موسم الحج 2022.. "هدير" النجاح يخرس "مؤامرات" الإخوان
نجاح أمني وخدماتي وصحي تسجله السعودية خلال موسم الحج لعام 2022 يحشر مؤامرات الإخوان على الهامش ويصدّر رسائل نصر تتحدى محاولات التشويه.
"يسعدني أن أعلن نجاح خطط حج هذا العام على كافة الأصعدة الأمنية والخدمية والصحية دون تسجيل حوادث أو أمراض وبائية بين ضيوف الرحمن ولله الحمد".
هكذا استهل الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية، تصريحاته، مؤكدا توفير جميع الخدمات لراحة حجاج بيت الله الحرام.
نجاح يعكس تخطيطاً رصينا يعمل وفق رؤية واضحة قائمة على توفير سبل الراحة والتسهيل والتيسير على الحجاج، عبر كافة الوسائل الحديثة سواء كاميرات المراقبة أو المتابعة الدقيقة لمسيرات الحجيج وتنقلهم بين المشاعر المقدسة.
وهذا النجاح يعتبر مطلب وأمنية كل مسلم ومسلمة في شتى بقاع الأرض، فالكل يدعو الله أن يمر بسلام ويعود كل ضيوف الرحمن إلى بلادهم سالمين آمنين بعد انتهاء المناسك، باستثناء الإخوان؛ التنظيم الذي يسعى بكل جهوده لإفساد الفريضة وتعكير صفو المسلمين.
فقبيل الحج بأيام قليلة، شن التنظيم الإرهابي حملة واسعة تدعو الحجيج لعدم الصلاة خلف الشيخ محمد العيسى عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة وخطيب يوم الجمعة من مسجد نمرة، على خلفية موقفه السياسي منهم.
خلط
الدكتور عمرو عبد المنعم، الكاتب والباحث في الشئون الإسلامية، يرى أن "فريضة الحج عصية على أي محاولة لنشر الفوضى أو أي محاول لإفشاله، مشددا على أن الفريضة لها قدسيتها في نفوس المسلمين".
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، قال عبدالمنعم إن "جماعة الإخوان الإرهابية تحاول بشتى الطرق تشويه المملكة العربية السعودية لموقفها الثابت منها، ومحاولتها الساذجة في إفساد الحج هذا العام، في تعبير حقيقي لخلطهم الدين بالسياسة، ففريضة الحج أمر ديني بحت وله روحانياته، ولا يحق لأحد استغلاله في الصراع السياسي".
وأضاف الخبير أن "التاريخ يخبرنا أن من أراد استخدام البيت الحرام أو مواسم الحج لأمور سياسية، نبذه المسلمين وحطمه الله، فعندما اقتحم حهمان العتيبي الحرم هو ومجموعته زاعمين البيعة لزوج أخته باعتباره 'المهدي المنتظر' وهددوا ضيوف الرحمن وانتهكوا حرمة البيت، تم إنهاء تمردهم ونبذهم المسلمين شعبياً".
وتابع: "حتى بعض الدول الإسلامية الإقليمية والتي لها مذهب عقائدي مختلف، عندما حاولت تسييس الحج وعمل مسيرات موازية لحركة الحجاج بين المناسك، وقف العالم العربي والإسلامي حكومات وشعوباً ضد تلك التصرفات الشاذة والتي لا تحترم الحج كفريضة مقدسة".
ويذهب عبد المنعم إلى أن من أسباب فشل الإخوان في مخططاتهم أن "المملكة استعدت لهذا الموسم بشكل رائع وجيد، إضافة إلى أن فرق المتطوعين لخدمة الحجاج وفقهم الله أن يكونوا في أقصى درجات الانضباط والتفاني في خدمة ضيوف الرحمن".
وبالنسبة له، فإن "خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لم يدخرا وسعاً سواء بالجهود أو بالمال لتقديم موسم حج يعد من أفضل المواسم على المسلمين".
أدنى الدرجات
أما السبب الأهم في فشل الإخوان، حسب عبد المنعم، فيكمن في أنهم "لم يعودوا القوى التنظيمية التي تملك أن تهدد موسم الحج، فهم في أدنى درجات الاعتراف الشعبي وفي أعلى درجات الرفض المجتمعي".
وأوضح أن "لا عاقل يمكن أن يصدفهم أو أن يتجاوب معهم، ومخططاتهم الأخيرة لإفساد موسم الحج كشف حقيقتهم وعمالتهم وتخريبهم لأوطانهم، وأكد أن ما يشغلهم ليست الصلاة أو الحج وإنما الانتقام والفوضى ولو على حساب المسلمين وفي الأراضي المقدسة وفي الأيام المقدسة.
أما الشيخ سامي عبد الغني الواعظ والخطيب بوزارة الأوقاف، فشدد على أن الحج ومناسكه حدث ديني لا يتكرر إلا مرة في العام، وإفشاله أو إفساده أو حتى العمل على تعكير صفو الحجيج، أمر غير مقبول شرعاً ولا قانوناً ولا إنسانياً.
وقال، لـ"العين الإخبارية"، إن "الله فرض على المسلمين حج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً، والحاج خرج من بيته ومن ماله ومن أولاده لا يرد إلا الله، ولا تشغله الخلافات السياسية ولا المشاكل الإقليمية وكل ما يبتغيه هو صحة أعماله في الحج".
ولفت إلى أن "أي دعوة لا تسير وفق هذه الرؤية باطلة ولا تتسق مع روح أداء فريضة الحج، ولا يصح اتباعها"، مؤكداً أن "ما قام به أفراد من جماعة الإخوان الإرهابية بشن حملات للامتناع عن الصلاة خلف خطيب يوم عرفات أمر غير شرعي ولا يجوز، وهذه الدعوة لا تدفع المؤمن إلى الخشوع أثناء أداء المناسك بل تدفعه للتشكك في صحة ما يقوم به".
وأشار إلى أن "هذا التشكيك هو ما يقوم به الإخوان في حياتهم سواء بالمسائل الدينية أو الحياتية، وهذا ليس مستغربا من جماعة تتستر بالدين والدين منها براء، فالجماعة التي في أيدي أعضائها ملوث بكفل الدم المراق بغير حق واستهانت بأرواح الناس وعرضت البلاد والعباد للفوضى الأمنية، لا يتغرب منهم أي عمل يفسد فرحة المؤمنين بالعيد أو فرحة الحجاج بمناسك الحج، وحريٌ بكل مسلم ومسلمة أن يبتعد عنهم وعن أفكارهم وعن كل ما يرددونه".
حسن استعداد
من جانبه، يعتبر الأستاذ منير أديب، الكاتب والباحث في الإسلام السياسي، أن "نجاح موسم الحج وفشل الإخوان يعود لحسن استعداد المملكة لاستقبال ضيوف الرحمن ووضع السلطات والمسئولين كافة الخطط البديلة تجاه أي طارئ".
ويقول أديب، لـ"العين الإخبارية"، إن جماعة الإخوان الإرهابية عندما شنت حملة على الشيخ محمد العيسى ووصفوه بنعوت أقل ما يقال عنها إنها غير شريعة ويأثم قائلها، لم تكن تقصده في ذاته بل كانت تقصد المملكة العربية وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
واعتبر أن "الإخوان تتحرك تجاه المملكة بمشاعر عدائية ورغبة في الانتقام والتشوية، نظراً لمواقفها (السعودية) الرافضة للجماعة ووسمها بالإرهابية والوقوف ضد مشاريعها في المنطقة".
وخلص إلى أنه نظرا لذلك، "تحركت الجماعة بالدعوة لعدم الصلاة خلف إمام وخطيب يوم عرفة والصلاة في الخيام كشكل من أشكال الاعتراض على الشيخ، ووصل الادعاء إلى أن الصلاة خلفه باطلة، كل هذا لإحداث فوضى وقلق في المناسك (...)".
ولفت إلى أن "هذه أغراض الجماعة المخادعة التي لا ترتدع عن الشر ولا يشغلها الفريضة الدينة ولا الحجيج ولا بيت الله الحرام ولا أي منسك من مناسك الحج، ولا يشغل الدين حيزا ولو ضئيلا في فكر ووجدان أعضاء جماعة الإخوان".
ويؤكد "أديب" أن "الإخوان هم شوكة في ظهور المسلمين إذ لم يراعوا حرمة المكان ولا الزمان ولا الحدث وأرادوا استغلاله أسوء استغلال، وهم في هذا يخططون إلى أبعد من مجرد موسم الحج، ولا أستبعد أن تستمر حملاتهم ضد المملكة فالتنظيم الدولي مازال حاضرا ومازال قادر على توظيف اللجان النوعية واللجان الالكترونية لصالح أهدافهم".
ويعتبر موسم حج 2022 الأول بعد جائحة كورونا، إذ اقتصر خلال العامين الماضيين على عدد محدود من داخل السعودية.
وحرصت السعودية على توفير كافة الخدمات للحجيج هذا العام، منها إصدار أدلة الحج التوعوية التي تتضمن 13 دليلًا توعويًا تفصيليًا بـ14 لغة بالشراكة مع الهيئة العامة للأوقاف، لتسهيل رحلة الحاج، بأسلوب سهل ومُبسط يشمل جميع المراحل التي يمر بها الحاج أثناء تأدية المناسك.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjIwMyA= جزيرة ام اند امز