السعودية تحترم الإسلام والمسلمين انطلاقا من إيمانها بدورها التاريخي ومكانتها وقدسية الحرمين الشريفين.
لن أتحدث عن الخدمات والأعمال التي تقدمها الممكلة العربية السعودية لحجاج بيت الله الحرام فهذه الخدمات تحدثت عن نفسها وشاهدها العالم عبر وسائل الإعلام التي تنقل الأحداث بدقة، ما سوف أتحدث عنه هو البعد التاريخي والفلسفة السياسية التي تقوم عليها السياسة السعودية من أجل خدمة المقدسات الإسلامية، في السياسة السعودية قواعد ثابتة من أهمها أن هذه الدولة نذرت نفسها في سبيل خدمة الحرمين الشريفين ولعل الأدلة والبراهين واضحة في ذلك فليس أكثر برهانا من أن تسمية خادم الحرمين الشريفين يحملها ملك المملكة العربية السعودية.
السعودية ومنذ عهد الملك عبد العزيز، تواتر خطابها السياسي للعالم كدولة معتدلة تحرص على خدمة مقدسات الإسلام بكل إمكاناتها دون استثمار سياسي أو ثقافي، وهذا ما لا يفهمه الكثير ممن يحاولون تسييس الحج واعتباره فكرة وموضوعا سياسيا
دولة بهذه الصورة تٌسخر كل إمكاناتها من أجل خدمة كل زائر للحرمين الشريفين تثبت للعالم أنها الأقدر بلا منازع أن تكون محور الاهتمام الإسلامي، فمركزية السعودية الإسلامية جعلت منها منارة الإسلام وقائد الأمة الإسلامية، فالسعودية ومنذ عهد الملك عبد العزيز تواتر خطابها السياسي للعالم كدولة معتدلة تحرص على خدمة مقدسات الإسلام بكل إمكاناتها دون استثمار سياسي أو ثقافي، وهذا ما لا يفهمه الكثير ممن يحاولون تسييس الحج وإعتباره فكرة وموضوعا سياسيا.
السعودية تحترم الإسلام والمسلمين انطلاقا من إيمانها بدورها التاريخي ومكانتها وقدسية الحرمين الشريفين ولم تسمح على مر التاريخ أن يتحول الحج بقدسيته التي تهم كل مسلم على هذه الأرض للترويج للشعارات السياسية التي تستخدم الدين، فلسفة السعودية ونجاحها الدئم في التفاعل مع دورها الإسلامي انطلق من سياسة عقلانية لا تسمح بالانجراف أو الانحراف في أي اتجاه من اتجاهات تسييس الدين أو التلاعب في خطوطه العقدية، لقد حفظت السعودية خط التوازن ليكون الحرمين الشريفين فضاء للإسلام ومعتنقيه في قدسية العبادة وليس للترويج السياسي وهذا ما يسعي كل مسلم أن يشاهده.
التميز السعودي بدوره الإسلامي وحّد الرؤية حولها، فالحرمين الشريفين يقصدهما المسلم إما لأداء العمرة أو أداء الحج، وليس أكثر من ذلك، وهذا ما يهم أكثر من مليار مسلم على الأرض، وهذه الرؤية الثاقبة التي تميزت بها القيادة السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز رحمه الله إلى اليوم عجزت عن فهمها الكثير من الدول التي حاولت عبر قرن من الزمان أن تفسر كيف استطاعت هذه الدولة أن تكرر النجاحات خلف النجاحات لتثبت للعالم أن خدمة الإسلام والمسلمين لم ولن تكون شعارات سياسية بل هي منهج راسخ في بناء الدولة السعودية على مر التاريخ.
والحج كعادته السنوية وسوف يستمر بإذن الله في هذا المسار عبر التاريخ لأن معادلة الدولة الأهم في العالم الإسلامي مكانة وقدسية، تدرك دورها وترسخه سنة بعد أخرى لتوفر لكل مسلم يرغب في تأدية عباداته أفضل السبل بعيدا عن أي حسابات، فالحرمين الشريفين مكان لم ولن يرد عنه أي مسلم وهذا نهج الدولة السعودية، وقدّر الله لهذا الوطن تلك الإمكانات الهائلة لتكون في خدمة الحرمين الشريفين وخدمة كل زائر لهما، لأن سياسية هذه الدولة أكبر من أن يدركها من يحاول أن يختصر الشعائر الدينية بأفكارة الخاصة عبر محاولات تسييس الحج التي فشلت عبر التاريخ ولن تنجح يوما لأن العمق الذي بنيت عليه سياسية هذه الدولة في هذا الجانب عميقة وراسخة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة