضي لتطهير العاصمة من الإرهاب، وتقوم مصر بدور فاعل في حل الأزمة الليبية من خلال دعم الحوار السياسي ورعاية المحادثات بين الفرقاء الليبيين.
وزار حفتر القاهرة مرتين منذ بدء العملية العسكرية لتحرير العاصمة طرابلس من المليشيات والعناصر الإرهابية في أبريل/نيسانا لماضي، الأولى في شهر أبريل والثانية في مايو استعرض خلال لقائه مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي جهود التصدي للتدخلات الخارجية التي تهدف لتهريب السلاح والإرهابيين الأجانب إلى داخل ليبيا.
وأكد السيسي دعم بلاده لجهود مكافحة الإرهاب والجماعات والمليشيات المتطرفة لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، مشددا على أهمية دور المؤسسة العسكرية الليبية لاستعادة مقومات الشرعية وتهيئة المناخ للتوصل لحلول سياسية وتنفيذ الاستحقاقات الدستورية.
ورعت اللجنة الوطنية المصرية المعنية بشأن ليبيا اجتماعات القاهرة بين أعضاء مجلس النواب الليبي لتوحيد رؤى أعضاء المجلس، والتأكيد على أنه المؤسسة الشرعية التي يجب أن يمر أي حل سياسي من خلالها.
وسعت مصر في إطار رئاستها للاتحاد الأفريقي وعضوية مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الأفريقي ومحادثات دول جوار ليبيا والفعاليات الدولية المختلفة، إلى محاولة حل الأزمة الليبية والقضاء على الإرهاب في ليبيا والمنطقة.
كما شاركت مصر باللجنة الثلاثية للحل في ليبيا –مصر وتونس والجزائر- وأكدت على رفض أي تدخل أجنبي في ليبيا، ورعت مصر أيضا في وقت سابق جولات توحيد المؤسسة العسكرية الليبية في مواجهة المليشيات الإرهابية.