هايتي واغتيال الرئيس.. ماذا بعد؟
سطر رئيس هايتي جوفنيل مويز الذي اغتيل الأربعاء في بلده الكاريبيّ المأزوم مسيرة ناجحة في عالم الأعمال قبل رئاسته التي طالتها انتقادات.
لكنّ حياته انتهت عن عمر 53 عاما على إثر هجوم على مقر إقامته، وكان في ختامها قد عانى من عزلة شديدة في ظلّ تعليق عمل البرلمان في البلاد والحكم بإصدار المراسيم.
وعقب الاغتيال كشفت الحكومة في هايتي، عن تفاصيل جديدة حول حادث الاغتيال، قائلًا: "أفراد المجموعة التي اغتالت الرئيس مويز كانوا يتحدثون باللغتين الإنجليزية والإسبانية".
وأضاف الحكومة أن الوضع في البلاد تحت السيطرة، مطالبًا المواطنين إلى الهدوء.
إعلان الطوارئ
قال رئيس الوزراء المؤقت في هايتي كلود جوزيف في تصريحات بثها التلفزيون بعد أن ترأس اجتماعا لمجلس الوزراء إن الحكومة أعلنت حالة الطوارئ وسط ارتباك بشأن من سيتولى السلطة.
وقال "إخواني المواطنين.. تحلوا بالهدوء لأن الموقف تحت السيطرة".
وقال جوزيف "مجموعة من المجهولين بعضهم يتحدث الإسبانية هاجموا مقر الإقامة الخاص لرئيس الجمهورية وأصابوه إصابات قاتلة".
وذكر أن قوات الشرطة والجيش تسيطر على الوضع الأمني في البلاد.
وساد الهدوء وخلت الشوارع في العاصمة التي عادة ما تكون مكتظة ويسكنها نحو مليون نسمة بعد الهجوم وبعد سماع دوي أعيرة نارية بشكل متقطع خلال الليل.
وقال جوزيف "يتم اتخاذ كافة الإجراءات لضمان استمرارية الدولة وحماية البلاد".
ولم يتضح بعد من سيخلف مويز رئيسا.
مخاوف وعنف
وهناك مخاوف من انتشار الفوضى في هايتي التي تعاني من الانقسام السياسي وتواجه أزمة إنسانية متنامية ونقصا في الغذاء.
وتشهد العاصمة بورت أو برنس تصاعدا للعنف، إذ تتناحر العصابات فيما بينها ومع الشرطة لفرض سيطرتها على الشارع.
وقالت جمهورية الدومينيكان إنها أغلقت الحدود المشتركة مع هايتي في جزيرة هيسبانيولا في الكاريبي.
وقال رئيس جمهورية الدومينيكان لويس أبي نادر "هذه الجريمة هي هجوم على النظام الديمقراطي في هايتي والمنطقة".
وتسبب تفاقم الفقر والاضطراب السياسي في إراقة الدماء. وواجه مويز احتجاجات عنيفة بعد توليه الحكم في عام 2017، إذ اتهمته المعارضة هذا العام بالسعي إلى إرساء ديكتاتورية عن طريق البقاء في المنصب بعد انتهاء فترته، وهو ما نفاه.
وحكم مويس البلاد بموجب مرسوم لأكثر من عام بعد فشل البلاد في إجراء انتخابات تشريعية وسعى للدفع بإصلاحات دستورية مثيرة للجدل.
إدانات دولية
وعقب الحادث توالت الإدانات الدولية من زعماء العالم وناشدوا بالتزام الهدوء.
من جانبها وصفته الولايات المتحدة الحادث بأنه "جريمة شنعاء"، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الوضع في هايتي مقلق للغاية، وهناك حاجة إلى مزيد من المعلومات حول اغتيال مويز، وتابع "مستعدون لمساعدة هايتي وندين اغتيال رئيسها".
كما قررت واشنطن أيضا إغلاق سفارتها في هايتي، وفق إعلان رسمي.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن صدمته جراء اغتيال رئيس هايتي.
واعتبر جونسون أن اغتيال مويز "فعل بغيض"، داعيا إلى "التهدئة" في بلد تطوقه الأزمات من كل جانب.
بينما دعا رئيس كولومبيا منظمة الدول الأمريكية لإرسال بعثة لهايتي "لضمان الحفاظ على النظام الديمقراطي".
مجلس الأمن
حث رئيس وزراء هايتي كلود جوزيف الأمم المتحدة على عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بخصوص الوضع في بلاده في أسرع وقت ممكن في أعقاب اغتيال مسلحين لرئيس البلاد.
ودعا جوزيف، في بيان، "المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق في واقعة الاغتيال والمنظمة الدولية إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن".
من جانبه أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اغتيال رئيس هايتي، مطالبًا بمحاسبة المنفذين واحترام النظام الدستوري للبلاد.