هالة صدقي لـ"العين الإخبارية" :غيّرتُ نمط المرأة الصعيدية في "بركة"
هالة صدقي تتحدّث عن ظروف عودتها الفنية بمسلسل "بركة"، وتقييمها للساحة الدرامية والإبداعية عموماً في مصر.
عبَرت الفنانة هالة صدقي من نافذة الكوميديا إلى قلب المشاهد العربي، لتتنوّع أعمالها لاحقاً بين الأعمال التراجيدية والأدوار المُركّبة.
وقدّمت طوال مسيرتها، الزاخرة بالعطاء الفني، إبداعات كثيرة أبرزها على شاشة السينما فيلم "الهروب" مع أحمد زكي، و"هي فوضى" للمخرج يوسف شاهين.
وبعد غياب دام عاميْن عن دراما رمضان، عادت هالة صدقي في السنة الحالية بمسلسل "بركة"، وهو من بطولة عمرو سعد وتأليف محمد الشواف وإخراج محمود كريم.
وقالت خلال حوار مع "العين الإخبارية": "عندما قرأتُ سيناريو مسلسل بركة وجدتُ المؤلف يقدّم دور الأم الصعيدية بشكلها التقليدي من ناحية الملبس وطريقة الكلام، فأقنعته بتغيير نمط الشخصية وأن تكون الأم الصعيدية "مودرن"، لهجتها بسيطة لا تحمل السمات المعهودة، ولا ترتدي الملابس المعروفة عنها في القرى".
كما تحدّثت صدقي عن ظروف عودتها الفنية، وتقييمها للساحة الدرامية والإبداعية عموماً في مصر، فإلى نص الحوار:
- ما وجه الاختلاف بين دوركِ في مسلسل "بركة" وسائر الشخصيات في مسيرتك الفنية؟
أنا لا أقبل قطعاً بدورٍ سبقَ أن قدّمته، وأبحث دوماً عن التجديد النوعي على مستوى الشخصيات والأعمال الدرامية.
وتحمّستُ فعلاً لأداء شخصية "أم عمرو سعد" في المسلسل، لأنها تحمل أبعاداً إنسانيةً، فنحن أمام أسرةٍ تجد نفسها في مأزق حقيقي نتيجة التهديد بالقتل.
وفرَض نسق الأحداث وتطوُّرها وطبيعة البناء الدرمي أن ننتقل من الحالة الكوميدية في الحلقات الأولى إلى حالة مختلفة تماماً في بقية الحلقات.
- هل انتابكِ التردّد في قبول الدور؟
لم أتردّد فى قبول الدور، فأنا واعية بالمرحلة العمرية التي أعيشها وسعيدة بها، ومن الجميل أن يكون الفنان متصالحاً مع ذاته وسنّه، لذا قبلتُ الدور دون خوفٍ أو تردّد.
-فيمَ تتمثّل بصمتُكِ وأهمّ إضافاتكِ ضمن المسلسل؟
عندما قرأتُ السيناريو وجدتُ المؤلف يقدّم دور الأم الصعيدية بشكلها التقليدي من ناحية الملبس وطريقة الكلام، فأقنعته بتغيير نمط الشخصية وأن تكون الأم الصعيدية "مودرن"، لهجتها بسيطة لا تحمل السمات المعهودة، ولا ترتدي الملابس المعروفة عنها في القرى، واقتنع الكاتب بوجهة نظري.
وأحاول دائماً أن أترك بصمتي الخاصة، ففي مسلسل "ونوس" مع يحيى الفخراني وضعتُ مكياجاً يجعلني أظهر أكبر سناً، وفي مسلسل "عفاريت عدلي علام" مع عادل إمام قمتُ بحقن "البوتكس" في وجهي حتى يتناسب مع جسدي الضخم.
- شهِد "مارثوان رمضان الدرامي" غياب النجوم الكبار، ما تعليقك؟
بكل تأكيد حزينة لغياب الكبار أمثال عادل إمام ويحيى الفخراني وليلى علوي ويسرا، فوجودهم يمثّل قوةً للدراما المصرية ويضمن لها الإشعاع وحالةً من الإبداع والتميُّز.
أتمنى عودتهم سريعاً إلى الساحة لأنّ غيابهم يُشكّل فراغاً كبيراً وملحوظاً.
- كيف تُقيِّمين المشهد الفني في مصر حالياً؟
بصراحة شديدة لا أشعر بالرضا عن حال الدراما أو السينما، والسبب أننا نعاني في مصر من نكسة إبداعية وفنية ليست ناجمةً عن تراجع الإنتاج، بِقدر ما هي مرتبطة بتدخّل النجوم في النصوص والإخراج، ومحاولتهم فرض آرائهم في جميع الجوانب.
- وما هي تداعيات تدخُّل النجوم في النص والإخراج؟
تدخُّل الفنانين في العمل يؤدّي إلى إلغاء شخصية المخرج، إذ بات من النادر إيجاد مخرج صاحب شخصية قوية داخل أستديو التصوير.
أغلبهم يقبلون بأن يفرض النجوم آراءهم ويسايرون كلامهم حفاظاً على لقمة العيش، وتسبّبت هذه الممارسات في انحدار مستوى الإنتاجات الدرامية والسينمائية.
كانت العلاقة سابقاً مبنيةً على الاحترام والتقدير، وأتذكّر أنّي أردتُ تغيير كلمةٍ خلال عمل من إخراج جمال عبدالحميد وتأليف الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، لكنّ المخرج رفض ذلك وقال لي لا يجوز تغيير كلمة واحدة من دون موافقة المؤلف.