اغتيال رئيس هايتي.. نهاية تراجيدية لـ"رجل الموز"
لم تدر بخلَد جوفينيل مويز وهو ينتشي بحمل رقم الرئيس الثاني والأربعين لهايتي، هذه النهاية التراجيدية.
بيد أن أزمة سياسية خانقة نشبت بعد تشكيك المعارضة في شرعيته، انتهت باغتياله، في منزله الخاص تحت جنح الظلام، أمام ناظري زوجته التي نُقلت للمستشفى.
وبقيت أرملة الرئيس المغتال وحيدة، لتنتهي مسيرة الرجل التي رافقته فيها زوجته نحو نصف قرن، بعد أن ارتبط بها وهما زميلان في الدراسة عام 1996.
وتشاء الأقدار أن يكون احتفال مويز قبل أيام بعيد ميلاده الثالث والخمسين آخر مناسبة سعيدة له، بعد أن وضع المسلح المجهول حدا لحياته فجر اليوم الأربعاء.
من هو رئيس هايتي الملقب بـ"رجل الموز"؟
واصل مويز دراسته الابتدائية في المدرسة الوطنية "دون دوريلين"، والثانوية في مدارس العاصمة الهايتية، وهناك تعرف على زميلته مارتين ماري، وتزوجها، ليطلقا معها مشروعا مشتركا لتطوير المناطق الريفية.
هذا المشروع أدخل الشاب الطامح إلى نادي رجال الأعمال مبكرا، فدخل في شراكات استثمارية في مجال الزراعة والمياه عام 2001، وأنشأ العام الموالي محطة لمياه الشرب، ونجح في تأسيس أول منطقة تجارة حرة زراعية في هايتي، تتضمن مزرعة ضخمة لبيع الموز.
ومن خلال هذا المشروع، تمكنت هايتي من تصدير الموز العضوي إلى ألمانيا، لأول مرة منذ عام 1954، وأدى ذلك إلى إطلاق "رجل الموز" على مويز، بعد أن توسعت أعماله في الزراعة إلى اثني عشر مشروعًا، وفرت آلاف فرص العمل، وأنتجت أطنان المحاصيل.
السياسة تسرق النجاح
عام 2015، جذب الرئيس السابق لهايتي ميشال مارتيلي رجل الأعمال الناجح إلى ساحات السياسة، فاختار مويز مرشحا رئاسيا لحزبه "تيت كالي".
وفي دعايته الانتخابية روج مويز للزراعة البيولوجية البيئية كمحرك اقتصادي لهايتي، التي يزيد عدد سكانها عن 50%، من سكان الريف.
ودغدغت تلك الدعاية أحلام سكان البلد الفقير، وبدا برنامج الرجل السياسي ورديا، وحثّ على التعليم الشامل والرعاية الصحية، وإصلاح الطاقة، وسيادة القانون، وخلق فرص عمل مستدامة، وحماية البيئة، وتطوير البلاد كوجهة للسياحة البيئية والسياحة الزراعية.
وفي نوفمبر عام 2016 ، أعلن مسؤولو الانتخابات أن مويز فاز في انتخابات الرئاسة بناءً على النتائج الأولية، مع مشاركة متدنية، وتشكيك من المعارضة في النتائج.
حكم مضطرب
تولى الراحل منصب الرئاسة عام 2017؛ لكن جدلا دستوريا وقضائيا حول صحة انتخابه، وانتهاء ولايته، ظل يلاحقه، واحتدّ الأمر كثيرا في عام 2019، ما أحدث اضطرابات سياسية، وأجّج دعوات إلى استقالته؛ لكنه بقي متمسكا بالسلطة.
حكم مويز القصير كان عاصفا، ولم يعرف الهدوء؛ فإضافة إلى الأزمة السياسية، تزايدت عمليات الخطف للحصول على فدية في الأشهر القليلة الماضية، في مؤشر جديد على النفوذ المتزايد للعصابات المسلحة في الدولة الكاريبية.
وخلال عهده توالى سبعة رؤساء وزراء على رئاسة الحكومة في أربع سنوات، آخرهم كان جوزيف الذي أعلن وفاة مويز، وكان من المفترض تغييره هذا الأسبوع بعد ثلاثة أشهر في المنصب.
وكان يهدف إلى تعديل دستوري في شهر سبتمبر/أيلول المقبل، يهدف إلى تقوية السلطة التنفيذية، بينما ترفض المعارضة بشكل ساحق والعديد من منظمات المجتمع المدني، هذا لأمر.
اغتيال رئيس هايتي جوفينيل مويز
وفي جنح الليل الأخير من فجر الأربعاء تسلل مجهولون وهاجموا سكن الرئيس وأردوه قتيلا بالرصاص، وأصابوا زوجته التي نقلت إلى المستشفى، وتولى رئيس الوزراء المؤقت حكم البلاد، مسنودا بالجيش وقوات الأمن لحفظ النظام.
aXA6IDE4LjExNy4xMDcuOTMg
جزيرة ام اند امز