سياسة
قاعدة "عين الأسد".. حصن عراقي بوجه مليشيات إيران
هجوم صاروخي جديد يستهدف قاعدة "عين الأسد" بالعراق، في اعتداءات متواترة توجه أصابع الاتهام فيها إلى مليشيات إيران بالبلاد.
مصدر أمني قال، الأربعاء، لـ"العين الإخبارية"، إن "هجوما صاروخيا نفذته طائرات مسيرة استهدف قاعدة عين الأسد التي تستضيف قوات تدريب أمريكية بمحافظة الأنبار" غربي العراق.
وأضاف المصدر أن "أعمدة الدخان ارتفعت قرب مكان الحادث عند قاعدة عين الأسد"، دون مزيد من التفاصيل حول الهجوم الذي يعتبر الثاني على القاعدة خلال 3 أيام.
وتتعرض القواعد العسكرية التي تستضيف قوات التحالف الدولي لهجمات صاروخية، في استهداف شبه متواتر منذ مقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني بغارة أمريكية، مطلع 2020.
وتوجه أصابع الاتهام إلى مليشيات عراقية مسلحة موالية لإيران بتنفيذ تلك الهجمات، في إطار أوراق ضغط تستخدمها طهران ضد الولايات المتحدة عبر أذرعها بالمنطقة.
"عين الأسد"
وقاعدة "عين الأسد" أو "القادسية سابقا" هي ثاني أكبر القواعد الجوية في العراق، وتمثل أهمية استراتيجية وعسكرية كبرى؛ حيث استخدمها التحالف الدولي ضد "داعش" في تحقيق تقدم استراتيجي على الأرض وفرض الهيمنة والسيطرة ضد التنظيم الإرهابي.
وتقع القاعدة في محافظة الأنبار غربي العراق، بالقرب من نهر الفرات، بدأ العمل في إنشائها عام 1980 واكتمل بناؤها عام 1987، وكان لها دور بارز خلال فترة الحرب "العراقية الإيرانية" إلى أن تم استهدافها خلال حرب الخليج، وتتسع لنحو 5 آلاف جندي.
والقاعدة أشبه بمدينة متكاملة محصنة، تضم الكثير من المباني العسكرية لإيواء الجنود مثل الملاجئ والمخازن وحظائر للطائرات، بالإضافة للمرافق الخدمية مثل المسابح الأولمبية وملاعب كرة قدم وسينما ومسجد ومدرسة ابتدائية وثانوية ومستشفى.
وفي أعقاب الغزو الأمريكي للعراق مارس/آذار 2003، وضعت أستراليا يدها على القاعدة ثم سلمتها إلى الجيش الأمريكي في مايو/أيار من العام نفسه.
وفي عام 2011، أعاد الجيش الأمريكي القاعدة إلى العراق مرة أخرى، بعد إعلان رئيس الولايات المتحدة الأسبق، باراك أوباما، الانسحاب العسكري من العراق.
وتتمركز في "عين الأسد" حاليا الفرقة السابعة من الجيش العراقي، كما تضم مدرسة للمشاة، وفي 2014 استعادت القاعدة الجوية أهميتها نظرا لاحتضانها 300 جندي وضابط ومستشار عسكري أمريكي، كما ضمت 18 طائرة من مقاتلات الأباتشي التي شاركت في قصف مواقع "داعش".
وتضم القاعدة مطارا عسكريا مجهزا بمقاتلات ومروحيات، وبها أيضا قوة من الدفاعات الجوية وبرج للمراقبة الجوية مجهز بالرادارات ويحتوي على مدرج واحد بطول 3 كيلومترات.
وسبق أن زار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب القاعدة بشكل مفاجئ، في 26 ديسمبر/كانون الأول 2018، بصحبة زوجته ميلانيا للاحتفال مع الجنود الأمريكيين بعيد الميلاد.