هيلي "وجه ترامب الناعم".. هل تترشح لرئاسة أمريكا؟
التكهنات حول مستقبل هيلي ظهرت بعد خطابها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي وجه عبارات غير دبلوماسية لمن يرفض سياسات ترامب.
رغم الانتقادات الشديدة لأسلوبها غير الدبلوماسي في مخاطبة زملائها بالأمم المتحدة، إلا أن الأسلوب ذاته يزيد فرصة نيكي هيلي، المبعوثة الأمريكية بالمنظمة الدولية، في الترشح على قائمة الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة؛ لتوافقه مع أسلوب الرئيس الحالي دونالد ترامب.
- واشنطن تتجرع نخب هزيمتها في الأمم المتحدة بشأن القدس
- نيكي هيلي.. وجه أمريكا المناصر لإسرائيل بـ"الحذاء"
وقال ريتشارد جوان، خبير الأمم المتحدة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن سفراء الأمم المتحدة من الدول الأخرى يتقبلون طموحات هيلي (45 عاما) السياسية المحلية بصدر رحب.
ولم تعلن هيلي نيتها الترشح لخلافة ترامب في انتخابات 2020، إلا أن عددا من وسائل الإعلام الأمريكية توقعت ذلك؛ نظرا للتوافق بين أسلوب الاثنين، إضافة إلى التصعيد السريع الذي قام به الحزب الجمهوري لـ"هيلي" حتى تصل إلى مندوبة واشطن بالأمم المتحدة، بالرغم من عدم تمتعها بأية خبرة سابقة في الشؤون الخارجية.
وذكرت شبكة "بلومبرج" الأمريكية أنه لطالما كان مسرح منصة الأمم المتحدة وغرف مجلس الأمن يفضل المسؤولين الذين يمكنهم عرض قضاياهم بأسلوب مميز وحس درامي.
وبدأت التكهنات حول مستقبل هيلي في الظهور بعد خطابها في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، قبل إدانة الجمعية لقرار ترامب بشأن إعلان القدس عاصمة إسرائيل، الذي حصل على رفض 128 عضوا مقابل موافقة 8 أعضاء فقط، وأقامت هيلي حفل شكر لمجموعة صغيرة من الدول التي صوتت لدعم قرار الولايات المتحدة.
وقال مسؤول بمجلس الأمن، طلب عدم الكشف عن هويته، إن كلمات هيلي التي قالت فيها إن الولايات المتحدة تتعرض لهجوم بعد ممارستها حقها كدولة ذات سيادة، بدت أكثر وكأنها موجهة إلى ترامب والناخبين الجمهوريين أكثر منه إلى الدبلوماسيين الأجانب.
وأضاف السياسي الأمريكي كاتون داوسون، وهو حليف لهيلي، أنها "تقول رأيها"، وأن لديها "حسا سياسيا جيدا".
وذكر مكتب هيلي خلال تعليق خطي، أنها لا تُلقي بالا بكل التكهنات السياسية، وتركز على عملها في الأمم المتحدة، حيث تمرر أقصى العقوبات على كوريا الشمالية، وتسلط الضوء على الانتهاكات الإيرانية للحظر الصاروخي وحقوق الإنسان، وتدافع عن المصالح الأمريكية والحلفاء.
وخلال عام 2017، أظهرت هيلي كيفية استخدامها منصة الأمم المتحدة لصالحها، ففي يومها الأول بمقر المنظمة حذرت من أن الولايات المتحدة "ستدون أسماء" الدول التي تصوت ضد مصالح واشنطن.
وقد استمر هذا الأسلوب حتى 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما أصدرت بيانا تؤكد فيه دورها في قطع أكثر من 285 مليون دولار عن ميزانية الأمم المتحدة المقدرة بـ5.4 مليار دولار، مشيرة إلى أن الأمريكيين بصدد فرض مزيد من التخفيضات.
وأوضحت هيلي أنهم لن يدعوا سخاء الشعب الأمريكي يُستغل أو يبقى بلا حد، مشيرة إلى أنه خلال مفاوضات مقبلة "يمكنكم التأكد من أننا سنواصل البحث عن طرق لزيادة كفاءة عمل الأمم المتحدة أثناء حماية مصالحنا".
في حين أن بيانها لم يكن مرجحا أن يكسبها حب المجتمع الدبلوماسي الذي لاتزال تحتاجه لدعم مواقف الولايات المتحدة في قضايا تخص إيران وكوريا الشمالية، إلا أنه يمكنه منحها الشهرة بين الناخبين الجمهوريين الذين يعتبرون المنظمة العالمية معادية لأمريكا.
وقال الباحث جيفري لويس، مدير برنامج منع الانتشار في شرق آسيا في مركز جيمس مارتن لدراسات لعدم انتشار الأسلحة النووية، إنه يشعر أن هيلي قلقة أكثر بشأن وظيفتها التالية وليست الحالية، مشيرا إلى أنها ستكون في وضع جيد في الانتخابات الجمهورية التمهيدية.
وإن ترشحت هيلي للرئاسة فإن هذا سيجذب النساء للعودة إلى الحزب الجمهوري بعد تركه عام 2016، وتقديم رؤية كبيرة للحزب كابنة لأبوين مهاجرين من الهند.
aXA6IDMuMTIuMTUyLjEwMiA= جزيرة ام اند امز